بأي حال يُغادرنا هذا العام وبأي حال نستقبل العام الجديد، والقادم علينا أدواته نفسها، طبقة سياسية حاكمة مُتحكّمة بشعبٍ طيب.
في الخارج والاغتراب يُبدع في العلم والتجارة والصناعة، وكثيراً ما وصل الى أعلى المراتب في دول الِاغتراب وحتى الرئاسة،لكنه للأسف،في الداخل مِطواع ومُدجّن يُصفق لزعيمه، في الموقع والمذهب والطائفة والحزب، وبدون أي حساب أو مُحاسبة أو مطالبة، نزداد في تمكينه من رقابنا، ويزداد ولاءً وحسن تنفيذ، لأوامر الخارج الفارض حصاراً مُميتا علينا، وبدون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان؛ نموت جوعاً و مرضاً، وعلى أبواب المستشفيات، أو في قوارب الموت في البحار، ليس مهماً، والأسوأ أنهم يأتون ليُعزّوا بك.
ويستمر النكد السياسي والتراشق بأقسى العبارات الشوارعية، زارعين الأحقاد والنفور بين أبناء الوطن الواحد،في المجتمع اللبناني،. ثم يخطبون: نريد السلم الأهلي والوحدة الوطنية والإصلاح ومحاربة الفساد.
وليته كما يطالب به الصادقون؛ لقد سئم الوطن منكم، لبنان عزيز وغالٍ وجميل وعالٍِ الجبين؛ ولكنّه للأسف ينقصه رجال مخلصون يحكمونه، بحجمه وعنفوانه.
لبنان أوصلتموه إلى هاوية كبيرة حتى بات يحتاج كله الى إعادة ترسيم من جديد، واستقلال جديد، وتحرّر من الخارج، وإعادة بناء من الداخل؛ كل مسؤول في هذاالبلد يتحمل مسؤولية ولا يمكن الاستمرار مع طبقة مُتخمة وشعب جائع.
ابتدعوا الحلول، مثلما تبتدعون طرقً للّصوصية، قبل أن يقع الهيكل على رؤوس الجميع.
30/ 12/ 2022