كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "لبنان دخلَ مرحلة الإنفجار الكبير فَلنَعِ خطورة المرحلة قبل فوات الأوان".
د. إسماعيل النجار
27 كانون الثاني 2023 , 10:10 ص


قالتها مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، قبل شهرين في مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن: لبنان في خطر التفكك والأزمة القادمة قضائية ومالية بِامتياز!

مَن قَرَأَ جيداً ما جاءَ بين سطور "البومة" الأمريكية، يعرف حجم المخطط الكبير المرسوم للبنان داخل الغُرَف السوداء الصهيوأمريكية.

ومع إعطاء إشارة البدء بتنفيذهِ، كانت استنِابات القاضي بيطار أول الغيث، وتحركت جحافل الصرَّافين المشاركين في المؤامرة،بعد إستلام كلمة السر من عوكر، فخرجوا من الشياح لينتشروا في كل مكان، وشكّلوا سياجاً حول بيروت، وعلى طول خط الساحل الجنوبي، حتّى وصل إلى مدينة صور عاصمة العامليين.

هذه التحركات التي لم تكُن مفاجئة للبعض، دفعت بمدّعي عام التمييز غسان عويدات، إلى الإسراع بحسم الموقف، ووقف المهزلة البيطارية التي تجاوزت منطق القانون، عبر استدعائه للمثول أمام النيابة العامة التمييزية، ومنعه من السفر، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، واتّخاذ قرار بإخلاء سبيل جميع الموقوفين بجريمة إنفجار المرفأ.

إنقسام قضائيٌّ خرجَ إلى العَلَن، بعد زيارةٍ قام بها الوفد القضائي الألماني، الذي يحمل كلمة سر التفجير ومخطط سير الأزمة.

القوى السياسية المتضررة من قرارات البيطارالعشوائية التقت جميعها،داخل دائرةخط الدفاع الأول عن نفسها، وخصوصاً المعنيين، أو المتهمين المباشرين بتحمُل مسؤولية إنفجار 4 آب 2019، وأصبحَ الجميع أمام واقع خطير، هوَ انفجار البلد من كل زواياه، وعجز القوى الأمنية عن ضبط الوضع، وهذا ما أشار اليه وزير الداخلية بسام مولوي، عندما قال: لن أضع القوى الأمنية بمواجهة الشعب؛ ما يعني أنّ كلمة السر الثانية بنزول الناس الى الشارع باتت قريبة جداً.

ما يجري سيدفع بالمسيحيين للمطالبة بكانتون مُحصَّنٍ بحمايةٍ دولية، ضمن خطوط الغرب الحمراء عام 1980، وإقامة دويلَة ينادي بها جعجع، بعد إضعاف منافسه باسيل، ما يعني، إذا حصلت، تأكيد تمركز الأمريكيين والصهاينة، على تخوم جبال صنين والأرز المُطلة على سهل البقاع الشمالي والغربي، معقل حزب الله، وعلى مدينة حمص السورية، ما يعني فعلياً قطع الطريق البري الذي يربط طرابلس ببيروت، ويُضعِفُ النفوذَ السُّنِّيَّ، ويشتت شملهم ويضعهم بين فكَي كماشة، من الجهتين الشمالية والجنوبية الغربية،وهذه حال لايرغبون بها

بينما يتوزع الباقون، في مناطق نفوذ حزب الله وحركة أمل، والحزب التقدمي الِاشتراكي.

احتمال آخر، هو أن تَعِيَ بعضُ القيادات المسيحية خطورة مخطط جعجع بربرا ليف، وتذهب نحو التفاهم مع حزب الله من دون رفع سقف الشروط وانتخاب رئيسٍ للجمهورية يُرضي الطرفين، ويكون الوزير فرنجية كريماً، بالتنازل لست سنواتٍ أخرى،كمافعل من قبل، من أجل استمرار لبنان واحداً مُوَحَداً، وضرب مشروع جعجع التقسيمي، وانهاءالأزمةبتشكيل حكومة.

حزب الله الذي يقوم بتدوير الزوايا مع التيار الوطني الحُر، لديه الكثيرمن الخيارات السهلة والصعبة، لمنع تفكيك لبنان وفدرلَتِهِ،لكنه يفضل البحث عن حلولٍ وَسَطيةٍ تُرضي الجميع، وتوصل اللبنانيين إلى شاطئ الأمان، من دون دماء.

البعض في لبنان يرى أنّ حلّ المشكلة، بعد تأزمها، لن يتوفر إلَّا بعد سيلٍ من الدماء، تبرر لجمهورهم التلاقي مع الشريك اللبناني الآخر، حول طاولة حوار دولية لاتمُس نصاً وروحاً بِاتفاق الطائف؛ والأمر رهن التطورات يوماً بيوم.

بيروت في....

26/1/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري