عالم بلا ضمير وسياسة بلا أخلاق
مقالات
عالم بلا ضمير وسياسة بلا أخلاق
طارق ناصر ابو بسام
7 شباط 2023 , 17:03 م


استيقظت شعوب العالم صباح يوم

امس ومع اشراقة الشمس على صوت زلزال مدمر وقع في تركيا و سوريا زلزال الحق الدمار الهائل في المباني والمنشآت العامة والخاصة و ترك خسائر كبيرة في اقتصاد البلدين لم يتم تحديدها حتى الان اضافة الى حصد ارواح الكثيرين من مواطني البلدين هذه الاعداد التي وصلت إلى 4800 شهيد و 15000 جريح حتى الآن و مازالت الأعداد في تزايد مستمر مع استمرار عمليات رفع الأنقاض و سحب الجثث والجرحى من تحت البنايات المدمرة.

لقد سارعت دول العالم قاطبة و تسابقت في تقديم العون و المساعدات الإنسانية إلى تركيا بمختلف انواعها الطبية والغذائية والمالية و اللوجستية وهذا شيء جيد يعبر عن روح التضامن بين الشعوب ،ندعمه و نؤيده بكل قوة.

الا أن المفارقة العجيبة كانت في غياب الضمير وسقوط الأخلاق عند أغلبية دول العالم ومن بينها العربية التي قدمت كل شيء لتركيا وكانها الوحيدة التي تعرضت للزلزال وتجاهلت سوريا ولم تقدم لها شيء وكأنها لم تسمع ان الزلزال وقع فيها ايضا ونجم عنه خسائر كبيرة في صفوف الشعب السوري والحق دمارا هائلا في البلاد.

وهنا تجلت الفاشية والعنصرية في اكثر مظاهرها وقاحة و عدوانية.

سوريا لم تكن في اي يوم من الأيام الا في طليعة الدول التي تقدم المساعدات لكل الدول المنكوبة ومن يحتاجها سواءً من تعرض منها للعدوان او الكوارث الطبيعية و تاريخها يشهد لها على ذلك وهي تستحق الدعم والتأييد من قبل الجميع خاصة الاشقاء العرب الذين خذلوها في معظمهم و وقفوا ضدها، في حرب مدمرة .وفرضوا عليها الحصار و خضعوا لقانون قيصر الامريكي.

لقد فعلوا كل ذلك تحت ذريعة حماية الشعب السوري واليوم ينكشف زيف ادعاءاتهم اكثر من اي وقت مضى وهم يديرون ظهورهم لهذا الشعب في ظل مأساة الزلزال المدمر كما اداروها من قبل اثناء جائحة كورونا.

انهم يكذبون

قالوا بدعم الشعب السوري وهم يقتلونه.

قالوا بتحقيق الديمقراطية وهم ابعد ما يكون عنها.

رفعوا شعار حقوق الإنسان وهم ابعد ما يكون عن الإنسانية .

اليوم واجب على الجميع ان يرفع صوته عاليا لدعم سوريا و مساندتها و رفض سياسية ازدواجية المعايير

لماذا كل الدعم الى تركيا(نحن لسنا ضد ذلك) وكل العقوبات والحصار عل سوريا.

لماذا كل الدعم لأوكرانيا بالمليارات و تجويع سوريا .

اليس الشعب السوري بشر كغيره من الشعوب يستحق الدعم و التأييد.

ياتي هذا الزلزال المدمر اليوم الذي وقع في سوريا كي يفتح الباب و يعطي فرصة لكل من وقف ضد سوريا خاصة ابناء جلدتها كي يعيدوا حساباتهم،

و يعلنوا بوضوح وقوفهم الى جانب سوريا وفك الحصار عنها وتقديم الدعم لها قولا و عملا

الم ترسل الدول العربية مئات الملايين من الدولارات والطائرات الحملة بالمساعدات الى أمريكا و اوروبا عندما حلت بها الكوارث الطبيعية، وهي غير محتاجة لذلك و تتوفر لديها الإمكانيات.

سوريا اليوم هي احوج ما تكون لهذه المساعدات والوقوف إلى جانبها

ان المقياس الحقيقي في الوقوف الى جانب الشعب السوري يتمثل في دعمه.

انه عار كبير على كل دولة أو مؤسسة دولية او جمعية او انسان عنده ضمير يشاهد ما يحصل في سوريا ويتخلى عن تقديم الدعم لها

انها وصمة عار في جبين الإنسانية ان يتم تسييس الأمور

ما وقع في سوريا مسألة انسانية بامتياز.

الزلزال لم يفرق بين مسيحي و مسلم بين كردي و عربي بين رجل و إمرأة بين طفل و شيخ واخيرا بين معارضة و مولاة.

ماحصل مأساة انسانية كبرى وعلى الجميع ان يتقدم بمد اليد والمساعدة.

لقد فتح هذا الزلزال الطريق لعودة العلاقات مع سوريا من البوابة الإنسانية بعد ان بقيت الأبواب السياسية مقفلة.

كنت اتمنى ومعي الكثيرين من ابناء هذه الأمة ان نشاهد الطائرات العربية تاتي من كل مكان محملة بالمساعدات ،كاسرة للعقوبات وقانون قيصر وهي تهبط مطار دمشق و المطارات السورية معلنة بداية مرحلة جديدة.

كنت اتمنى لو أن الأمين العام لجامعة الدول العربية اسرع بالحضور إلى دمشق و عقد مؤتمرا صحفيا طالب فيه بتقديم المساعدات الى سوريا و عودة العلاقات معها

كنت اتمنى لو أن الأمين العام للأمم المتحدة وصل إلى دمشق وامتلك الجرأة و الشجاعة وأعلن ان العقوبات على سوريا ليست شرعية وطالب بفك الحصار عن سوريا و تقديم المساعدات لها

نقول لكل هؤلاء

كفى قتلا للشعب السوري

كفى تدميرا لسوريا

كفى فرضا للعقوبات .. كفى تجويعا للشعب.

نعم اقول هذه فرصة الجميع لمراجعة حساباتهم و فتح صفحة جديدة مع سوريا التي تحملت الكثير من الظلم من أشقائها.وهو الظلم الاكبر.

وكما يقول الشاعر.

(وظلم ذوي القربى أشد مضادة عليا من وقع الحسام المهند )

المطلوب اليوم وقبل الغد

تقديم كافة انواع المساعدة والدعم لسوريا وهذه المهمة الأكثر إلحاحا

وعودة العلاقات العربية مع سوريا الى وضعها الطبيعي و عودة سوريا الى الجامعة العربية وحضن امتها العربية

لتمارس دورها مجددا كما عرفناه وهذه مسؤولية تتحملها كافة الدول العربية خاصة أصحاب القرار منهم .

في الختام أقول

انه من العيب و العار على كل من لديه حس إنساني و ضمير و يدعى العروبة

ان لا يقف الى جانب سوريا وشعبها

عار ما بعده عار ان يستمر الحصار

عار ما بعده عار ان يقوم احد الاثرياء العرب بشراء تذكرة لحضور مبارة كرة بدم بين فريقي ميسي و رونالدو بقيمة 2700000 $ بينما يجوع الشعب السوري والفلسطيني

على الجميع ان يستيقظوا و يتحملوا مسؤولياتهم .

التاريخ لن يرحم و الشعوب لن تغفر ولن تسامح.

كل التحية للدول العربية والصديقة التي سارعت في تقديم المساعدات لسوريا و قامت بواجبها

التحية للجزائر وايران للأردن ولبنان لتونس و العراق

التحية لروسيا والصين

التحية لكل من وقف الى جانب سوريا في محنتها هذه و مد لها يد العون

سوريا لن تخضع...سوريا لن تركع

سوريا تعض على جراحها و تعود اكثر قوة

حمى الله سوريا و شعبها

الدعم كل الدعم لهم ..واجب على الجميع كل حسب استطاعته

النصر لسوريا

طارق ابوبسام

براغ ٧/٢/٢٠٢٣

المصدر: موقع إضاءات الإخباري