كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
رياض سلامة حاكمُ مصرف لبنان، هو رأسُ خطّة التّفجير، وأركانُها جمعية المصارف، وجنودُها البواسلُ كتائبُ وألويَةُ الصَرَّافين في الشوارع، وبعضُ تُجارِ الموادِّ الغذائيةِ الأساسية.
أبدأ من إضرابِ المصارفِ وأساتذةِ التعليمِ الرّسميّ، ورفع ِسعرِ صرفِ العُملَةِ الخضراءِ مقابل الليرة، لِيُلامِسَ الدولارُ الواحدُ ال 75000 ليرة، ويبلغَ ثمنُ كيلو البصل تسعينَ ألفَ ليرة لبنانية، وثمنُ تنكةُ البنزين 1335000ل.ل.
وأَنْعَطِفُ نحو أساسياتِ الحياةِ الأُخرىَ، لنرى أنَّ الذين يدفعون بالوضعِ لغايةِ الِانفجار متفاجئون من حجمِ قوّةِ قبضةِ الإمساكِ برقابِ اللبنانيين، مِن قِبَلِ بعضِ الأحزاب، ومنعِهِم من التحرُك، الأمرُ الذي سيزيدُ من إصرارِ واشنطن وعِنادِها على زيادةِ الضغطِ، رُبّما بالِاغتيالاتِ والفوضى الأمنية.
الطرفُ المستهدَفُ من الخطةِ الأمريكية، مُتَمَكِّنٌ منَ السيطرةِ على الأوضاعِ في شارعِهِ بكلِّ ثقةٍ ويستطيع التحدث معهُ، إلَّا أنَّ الطامَّةَ الكُبرى في الشارع ِالآخَرِ الذي يؤيِّدُ فارضي الحصار،وهم يعانون منه؛فماذا لو انفجرا لوضع لديهم، ما الّذي سيفعلُهُ لهم قادتُهُمُ المسؤولون عن كل ما يجري لهم، إرضاءََ لشهواتِ السلطةِ لديْهِم، ومصالِحِهِم الشخصية.
لبنانُ يَتَمَوْضَعُ بين انفِجارِ بُركانِ الوضعِ المعيشيّ، والِاغتيالات والفوضى الأمنيةِ المتنقلة، الّتي سيكونُ المتضرِّرُ الأكبرُ فيه اشارعَ دورثي شَيَّا وجعجع.
كل ذلك، في غياب أيِّ اتصالاتٍ جديَّةٍ، أو وِساطاتٍ دوليةٍ، تشي بحلولٍ مُنْتَظَرَة.
لبنان ليسَ على طاولة اهتمامات واشنطن والرياض،الّذين صنعوا الأزمةَ وأداروا ظهورهم لنا، وتُرِكْنا لِنُواجِهَ مُفاجئاتِ الطقسِ السياسيِّ والِاقتصاديّ، وغيرُ مسموحٍ لِلُّبنانيين بالتواصل أو التفاهم،أو التصالح فيما بينهم.
داخلياً، القادرُ ِعلى حسمِ الأمرِ ولَجْمِ المتآمرينَ لا يريد الدُّخولَ في معركةٍ يتمناها الأعداءِ، ويُخَطِّطونَ لها منذ زمن، مع العلمِ أنَّ هذه المعركةَ هي بمثابةِ غسيلٍ لِلُبنانَ، وفرصةٍ لِتنظيفِهِ من العملاءفي الداخل.
بيروت.