كتب الأستاذ محمد محسن,,

حتى لا ننسى / 22 / شباط / 1959 / ذكرى الوحـــــدة السورية المصرية.....

اعلان الوحدة، كان اعلاناً لإسقـــاط الوصاية الغربية، وتحريراً لفل*سط*ين،

والإنطلاق نحو التقدم.

لذلك أسْقَطَ الغرب الوحدة، عام /1961/ وفي حرب/ 1967 / أَسْقَطَ الأملُ بالوحدة والتحرر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يجب أن يتساءل كل عربي: لماذا كان هم القطب الغربي، تفتيت المنطقة العربية؟؟

والجواب:

لموقعها الجغرافي، ولعمقها التاريخي، وقدراتها الاقتصادية، والاجتماعية، ولا يجوز أن ننسى اللغة الواحدة، والثقافة الواحدة، التي تمتد عميقاً في التاريخ لقرون قبل الميلاد. كل هذه الشروط، تؤهلها لأن تكون أمة واحدة، تضم عدداً من القوميات الأخرى التي تآخت معها، عبر مراحل تاريخية طويلة.

وفي حال وحدتها، أو حتى في حال قيام وحدات على أسس فدرالية، تراعي التباينات الإقليمية، كانت ستشكل قطباً قوياً في وسط العالم، يقف في وجه وحشية القطب الغربي، واستعماره، وتوسعه، ولا يسمح بوجود مناخ، لولادة إٍس*را*ئ يل، والحؤول دون تحقيق / معاهدة / سايكس بيكو/ التي قضت بـتمزيق سورية.

لذلك كان من أهم الغايات التي نفذها الاستعمار الأوروبي، البريطاني ــ الفرنسي للمنطقة، طمس، وإلغاء، حتى مشاعر الوحدة العربية، أو التفكير بها، من خلال تزوير تاريخها، ومن خلال ضرب، وتفتيت نواة الوحدة العربية بين مصر وسورية.

وكان السلاح الأمضى لتحقيق هذه الغايات، تبني حركات دينية، تقوم على الصراعات المذهبية، وكان أولها الحركة الوهابية، بقيادة (الداعية محمد بن عبد الوهاب) وقد تم ذلك في القرن السابع عشر، زمن الاستعمار الإنكليزي للجزيرة العربية، والذي تقوم دعوته على جملة واحدة:

[من دخل في دعوتنا له ما لنا وعليه ما علينا، ومن لم يدخل كافر مهدور الدم] أي قتل كل مسلم ليس بوهابي.

وفي عام / 1928 / تم تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر، من قبل الاستعمار البريطاني ذاته، تدعو لتوحيد الأمة الإسلامية، وعودة السلطنة العثمانية، كبديل للدعوة النشطة آن ذاك للوحدة العربية، التي قادها نجيب عازوري، وقسطنطين زريق، وميشيل عفلق، وزكي الأرسوزي وأكرم الحوراني، والتي أثمرت الوحدة برئاسة جمال عبد الناصر.

ومنذ ذلك التاريخ والصراعات قائمة بين الدعوة للوحدة، وبين الدعوات الدينية، وكان آخرها الحروب الدينية المذهبية، التي قادتها أمريكا وقطبها، تحت عنوان (الربيع العربي) من خلال داعش، والقاعدة.

وهذا ما أكدته (هيلاري كلنتون) في مذكراتها:

كنا قد قررنا تسليم مصر للإخوان المسلمين يوم 5/7/2013، وتقسيم مصر، وإقامة دولة إسلامية في ليبيا، وتقسيم سورية على أسس مذهبية لخمس كيانات، ولكن الثورة الشعبية في مصر أوقفت المخطط، والصمود السوري أفشل المخطط كله.

الزمــــــــــــــن الحـــــــــضاري الإنســــــــــــاني عـــــــــــلى مفتــــــــــــــرق:

الحرب التي يخوضها الغرب الآن، هي حرب عالمية بكل المقاييس، والتي بدأت في سورية، ولا تزال عقابيلها، وانتقلت إلى أوكرانيا، والتي تواجه فيها روسيا القطب الغربي كله، بدوله ال/50/ هي الحرب الفصل بين زمنين:

ونحــــــن نثــــــق أن النصـــــر سيــــــكون لروســــــيا، لسبــــــــبين:

ــــ لأن القومية الروسية ذات التاريخ القيصري والاشتراكي، لا يمكن أن تقبل الهزيمة ولو وصلت الحرب إلى آخـــــــــــــــــر مدى.

ــــ ولأن الصين لن تبقى مكتوفة اليدين، لأنها تعرف أنها ستؤكل (إن أكل الثور الأبيض).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ونحن نجزم أن لا خلاص من الفكر الديني الظلامي، وتحقيق التلاقي العربي، واعتماد العقلانية، وإعادة العرب لدورهم الحضاري.

إلا بعـــــــــــــد هزيمـــــــــــــة القطـــــــــــب الغـــــــــــربي المـــــــــــــــــــــــؤكدة.