كتب الأستاذ حليم خاتون:
كثيرا ما يردد الساسة في لبنان عبارة احترام متبادل بين لبنان (المستعطي)، وبين الدول التي تسمي نفسها مانحة...
يقول النائب ابراهيم منيمنه أن ليس هناك حصار، بل هناك دول نتعدى نحن عليها، فترد علينا...
يعني أميركا لا ذنب لها...
أميركا ترد علينا لأننا تجرأنا على رفع رؤوسنا أمام كلب الحراسة، اسرائيل...
كذلك السعودية...
نحن نتعدى على السعودية لأن هناك في لبنان من أفشل المشروع الوهابي في المنطقة وساهم في منع تفتت هذه المنطقة...
أما اليمن فتلك قصة أخرى...
تحاصر السعودية اليمن برا وبحرا وجوا حصارا يفوق حصار كوبا؛ بل يفوق حتى حصار غزة...
حصار غزة غير قانوني من وجهة نظر الأمم المتحدة وإن كانت اميركا تدوس على هذه الأمم المتحدة بالبوط العسكري والدولار...
أما حصار اليمن، فهو مقونن وتقوم بتنفيذه إلى جانب السعودية جهات غربية وشرقية وفقاً لسياسة المصالح التي لا رب عندها غير الربح...
والله وضع اليمن "بيصعب" حتى على الكافر لقدر ما فيه من ظلم...
المهم،تأتي مملكة بني سعود، بعد كل ما ذكر اعلاه، لتقول أن حزب الله يقاتل في اليمن...
كل ما يريد محمد بن سلمان قوله هو إن بلاده هزمت على يد من هزم إسرائيل... لا اكثر ولا أقل...
اليمنيون الذين هزموا امبراطوريات إلى درجة أن الجندي العثماني الذي كان يرسل إلى اليمن كانت تقام جنازته حتى قبل مقتله هناك...
لأن اليمن تاريخياً، مقبرة كل الغزاة...
هو لا يريد الاعتراف أن حفاة اليمن اشرف في القتال من كل تلك الجيوش التي دربها وسلحها الأميركيون...
جيوش كلفت مئات المليارات من الدولار ذهبت لدعم مستوى الرفاهية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لكنها عجزت عن مجموعة عقائدية تؤمن بأن هناك إله فوق البشر وتتوكل عليه، بعد اتكالها على شعب اليمن الأبي...
المهم في الأمر أن النائب التغييري "العظيم" يرى أن من الطبيعي أن تحاصرنا أميركا، ومن الطبيعي أكثر أن تحاصرنا مملكة بني سعود...
من وجهة نظر هذا النائب التغييري العبقري لبنان لا يمشي كما تريد هاتان الدولتان، لذلك هو يستحق العقاب...
لم يستطع ذكاء النائب منيمنمة تخطي المعادلات الرياضية البسيطة... "هالقد عقلاته.."
عندما نعود إلى بيت الطاعة، وترضى أميركا واسرائيل والسعودية عنا، من المؤكد أن معاناتنا سوف تتغير... هذا من وجهة نظر النائب منيمنة، سواء قال ذلك مباشرة ام مواربة...
كل المطلوب منا هو المطلوب من عاهرة الليل تجاه القواد...
إنها دولة الملهى الليلي التي عمل على بنائها رفيق الحريري...
إنها ثقافة الماخور...
رفيق الحريري أراد جعل لبنان موناكو لكن من دون وجود دولة قوية راعية كفرنسا مما يعني أننا يجب أن نكون كازينو المنطقة وماخورها، ونتبع القوة الأساسية عسكريا في هذه المنطقة، إسرائيل...
افضل من يعبر عن هذا المشروع هو مارسيل غانم على ال MTV..
المؤسف هو أن اكثر من نصف سكان لبنان يفكرون مثل حضرة النائب المخيب للأمال منيمنه...
قبله قفز النائب الشيوعي سابقاً؛ النائب الذي حمل رتبة اسير سابق في معتقل الخيام قبل ترويضه على ما يبدو؛ نائب لا يشرف تذكر اسمه... يكفي أن هذا الشيوعي السابق لم ير في كل الموارنة إلا كيسا من المال تربطه علاقات صداقة مع الأميركيين ليرشحه لرئاسة الجمهورية، هو نعمت افرام...
عندما رفض النائب منيمنه ومعه (النائبة) حليمة قعقور تلبية دعوة المفتي التي يقف وراءها سفير المملكة، ظن المرء أنه يقف أمام قامة وطنية علمانية، ليتبين أن كل ما في الأمر هو ثمن أعلى يطلبه نائب التغيير هذا... لا أكثر ولا أقل...
على الاقل هذا ما يستخلصه المرء بعد رؤية بهلوانيات ما يسمى نواب حركة ١٧ تشرين...
يا أخي، والله نحن نعرف أن المهمة ليست سهلة، وأن لا ١٣ ولا حتى ٣٠ نائبا يستطيعون خرق النظام... لكن المطلوب مواقف مشرفة وليس لعب دور المهرج في سيرك...
الرجل الشريف يقول كلمته ويمشي... لكن ليس على خاطر لا السعودية ولا اميركا...
على كل... ما العمل طالما أن قانون الانتخاب لا يمكن أن يجلب إلى هذا المجلس إلا من المساطر الموجودة اليوم في هذا المجلس...
على الأقل، تعلموا معنى الدور التغييري ممن لم يسمح له قانون الانتخاب هذا أن يجتاز العراقيل...
إذا كان ثمن الكهرباء والماء والانترنت أن نمشي كما تريد اميركا والسعودية، فقتال هاتين الدولتين أوجب...
إذا كان حزب الله غير قادر على محاربة الفساد في الداخل لأسباب لا نفهمها، فأضعف الإيمان أن يقاتل القوى التي تمنع عنا الكهرباء والماء...
من هذا الموقف يمكن للمرء أن يفهم تهديد السيد نصرالله...
لكن هل يفعلها حزب الله؟
أما النائب منيمنة، فحساباته البسيطة جدا هي أن لبنان يجب أن يستمر بالشحادة، لكن من شروط...
النائب منيمنه وكل رتل النظام اللبناني يريدون منا لعب دور العاهرة على "السكيت"...
لبنان مجرد ملهى ليلي للشرق الأوسط الجديد...
إذا كانت هذه هي نظرية الاحترام المتبادل عند كل أهل هذا النظام، ما تراه يكون معنى الوطن في ذهن هؤلاء؟؟
حليم خاتون