كتب الأستاذ حليم خاتون
هل أخطأ حزب الله يوم ذهب إلى الدوحة ولم يفرض ميشال عون بدلاً عن ميشال سليمان؟
طالما أن ميشال عون كان آتيا في كل الأحوال يوما ما، لماذا توافق العونيون وحزب الله على مجيء ميشال سليمان الذي كانت مهمته على ما يبدو تهيئة الظروف في لبنان لإسقاط الدولة في سوريا...؟
هل كان باسيل سوف يرحم البلاد والعباد منذ ذلك اليوم أم كان الإنهيار سوف يقع في لبنان في كل الاحوال منذ ذلك الوقت...؟
بذرة الفشل الموجودة عند العونيين كانت سوف تنبت على الأرجح قبل الأوان وقبل انفجار الوضع في سوريا وهو ما كان سوف يعطي لبنان وسوريا معا إمكانية مواجهة المشروع الأميركي منذ ذلك الوقت، وربما التخفيف من آثار الفساد الآتي حتما، طالما أن العونيين أكلة جبنة مثلهم مثل غيرهم...
العونيون على ما يبدو، عامل مسرع لكل معادلات كيمياء الفساد...
لكن، ننسى الدوحة قليلاً ونصل إلى ال ٢٠١٦...
عطل حزب الله كل البلد ورفض أي حلول وسط إكراما لجنرال الرابية...
للمرة الثانية، يصل طيف سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا...
المطلوب فقط موافقة حزب الله...
حرد العونيون على كل الشاشات وهددوا بعظائم الأمور إذا وافق حزب الله على تسوية فرنجية / الحريري التي كانت تريدها السعودية...
لا بل ذهب بعض العونيين إلى حد اتهام حزب الله بالوقوف وراء مؤامرة إقصاء ميشال عون عن كرسي بعبدا...
تمنى حزب الله على فرنجية تعطيل النصاب والامتناع عن مزاحمة الجنرال في تلك الانتخابات...
"حدا بيعطًل النصاب ضد مصلحته الشخصية؟"
لقد فعلها سليمان فرنجية...
هل رأى أحد فروسية كتلك التي أظهرها سليمان فرنجية في تاريخ الرئاسات اللبنانية؟
تنازل فرنجية عن كرسي بعبدا بعد أن قدمت إليه على سجاد احمر...
رغم اجتماع جزار إهدن وجنرال حروب الشوارع المسيحية، كان المجلس في جيب فارس زغرتا يومها... وترفع عنها...
كيف رد العونيون وكيف يردون على تلك المكارم؟
إذا أنت اكرمت الكريم ملكته، وإن أنت اكرمت اللئيم، تمرد...
إنه الجحود المطلق...
إنها عادة باسيلية بالمطلق:
الشرب من بئر ثم البصق فيه...
إذا كان قائد الجيش جوزيف عون لم ينجو من حبائله...
بل ذهب جبران باسيل إلى حدود تعطيل مسيرة شربل روكز العسكرية كي يقطع الطريق على أي كان قد يؤثر على حظوظه السياسية...
صحيح أن الاقتصاد لم يكن بخير... لكن الحرب الكونية ضد لبنان التي أطلقها الثلاثي أميركا، السعودية، اسرائيل، ما كانت لتقع مع وجود الثنائي فرنجية / الحريري الإبن... ربما لأنهما كان خيارا سعوديا بامتياز...
صحيح أن الوزير فرنجية والرئيس سعد الحريري كانا جزءا من منظومة الحكم الفاسد...
لكنهما لم يكونا على نفس النهم والطمع بكل شيء، كما هي حال جبران باسيل الذي يلتهم كل ما أمامه دون أن تشبع له مخيلة السموم التي يفرزها عقله...
من شبه المؤكد أنه لو تم انتخاب فرنجية / الحريري لمرحلة ٢٠١٦ حتى ٢٠٢٢، لكانت الأزمة تأجلت على الأقل حتى ما بعد هذه المرحلة...
إذ أن وجود عون في سدة الرئاسة هو ما لعب دور المُسرًع في تأجيج أزمة السيولة والدفع باتجاه الإنهيار...
صحيح أن النظام اللبناني كان قد تعفن إلى العظم منذ التسعينيات، لكن مواد التجميل الدولية التي سمحت له بالامتداد كل تلك السنوات كانت كفيلة بالاستمرار بضعة سنوات أخرى...
على الأقل، حتى ما بعد بداية الحرب في أوكرانيا...
التجميل الذي يحاول خماسي باريس إضفاءه على بنية النظام اللبناني، كان سيحصل بصورة اسهل واسرع دون وجود عون على سدة الرئاسة... ليس فقط بسبب شخصية ميشال عون النرجسية المُنفًرة، بل زيادة على هذا، بسبب وجود شخصية أكثر نرجسية وأكثر نفورا هي شخصية جبران باسيل...
من هنا ربما يجب أجراء انتخابات مباشرة من الشعب لمرة واحدة على الأقل بين الموارنة الأقوياء، (بلا معنى!!):
جعجع، باسيل، فرنجية، والجميل... ولتكن الكلمة الأخيرة لشعب لبنان وليس لمجموعات ضغط فاشية أو كنسية أو طائفية كما يجري الآن...
على الأقل يفشل شعار التعتير والشحار الديمقراطي: "ليتفق الموارنة على اسم حتى نختاره"...
وبئس الخيار!!!
إذا كانت كل السلطات تُستمد من الشعب... لنرجع فعلاً إلى هذا الشعب يقول كلمته... اليوم في الرئاسة الأولى، وغدا في كل الرئاسات وفي كل السلطات حتى ننتهي مرة وإلى الأبد من حكم اللصوص والمرتشين وزعران الطوائف...
حليم خاتون