كتب الأستاذ حليم خاتون: بين علم الفلك عند أهل العلم وعلم الفلك عند العامة في أيام الجاهلية المعاصرة سنوات ضوئية..
ليس في الأمر ظلم لأي كان...
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: بين علم الفلك عند أهل العلم وعلم الفلك عند العامة في أيام الجاهلية المعاصرة سنوات ضوئية.. ليس في الأمر ظلم لأي كان...
8 آذار 2023 , 04:46 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

في الأعياد تتهافت شاشات البوشار في لبنان على استضافة مجموعة من هؤلاء من وزن ليلى عبداللطيف أو ماغي فرح أو من يماثلهما في قراءة ابراج السماء وحركة الكواكب والنجوم، وتأثير كل هذا في عقل رجل مخابرات قرر اغتيال كائن ما أو لص ارتقى في أعماله حتى سطا على سلطة ما في دولة ما...

ليس في هذا احتكار لشاشات لبنان...

حتى شاشات ما يسمى العالم المتحضر تزخر بهذا النوع من النفاق ونشر الهبل بين البشر...

في المانيا مثلاً، خرج المفكر غرين على إحدى الشاشات منذ سنوات بعد عزلة ذاتية أراد من خلالها نصب حاجز بينه وبين إعلام التفاهة...

لم ينتظر المفكر مقدمة بلهاء أن تكمل كلامها قبل ان يتوجه إلى الجمهور قائلا إنه ما أتى إلا ليقول كلمة ويمشي عائدا إلى بيته:

لقد هبط مستوى الإعلام في ألمانيا إلى الدرك الاسفل من التفاهات؛ اختفت الثقافة واختفى الفكر لصالح الضحالة...

يجب فعل شيء...

انسحب غرين بعد تلك الكلمات، لكن عدد الشاشات التافهة زاد، وهبط المستوى إلى ما تحت الدرك السفلي...

في العالم العربي وبعض أقنية البروباغندا، لا وقت متوفر حتى لهذه التفاهات...

أخبار الأمراء والملوك والرؤساء والوزراء وبقية قطعان الماعز من الزعماء لا تسمح لتفاهات الشاشات اللبنانية أو العربية من الدخول الى هذا العالم الحرام المحجوز لأولاد الحرام حصرا...

لكن المأساة الكبرى هي حين تنزلق قنوات المفروض بها حمل القضايا الوطنية الكبرى إلى مستوى التطبيل بثمن... وبغير ثمن...

المداحون في لبنان والوطن العربي موجودون منذ ما قبل الإسلام...

هم موجودون قبل التبصير، وقبل المبصرين، وقبل ماغي وليلى ومايك...

منذ الجاهلية القديمة وصولا إلى الجاهلية المعاصرة...

يدخل هؤلاء المداحون وقد انحنت ظهورهم حتى وصلت أنوفهم ارض البلاط يقولون شعرا، و"يعلكون" كلماتهم "علكا" حتى يخال المرء أن شفاههم قد جنحت ثم التوت كما شفاه الناقة وهي تمضغ ما تيسر من عشب، قبل أن تجمد الصورة فجأة...

قد يكون بين المداحين من هو صادق فعلاً ولكن هل يمكن رؤية أبرة في كومة من القش...؟.

تجاوز المداحون هذه الأيام عقبات اوزان الشعر...

اخترقوا الحواجز اللغوية كما تخترق الجيوش الجبهات...

تفوق هؤلاء على خطط اختراق خط ماجينو في الحرب العالمية الأولى أو خطط عبور القنال واقتحام خط بارليف في حرب تشرين ٧٣...

وصل التزلف إلى حدود امتلاك ألسنة بعدة رؤوس، تقطع كالمنشار...

حتى وصايا موسى العشر، يقال انها كانت ربما خمسة عشر وصل منها عشر فقط وانكسر الحجر الذي حوى خمسة وصايا بحالها تتحدث عن عقاب الله الشديد في حالات التزلف والمدح ولحس أسفل الأرجل، وال...

ينتظر القارئ تناول حالات بعينها...

قد كان هذا هو المقصود والمراد بمناسبة آخر ما طالعتنا به شاشات لبنان والصحف...

لكن الخوف من مقص الرقيب يفرض التوقف هنا...

ليس فقط مقص رقيب الأنظمة، وهي بارعة في قص الألسن...

بل أيضاً وايضا، مقص رقيب الأحزاب وما ادراك من أمر كثير من أحزاب هذه الأيام الذين يستطيعون بشطحة شطب مقالة حتى من عالم التواصل الاجتماعي...

معلقات يمكن كتابتها ليس فقط عن العامة من الجاهلية المعاصرة... بل دكاترة في علوم السياسة والاقتصاد السياسي يستطيعون تحويل لون اللبن من الأبيض إلى الأسود دون حتى المرور في الرمادي...

أسوأ ما في الأمر هو التزلف ليس من أجل الارتزاق المالي، بل من أجل الارتزاق الوجاهي الذي يسعى ولو دون قصد لسرقة جاه الممدوح...

وفي ما جرى بعد خطاب السيد دلالات...

حليم خاتون 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري