محمد بن عبد الوهاب حسب وصف أتباعه هو المجدد في الدين والمنقذ من البدع والمصلح و هو شيخ الاسلام ,يقولون جاء لينشر التوحيد وكأن أمة محمد لم تكن موجوده من قبل و يعتبر أتباعه بأن من يخرجون عليه هم الروافض, المشركون و أعداء الاسلام, بالوقت الذي استنكر أقوال وأفعال محمد بن عبد الوهاب كل المسلمين باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية كما بينت بمقال سابق .
بقراءة تاريخ الوهابية القديم منذ اسسها همفر عميل وزارة المستعمرات البريطانية بالقرن الثامن عشر وبمقاربة لممارساتهم الحديثة حيث يتولى ادارتهم وادارة فرقهم أحفاد همفر من المستعمرين الجدد, بهذا الزمن نجد بأن الممارسة واحده وان اختلفت أدوات التنفيذ نظراً لإختلاف أدوات الزمن والموجبات بين الأمس واليوم ,, ان الوهابية ونظامها السياسي لم ولن يخرجوا عن سياسات مشغليهم القدم والجدد ,, أسسوا لغاية وهدف فعملوا ويعملوا على تحقيقه متبعين نهج سلفهم من القتلة المستعمرين ومن شذاذ الآفاق بالموروث الإسلامي , وبمتابعة لممارساتهم الحديثة نجد بأن التكفير والجريمة المنظمة والسلب والنهب والسبي هي سمتهم المشتركة تماماً كصفات سلفهم القدماء واسيادهم الجدد ,, قد تتغير عناوين فتنهم بين زمن وآخر وفق خطط المستعمر ,, في السابق لم يتعرضوا للشيعة حين كان شاه ايران حاكماً باسم امريكا واسرائيل وحين طردت ايران اسرائيل من أراضيها جن جنون الوهابية ونظامها السياسي فتحولت ايران لعدو أول للوهابية ولنظامها السياسي اللعين . نعم حين كانت ايران صهيونية شاهنشاهية كانت صديقة للوهابية فحينها كان الصديق واحد والمشغل واحد وحينها كان الرب واحد أيضاً !!.
لقد منع الوهابيون الحجيج الشامي والحجيج المغاربي من الحج بزمن نشأة شرهم وجميعهم من السنة , ورد بكتاب مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر الحنبلي في كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد) من أحداث 1221 هـ ما نصه عن منع الحجيج فيقول في الصفحة ( 139) : ” فلما خرج سعود من الدرعية قاصداً مكة أرسل فرَّاج بن شرعان العتيبي ، ورجالا معه … وذكر لهم أن يمنعوا الحواج التي تأتي من جهة الشام واسطنبول ونواحيهما ، فلما أقبل على المدينة الحاج الشامي ومن تبعه ، وأميره عبدالله العظم باشا , أرسل إليه هؤلاء الأمراء أن لا يُقدم وأن يرجع إلى أوطانه “,ويقول مفتخراً عثمان بن بشر : (ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل الشام ومصر والعراق والمغرب (أي بلاد المغرب العربي كله) وغيرهم إلا شرذمة قليلة من أهل المغرب لا اسم لهم) وبتاريخهم الحديث فلقد قتلوا ألف من الحجيج اليمني في العام 1921 ومنعوا الحج الشامي في العام 1959 كما يمنعوه الآن على أهلها المرابطين .
أما حروب الوهابية القديمة فشملت جزيرة العرب فكانت نقمتهم على حواضرها ,, لقد “فتحوا ” مكة والمدينة ,, يقول مؤرخ الوهابية بن بشر بكتابة ” المجد بتاريخ نجد” (… أجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها ، ثمَّ أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه ، واستوطنوه ، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيَّقوا على أهل المدينة ، وقطعوا عليهم السوابل ، وأقاموا على ذلك سنين … ولما طال الحصار على أهل المدينة وقعت المكاتبات بينهم وبين سعود من حسن قلعي وأحمد الطيار والأعيان والقضاة وبايعوا في هذه السنة). وهكذا سقطت المدينة المنورة مستسلمة بعد أن مات أهلها جوعا ، لم تسلم أيضاً كل دول الخليج وبلاد الشام والعراق من شرور الوهابية بذلك الزمن كما هو الحال بزمننا الحالي ,لقد ُأسس الدين الوهابي بهدف خدمة المستعمر البريطاني سابقاً كما ورد بكتاب مرءاة الحرمين لأيوب صبري باشا الرومي, وخدمة لمشغليهم من شياطين الإنس من قوى الإستكبار والإستعمار الجديد لاحقاً ,, بحروبهم السابقة كفروا المسلمين فاستباحوا مالهم وأعراضهم كما الحال بحروبهم الحالية ,, قد يقول قائل : هل يستقيم لمسلم أن يفعل كل تلك الفظائع ؟؟ وللإجابة على هذا السؤال أعود لمقالي السابق حول راي أعلام المذاهب الإسلامية بدين محمد بن عبد الوهاب , لقد أجمع كل أئمة مذاهب السنة بخبث المعتقد الوهابي باعتباره لا يمت للإسلام بصلة واستشهد بكتاب شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري بوصفهم ” يهـوداً لا حنابلة ” لقد تولى رحمه الله امامة الازهر من العام 1930 -1935 .,, لقد راق للأعراب دين همفر ورسوله محمد بن عبد الوهاب,, كيف لا وقد أتاح لهم هذا الدين الجديد القتل والسلب والنهب والإغتصاب مما ينسجم وطبيعتهم فالأعراب أشد كفرا ونفاقاً ورد بالذكر الحكيم ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) ,لقد راقت للأعراب شرور أعمالهم زاعمين بأن المسلمين مشركين وبهذا استباحلوا دماء العرب والمسلمين وأموالهم
لقد امتدت حروب الوهابية لأطراف الجزيرة وما بعدها فوصلت شرورها الى العديد من البلدان فوصلت الى كل دول الخليج وبلاد الشام والعراق ، بسبب رفض أهل تلك البلاد دفع الجزية !!!. لقد فعلت الوهابية العجب ببلاد الشام كما قال عثمان بن بشر مؤرح الوهابية المعتمد من قبل الوهابية بكاتبة “المجد بتاريخ نجد قال: ” فما أن وطئت أقدامهم تلك الأراضي الخصيبة “بلاد الشام ” حتى عاثوا فيها فساداً من سرقة ونهب وقتل وحرق وإرعاب للمؤمنين” كما يضيف مؤرخهم عثمان بن بشر النجدي:” ومن ذلك ما أرخ له سنة 1225هـ . مما فعلوه عند جبل (طويل الثلج) قرب نابلس “، ثم يضيف بعد ذلك (..واجتاز – يعني الجيش الوهابي – بالقرى التي حول المزيريب وبصرى فنهبت الجموع ما وجدوا فيها من المتاع والطعام وأشعلوا فيها النيران ، وكان أهلها قد هربوا عنها لما سمعوا بمسيره !) ويقول: (وقتلوا من أهل الشام عدة قتلى ، وحصل في الشام رجفة عظيمة ورعب عظيم بهذه الغزوة في دمشق وغيرها من بلدانه وجميع بواديه) ما سبق ورد بكتاب مؤرخهم بن بشر :” وفي بدايات القرن المنصرم هاجمت الوهابية كل من خالف بريطانيا برأي حسب ما ورد بمذكرات فيلبي . فكانت غزواتهم تتم بإماءة من فيلبي كانت الوهابية ولا زالت متمثلة بنظامها السياسي هي الذراع المنفذ لأوامر الإستعمار بتحقيق وعد بلفور بذلك الوقت وإعمالاً لتنفيذ أوامر أسيادهم المستعرين بزمننا بهدف تفتيت المقسم خدمة للكيان الصهيوني بكل معنى الكلمة من معانٍ بشعة .لقد مثلت الوهابية الإجرام بكل معانيه ,, لا باس أن تقتل الوهابية كل العرب والمسلمين طالما بالأمر مصلحة للمستعمرين والمغتصبين ,, ها هي الوهابية بهذا الزمن تنفذ كل الخراب والدمار بحق العرب والمسلمين واصدقائهم ,, لقد حاربت ومولت الوهابية ونظامها السياسي حرب أمريكا على الإتحاد السوفييتي بأفغانستان خدمة لمصالح أسيادهم الأمريكان ,, لقد دمرت الوهابية العراق وسوريا خدمة لأسيادهم الصهاينة ,, لم توجه الوهابية سهماً ولم تطلق رصاصة ضد أي مستعمر بل كانت للإستعمار عوناً وسنداً وحضناً دافئاً , لم تعترض الوهابية ونظامها السياسي على احتلال جزيرتيهم بخليج العقبة ” سنافير و تيران” بحجج تافهة واهية ,, فلا باس أن يحتل الصهاينة تلك الجزر طالما تخدم تلك الجزر أمن الكيان الصهيوني ,كما لا تعلق الوهابية ولا نظامها السياسي على مخططات تهويد القدس وهدم الأقصى ,, لا بأس بذلك فلطالما كان الهدف هو تحقيق رغبة الصهاينة ,الوهابيون يدمرون كل اثر حضاري واسلامي ببلاد الحرمين تماماً كما تفعل الصهيونية التلمودية بفلسطين .
اخيراً أذكركم بان محمد علي هو من خلص أمتنا من شرور الوهابية ببدايات القرن التاسع عشر وبأن الراحل الكبيرعبد الناصر هو من قلم أظافرها بمنتصف القرن العشرين وبأن سوريا الدولة والمواطن هي من تدفع ضريبة تخليصنا من شرور الوهابية بهذا الزمن ,, الوهابية هي شر من اسوأ الشرور بل هي وأسيادها من المستعمرين والصهاينة” الشر المطلق” وان محاربة الوهابية هي واجب مقدس يقع على عاتق كل عربي وانسان ومسلم .
شاكر زلوم
عمّان