كتب الأستاذ حليم خاتون:
ما لم يقله الثنائي الشيعي تقوله روزنامة نهاية الخدمة لأكثر من موظف من الدرجة الأولى...
سقط الموقع الشيعي في الأمن العام ولم تنته الدنيا...
قريباً سوف يسقط الموقع الماروني في المصرف المركزي ولن تنتهي الدنيا...
بعدها سوف يسقط الموقع السني في قوى الأمن الداخلي ولن تنتهي الدنيا أيضاً وأيضا...
ثم نصل إلى بداية سنة ٢٠٢٤ ويسقط الموقع الماروني الثاني في قيادة الجيش...
ولن تسقط الدنيا لأن المؤسسات اكبر من الأفراد...
لكن عندما يترافق هذا الشغور في المواقع الأمنية والنقدية مع ارتفاع اسعار الدولار إلى قرابة المليون ليرة للدولار وفق حسابات خبير الإحصاءات ربيع الهبر... ستكون أبواب الجحيم قد فتحت ذراعيها وبدأت ألسنة اللهب ابتلاع اللبنانيين بالجمع وليس فرادى...
في ذلك اليوم سوف ينتف جبران باسيل ما على رأسه من شعر بينما لن يجد سمير جعجع غير شعر ستريدا لينتفه...
بعد اللواء عباس ابراهيم، سوف يحقق ذهاب اللواء عثمان وقائد الجيش جوزيف عون إلى البيت مبدأ ال ٦ و ٦ مكرر...
هذا في الداخل...
ماذا عن الخارج...؟
السعوديون قرروا أن لبنان لا يعنيهم... بالإمكان خنق هذا البلد دون دمعة ندامة...
فليذهب سمير جعجع وسامي الجميل إلى الجحيم...
السعودية قررت ومعها أميركا أن لبنان قابل لمزيد من الضغوط حتى لو أدى ذلك إلى انفجارات شعبية...
لن ينفع كل الصراخ لأن اميركا والسعودية قد كسبتا معركة الإعلام، وسوف ينصب الغضب على المقاومة طالما أن المنار في عالم آخر... أو في أقصى حالة تستضيف من لا هم عنده سوى كيل المديح عل طرطوشة هوبرة تعود إليه...
بعد.السعودية وأميركا، تراجعت مصر خطوة إلى الوراء، وتراجعت قطر خطوتان...
لم يبق في الميدان إلا حديدان... تقزمت خماسية باريس حتى اقتصرت على فرنسا الخائبة والحائرة في أمرها...
بعد طعنة أوكرانيا من الأميركيين الذين بدأوا تسهيل هجرة المصانع والادمغة الأوروبية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ها هي فرنسا تتلقى طعنة أخرى عبر إهمال متعمد لكل مصالحها في لبنان خصوصاً، والشرق الأوسط بالعموم...
لكن فرنسا الغارقة في وحول أزمة اقتصادية خانقة كما كل دول الاتحاد الأوروبي، هي أعجز من الوقوف إلى جانب لبنان...
وقف الثنائي الشيعي أمس وأول من أمس أمام سمير جعجع وجبران باسيل وقال لهما...
البحر من ورائكم وسليمان فرنجية أمامكم...
كل فذلكات السفير البخاري في القواعد العربية ليست أكثر من بيت في قصيدة كتبها شويعر...
كلام البخاري يصبح له قيمة حين تفتح السعودية باب حل في لبنان، لأن قبض ثمن لبنان خارج لبنان هو أضغاث احلام ليس محمد بن سلمان "قدها"...
أمام سمير جعجع كأس مرة من كأسين:
سليمان فرنجية أو جبران باسيل...
السعودية تستطيع إرسال بضعة عشرات الملايين من الدولار لمرتزقة القوات والكتائب من أجل إشعال حرب أهلية...
لكن إعادة تعويم الاقتصاد اللبناني ليس واردا بالنسبة لابن سلمان...
أما جبران باسيل...
أمامه الذوبان في حزب القوات اللبنانية أو دور ما مع سليمان فرنجية للبقاء على قيد الحياة ست سنوات أخرى...
هذا من ناحية القوات والتيار العوني...
ماذا عن الثنائي؟
هل حسبها الثنائي فعلاً؟
لا تزال أحلام اليقظة تراود هذا الثنائي...
هناك ثلاثة اتجاهات:
١- الذهاب الى دوحة ٢ أملا في قارب نجاة خليجي لا يبدو له أفق..
٢- حصر جعجع وجبران في الزاوية للوصول إلى سليمان فرنجية...
٣-الوصول إلى انفراط عقد السلطة الطائفية نهائياً ما سيفرض حل من اثنين، إما الفوضى الكاملة أو مؤتمر تأسيسي...
هل يمكن الركون إلى الثنائي للوصول إلى حلول جذرية للوضع؟
عشم ابليس في الجنة...
"لو كانت بدها تشتي، كانت غيمت"...
نفس طاقم حزب الله وحركة أمل لا يزال يحمل دلوا لإفراغ المركب من المياه المتدفقة من عشرات الثقوب...
قسم من الثنائي لا يزال يحلم الإفلات من العقاب وهو الذي اسقط كل الحلول الممكنة التي كان أحدها خطة حكومة الدكتور حسان دياب رغم تساهلها مع مافيا النظام إلى أقصى الحدود...
أما القسم الآخر، فسوف يقف عاجزا كما فعل منذ اندلاع الأزمة...
يقول الدكتور حبيب فياض إنه اغرق قيادة حزب الله بأكثر من عشرين تحذير... الواحد تلو الآخر... عن الأوضاع...
لكن على من تقرا مزاميرك يا داوود؟
إذا كان صوت الدكتور حبيب لم يستطع تحريك اصبع اعتراض ولو لمرة واحدة جدية مع شقيقه النائب الدكتور علي فياض، فهل سوف تصل آلاف وملايين الأصوات إلى حيث يجب...؟
أنهى الدكتور حبيب سردية العجز عنده بأن السيد يفعل المستحيل في تقديم المساعدات!!!
نفس نظرية توزيع المؤن على طريقة بعض أهل الاغتراب...
ليس الوضع يا دكتور هو مسألة كراتين إعاشة...
القضية ببساطة لا تقبل أي مساومة...
هي إعادة بناء سلطة وطنية مدنية عادلة تبدأ بالمحاسبة...
واحد بالمئة من شعب لبنان يسيطر بفضل الاستزلام والزبائنية على مقدرات تزيد على الخمسين مليار دولار...
عشرون في المئة من اللبنانيين يسيطرون على اكثر من ٩٥٪ من مقدرات البلد...
الحل الحقيقي للأزمة يبدأ من المحاسبة...
الدولة كائن عنده كل مقومات فرض الضرائب العادلة والجباية العادلة من كل هؤلاء الذين أوصلوا البلد إلى الحائط المسدود...
الحل لا يمر ببضعة كراتين إعاشة على نسق الأونروا أيام النكبة...
الحل لا يمر عبر بضعة آلاف علب الدواء التي يتم استيرادها في ظروف غير مطابقة للسلامة...
الحل ليس باخرة مازوت أو باخرة بنزين كل ستة أشهر في بلد يحتاج إلى حوالي سبعة إلى عشرة بواخر كل شهر...
غدا سوف يخرج النائب حسن فضل الله يحدثنا عن سرقات لا يملك شعب لبنان القدرة على استعادتها لأن المرتكبين هم كبار أهل السلطة الذين لا يريد حزب الله ولا حتى إظهار العين الحمراء بعد كل ما فعلوه...
غداً سوف يخرج منظرو حزب الله يتحدثون عن الاتجاه شرقا وهم لا يجرؤون إلا على كلمات في الهواء لا تطعم خبزاً...
غداً سوف يخرج السيد يقول لنا إن الحزب لا يريد القيام بالثورة وعلى من يريد القيام بهذه الثورة فليتفضل... لكن مع وقف التنفيذ...
أليس هذا ما قاله الدكتور حبيب فياض عن نزوله إلى الشارع ثم العودة إلى المنزل بطلب من قيادة حزب الله...؟
يا خوفي أن يأتي اليوم الذي لا نجد في الشارع إلا بضعة صبية لأن الملتزمين قرروا اتخاذ الليل جملا والهروب والعزوف عن الدفاع عن مصالح الناس...
المشكلة هي أن الثنائي يطرح سليمان فرنجية وهو قد يكون افضل الاسماء المقترحة...
لكن السؤال يبقى:
ماذا بعد؟
من سوف يسوق اللصوص إلى فندق الريتز لاستعادة ولو نصف المال المنهوب؟
حزب الله يذم بالسلطة المارقة الكاذبة السارقة، ثم يدفن رأسه في الرمل كي لا يضطر إلى اتخاذ قرار إنقاذ هذه الدولة من براثن اللصوص...
هل سوف يدفعنا حزب الله للصلاة إلى الله أن يرسل لنا محمد بن سلمان بجمع كل تلك الجيَف النتنة ويفرغ ما في خزائنها من مسروقات تعب شعب لبنان عشرات السنين حتى يجمعها...
استغفروا الله في عباده يا مؤمنين، ولا تكونوا سيفا عليهم بدل أن تكونوا سيفاً في أيديهم لاستعادة حقوقهم وحقوق الوطن...
ام سوف نقع في خسارة مشابهة ل ١٤٣٠ كلم٢ بعد أن منعنا التقدم مترا واحدا في عيتا؟
حليم خاتون