كلمة سر الحاكم بأمره وراء إرتفاع وإنهيار سعر الدولار, أعطى الحاكم بأمره
مقالات
كلمة سر الحاكم بأمره وراء إرتفاع وإنهيار سعر الدولار, أعطى الحاكم بأمره "كلمة السر" فتوقف شراء الدولار فجأة، وتدهور سعره.
عدنان علامه
22 آذار 2023 , 20:59 م


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

إرتفع الدولار أمس بشكل متسارع وهستيري نتيجة لخطة خارجية جهنمية مدروسة وبالتنسيق التام مع الحاكم بأمره لتجفيف السوق من ال$. ونتيجة لإزدياد الطلب بشكل جنوني؛ إرتفع سعر ال$ إلى حدود 140ألف.

وفجأة أخرج الحاكم بأمره من قبعته "عصا سحرية" ؛ فإنهار السعر إلى حدود 100ألف ودون أن يضخ $ واحد في السوق. فكانت "العصا السحرية" بأنه أعلن رفع سعر $صيرفة إلى 90 ألف وأعلن إستعداده إلى بيع ال$ دون سقف على سعر صيرفة عبر المصارف ابتداءً من اليوم، ويستلم المودع أمواله بعد مرور 3 أيام عمل، أي سيستلم أي شخص يريد شراء الدولار من المنصة يوم الإثنين المقبل.

فإذا دققنا بشكل علمي بما حصل أمس؛ نستنتج أنه ليس وليد الصدفة،بل خطة شيطانية خارجية بطلها الحاكم بأمره وعملائه تهدف إلى التالي:-

1- تبرير رفع سعر صيرفة إلى 90 ألف ليرة ليتقارب مع سعر $ السوق الموازي .

2- تبديد المخزون الإستراتيجي للدولار لمصرف لبنان لتحقيق ما وعدتنا به الإدارة الأمريكية عبر فيلتمان وبومبيو [الغقر الدائم أو الإزدهار المحتمل] .

3- تقليص رواتب الجيش والقوى الأمنية وموظفي الدولة إلى الحد الأدنى. فيسخسر كل موظف من راتب شهر آذار 57.77% مما كان يتقاضاه في مطلع عام 2023.

لقد زاد الطلب على الدولار أمس بشكل غير مسبوق وإستعداد بعض العملاء إلى شراء الدولار بأي سعر ومهَما بلغت الكميات؛ الأمر الذي أدى إلى الإرتفاع الجنوني للدولار حتى بلغ حدود 140 آلف. ولما وصل الدولار إلى هذا السقف. أعلن الحاكم بأمره عن استعداده لبيع الدولار على سعر $ صيرفة الذي رفعه إلى 90 ألف ليرة. فأنهار سعر $ السوق الموازي فجٱة ووصل إلى حدود 110 ليرة.

ومن السياق نستنتج بأن الحاكم بأمره قد أعطى "كلمة السر" بوقف عمليات الشراء كليًا من السوق، واستعداده لبيع الدولار بدءً من اليوم على سعر صيرفة وبدون أي سقف. إن تجفيف السوق من الدولارات بنية رفع سغره يحتاج إلى عدة مليارات منه ؛ وأيضًا تعويم السوق بهدف تخفيض سعر الدولار يحتاج أيضًا إلى عدة مليارات منه . فالإنهيار المفاجئ في سعر الدولار يثبت وبشكل يقيني بأن هناك مضارب واحد عبر شبكة من العملاء على إمتداد الجغرافيا اللبنانية وينحصر بشخص الحاكم بأمره.

لم يأخذ الحاكم بأمره العبرة من بيع الدولار وبدون سقف لمن لديه حساب في أي بنك مرتين قبل أمس وفي غضون ثلاثة أشهر فقط. وأضطر الحاكم بأمره أن يرفع سعر دولارصيرفة ثلاث مرات ليلتحق بدولار السوق الموازي بدلًا من أن يتم العكس. وارتفع الدولار والأسعار حوالي 300% فی ثلاثة أشهر فقط.

1-بتاريخ 12/27 تم رفع سعر $ صيرفة إلى 38 ألف وكان السعر الموازي 47.5 ألف.

2- بتاريخ 03/01 تم رفع سعر $ صيرفة إلى 70 ألف وكان السعر الموازي 84 ألف.

3- بتاريخ 03/21 تم رفع سعر $ صيرفة إلى 90 ألف وكان السعر الموازي 140 ألف.

اللافت في الأمر إصرار الحاكم بأمره على تكرار نفس التجربة الفاشلة في محاولات لجم سعر الدولار من خلال تعويم السوق بالدولار ؛ فيبدد الحاكم بأمره المخزون الإستراتيجي من العملة الصعبة ويواصل الدولار الموازي إرتفاعه.

وما حصل أمس من إرتفاع جنوني لسعر الدولار وإنهياره المفاجئ هو مؤامرة بكل ما للكلمة من معنى. فكاتب السيناريو والمخرج المنفذ هو الحاكم بأمره؛ وحاولت ربطه بالأحداث السياسية القريبة المتعلقة بالوضع المالي فاخترت مقدمة الخبر :-

تقدّمت الدولة اللبنانية بتاريخ 15 مارس/ آذار 2023 بادعاء شخصي بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بجرائم الرشوة والتزوير وتبييض الأموال والإثراء غير المشروع والتهرّب الضريبي، حسب ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وشمل الادعاء اللبناني إلى جانب سلامة، شقيقه رجا، ومساعدته ماريان الحويك، وكل من يظهره التحقيق.

فهل الحاكم بأمره أرسل رسالة للدولة فحواها بأنه قادر على التسبب بإنهيار الدولة في ساعات معدودة دون المس به بسبب صلاحياته العادية والصلاحيات الإستثنائية التي إستطاع أن يأخذها من المجلس النيابي على دفعات، ليواجه بها الدولة ساعة يحتاجها، كما يفعل الآن؟

لقد أثبتت الهندسات المالية للحاكم بأمره وتعاميمه بأنها تبدد المخزون الإستراتيجي للدولار وأثبت أنه مع المصارف دولة داخل الدولة وأقوى من الدولة.

وإن غدًا لناظره قريب

22 آذار /مارس 2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري