كتب الكاتب ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: "لبنانُ العالقُ بين الإنقاذِ والموت..."
25 آذار 2023 , 10:38 ص

كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: 

بربرة ليڤ، مُساعِدةُ وزيرِ الخارجيةِ الأمريكي تحطُّ في لبنان، وهي التي سبق وبشّرَتْنا بأنْ قالت: موجةُ الِاحتجاجاتِ ستندلِعُ مُجدّدًا، والدولةُ اللبنانيةُ ذاهبةٌ نحو التفكُّك، وأنّهُ يتعيّنُ على اللبنانيين أن يشعروا بمزيدٍ منَ الألم، ولن يكون في قدومُها خيرٌ

لِلُبنان، وإنّما جاءت لِتَضعَ اللّمساتِ الأخيرَةَ على هذا المشروعِ الكارِثِيّ.

فبماذا سيردُّ لبنانُ الغارقُ في انهيارِ عُملَتِه، التي لم يَعُدْ لها قيمة؟

وهل تُسارِعُ الكُتَلُ النيابيةُ والأحزابُ السياسيةُ إلى انتِخابِ رئيسٍ للجمهورية، وتبدأُ بإصلاحاتٍ مطلوبةٍ منها عالميًا، لإعادةِ بِناءِ لبنانَ من جديد، بعد مساعدته والسماح له بِاستخراج ثرواته النفطية، التي من الممكن أن تُعِيدَ لهُ العافيةَ تدريجياً؟

ولأجل ذلك، هل تُبادِر ُالكُتَلُ النيابيةُ التي من الممكن أن تؤمِّنَ النِّصاب َلِانتِخابِ رئيس الجمهورية؟

العينُ هنا على التيار الوطنيِّ الحُرّ: فهل ينزلُ عن الشجرةِ التي أصعدَ نفسَهُ عليها، ويسيرُ بتمنيّاتِ حليفِهِ حزبِ الله، الذي أوصل رئيسه الجنرال ميشال عون إلى حُلمِ الرئاسةِ في الدورة السابقة، رغم معارضةِ شريكِهِ في الثنائيةِ الوطنيةِ الشيعية، الرئيس نبيه بري، الذي بادر إلى تبنّي ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية للرئاسة للسنوات الست القادمة.

بعد أن حصل التفاهم ُبين الجمهوريةِ الإسلاميّةِ في إيران والمملكة العربية السعودية برعايةٍ صِينية، أصبحت خارطةُ المنطقةِ وترتيباتُها خِلافاً لما كان قائمًا عليه هذا التفاهم.

لا بُدّ أنْ يصلَ إلى لبنانَ نتيجةَ تقاسُمِ النفوذِ والمَوْنّةِ على القوى السياسيةِوالكتلِ النيابية، ففي حال اقتنعت السعودية وقبلت بوصول سليمان فرنجية للرئاسة وهذا ما يدور الحديث عنه فهل تُبادر المملكة إلى الطلب من القوات اللبنانية وكتل أُخرى التصويتَ لسليمان فرنجية، وبالتالي يتأمَّنُ النِّصابُ بدون ِ التيار ِ الوطنيِّ الحُرّ، فمَن يسبِقُ مَنْ لِهذا الإنجاز؟

هذاالِاستحقاقُ وإنجازُه هو الفرصةُ الذهبيةُ أمامَ رئيسِ التيارِالوطنيّ الحرّ جبران باسيل، فهل يُبادِرُ، أمْ يُصِرُّ على مواقفه التي لا حظّ لها بالنجاح، فتسيرَ القافلةُ، ويبقى مُنعزِلاً، فيكونَ قد خسرَ هذه الفرصةَ، ورُبّما تصلُ الخسارةُ إلى داخِلِ تكتُّلِهِ النيابِيّ الذي يُقال بأن عدداً منه مقتنعٌ بالتصويتِ لسُليمان فرنجية، عندها تكون الخسارةُ مضاعفةً، وتكون الساعاتُ التي أمضاها بضيافةِ سماحةِ السَّيِّدِ حسن نصر الله، لِإقناعِهِ بالسيرِ بسليمان فرنجية التي لم تُقنِعْهُ بسببِ موقِفِهِ والخلَل ِ لَدَيْه ِ في قراءةِ موازين ِ القِوى، حيثُ تُراهُ يَحْلُمُ بأنْ يكونَ هو من يصنعُ رئيسَ الجمهورية، خِلافاً للواقع الّذي لا ينطبق عليه، فرَحِمَ اللهُ امْرَءاً عرف حدّه فوقف عنده. فهل من يقنعُ جُبران بأن يقفَ عند حدِّهِ، قبل أن نصل إلى ما يُخطِّطُ لهُ الّذينَ يَضمُرونَ شرًا للبنانَ واللبنانيين.

المؤلمُ والمؤسف، أن يكون لبنان، بفِعل ِ قواهُ السياسيةُ المتسلطةُ، كَكُرَةِ قدَمٍ تتقاذفُهُ الدولُ الخارجيةُ حسب أهوائها ومصالحها.

بيروت:

23/ 3/ 202 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري