كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "إسرائيل تُمعِن في العَربَدَة ضد سوريا ونتانياهو مُصِرٌّ على تصدير أزمتِهِ إليها".
د. إسماعيل النجار
2 نيسان 2023 , 23:57 م

كَتَبَ د. اسماعيل النجار:

ربما لأنها الحلقه الأضعف من وُجهَة نَظَرِهِ، لِانشغالِها بالأولويات الأكبر،هيَ إدلب والِاحتلالَيْنِ التركي والأميركي، وهوَ يُدرِك أي "نتانياهو" أنَّ سوريا مُنشَغِلَة تماماً بتحريرأرضها من القوات الغريبة والِانتهاءِ من التواجد العسكري في شمال وشرق شمال البلاد،لذلك هُوَ يُمعِنُ في عربدتهِ، غير آبهٍ بالتحذيراتِ الأمريكية له، بوجوب تجنيب المنطقة خطر انزِلاقها نحو حرب في ظرف دولي دقيق وحساس للغاية، لكنه بقيَ مُصِراً على الدخول في النفق غير المعروف نهايةُ أُفُقِهِ المظلم،.

نتانياهو ،مُصِر أيضاً على استِفزاز إيرانَ وتحدّيها وقصف مواقعها، في ضواحي دمشق وبعض المناطق السورية الأخرىَ، وما حصلَ أوَّل من أمس، من قصفٍ لقاعدةٍ تابعةٍ للحرس الثوري في ريف العاصمة، وسقوط ضابط إيراني كبير هَدَّدَ الحرسُ الثوريُّ بالرَّدِّ والِانتقامِ لدمائه، متوعداً اسرائيلَ بألمٍ كبيرٍ قادمَ الأيام غيرِ معلوم الحجم والمكان والزمان،

البعض يتسائل لماذا لا ترُد سوريا على العدوان الصهيوني المتكَرِر على أراضيها، وللمواطنين الحق في طرح هذا السؤال البديهي، لكن يجب الإنتباه بأن الدفاعات السورية المتوفرَة لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الإعتداءآت وهي تعمل ضمن إطار قدراتها الطبيعية، بينما روسيا الحليف لم تسمح بتفعيل منظومة الدفاع الجوي المتطورة (S300) لسبب غير مفهوم حتى الآن! رغم الخلاف الكبير بين موسكو وتل أبيب بسبب الحرب في أوكرانيا ودعم إسرائيل لكييڨ، وهناك فرضية تقول: إن الإعتداءآت الصهيونية المستجدَّة والمتكررة على سوريا تأتي في سياق آخر غير مسألة الهروب إلى الخارج من قِبَل نتانياهو، إنما هيَ عملية إشغال لدمشق على وقع القصف المتبادل الذي حصل منذ أسبوع بين القوات الأميركية والقوات السورية وحلفائها في شرق شمال سوريا والتي حصل خلالها مواجهة برية على الأرض بين الطرفين،

بكل الأحوال دمشق لديها ثلاثة مسارات سياسية وعسكرية تعمل عليها،

المسار الأول : المفاوضات مع تركيا برعاية روسية إيرانية للوصول إلى إتفاق بعدما أُنجِزَ أكثر من ٨٠٪ من نقاط الخلاف بين البلدين،

والمسار الثاني : المفاوضات السورية السعودية وإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة والتطبيع بين البلدين،

والمسار الثالث : هوَ تحرير مدينة إدلب وشمال البلاد من تواجد الإرهاب الأميركي،

من هنا ينبع إصرار نتانياهو على تكرار الإعتداءآت على السيادة السورية مطمئناً عدم رد دمشق عليها، ولكن في حال إستمر الوحش الصهيوني بالإمعان في الإعتداءآت ما هي ضمانات عدم إنفجار الموقف ونشوب حرب طاحنه تشترك فيها كل قِوَىَ المقاومة من كل الإتجاهات وحينها سيفلت زمام الناقة من يدنتانياهو

أليسَ الصُبح بقريب؟

بيروت في...

3/4/2023 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري