كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
ما لقيصر لقيصر وما للَّه للَّه، لا تنتظروا قِطاف ثمار الموسم الإيراني السعودي لتجنوا منه إتفاقاً في لبنان، لو بدها تشتي كانت السَما غَيَّمَت، إيران حَسمَت أمرها بأنها لم ولن تتدخَل في شؤون الدوَل الأخرىَ، فهيَ مِن الممكن أن تكون عاملاً مُساعد في أي مكان ولكن ليسَ عاملاً ضاغطٍ على أحد، فحلفاؤها هُم نَدِّيون معها وليسوا تابعين، والسعودية أصبحت على عِلم أن كل الساحات العالقة بوحولها مفصولة عن بعضها البعض عند الإيرانيين ولا شيء يربطها بهم إلَّا علاقات ودية وأخوية ودعم سياسي بحكم اتِّجاه البوصلة الواحد الذي يشير إلى فلسطين ومقارعة الِاستكبار، مشكلة اليَمَن تُحَل مع صنعاء، ومشكلة لبنان تُحَل في بيروت،
مشكلة الرياض أنها تريد أن تقايض على رؤوس اللبنانيين أعطوني في اليمَن وخذوا في بيروت وحزب الله يعلنها على رؤوس الأشهاد نحنُ لسنا بضاعةً للمساومة ولا للبيع والشراء،والتدخل السعودي السافر في قضايا لبنان يأتي من خلال عبيده المسترزقين الذين قبضوا ثمن عمالتهم ليفسحوا في المجال لليد الوهابية أن تعبث في ساحتنا،
الفرنسيون عاجزون، والأمريكيون لا يعنيهم لبنان وهو ليس في سُلُّم أولوياتهم ويريدون تشديد الضغط عليه ولا يلتفتون إلى حَل مرتقَب فيه،
إذاً الأمور تزداد تعقيداً وسوءاً والولايات المتحدة الأمريكية هدَّدَت إحدى المرجعيات الكبيرة بالعقوبات وهو غير مستعد لإغضابها والأمور تسير نحو ما تريده واشنطن وتل أبيب بسلاسة ودون إبطاء،
الوضع سينفجر في لبنان لأن لا أُفُق لحلول مرتقبَة والجميع يمتلك السلاح ويعلن الِاستعدادَ للقتال ومَن يقول غير ذلك إما إنّه غبي وإما إنّه مغرور،
فريق عوكر يعتبر أن مشروع الِانفصال عن باقي لبنان أصبَحَ جاهزاً ويعتبر أن بيئتهُ مُهَيَّئَةٌ ولا مجال للعيش أو التعايش في وطن واحد يجمعهم مع حزب الله الذي يتهمونه بجر الويلات على البلاد، وكلام مسؤول الإعلام في الحزب العميل المجرم شارل جبور يؤكد ذلك عندما قال إذا وصلَ إلى قصر بعبدا رئيس جمهورية موالياً لحزب الله فعندئذٍ سيكون لهم جمهوريتهم ولنا جمهوريتنا، قالها بشكلٍ وقِح وصريح لا بالتلميح، وهم يرتكزون على ما يزيد عن مِئَتَي ألف مقاتل سوري مدربين وموجودين في لبنان يتخذون من المخيمات على امتداد الجغرافيا أماكن سكن لهم فهؤلاء يتحركون خلال ساعة بكلمة سر وإشارة واحدة تُعطىَ لهم،
لكنهم لا يدركون ما الذي من الممكن ان يحصل؟
نحنُ سنخبرهم ما سيحصل هو زلزال مدمِر على مقياس جعجع بقوَة ١٢ درجة مئوية، خلال ساعات لَن يُبقي قوات وسيذُرُّ حلفاءهم في الهواء، وهذا الكلام على مسؤوليتي، ولبنان أكبر من أن يُبلَع وأصغر من أن يُقَسَّم.
الأشهر القادمة،وعند نهاية ولايةرياض سلامة،سيشهد لبنان بداية انهيار ما تبقى من مؤسسات رسمية للدولة، وتقع الواقعة، وستدخل البلاد فصلاً جديداً من فصول المؤامرة التي "يجب" ان تنتهي بغالب ومغلوب، وإن حصَل ما نتوقَعهُ، فسيندمُ حزب الله على أنه تسامحَ كثيراً ولسنوات مع هؤلاء، ولكن حينها لن ينفع الندم.
بيروت في...
4/4/2023