إنشاء الصيدليات الفلكية لدعم مهام الفضاء السحيق الطويلة الأمد
علوم و تكنولوجيا
إنشاء الصيدليات الفلكية لدعم مهام الفضاء السحيق الطويلة الأمد
12 نيسان 2023 , 19:42 م
كلنا معرضون للمرض فهو جزء لا يتجزأ من الحياة فالوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها أمر بالغ الأهمية، وهو ما ينطبق على رواد الفضاء.

صلاحية الدواء في الفضاء

تختلف صلاحية الدواء تبعا للمادة الدوائية والشكل الصيدلاني للدواء (أقراص، محلول، الخ) أو وفقا لطريقة التصنيع. وبالنظر إلى أن الأدوية تواجه عدم استقرار هنا على الأرض، فإن هذا قد ينطبق أيضا على بيئة الفضاء. 

ابتكار الأدوية الخاصة في الفضاء

لن يتمكن رواد الفضاء من الوصول إلى الأدوية بسهولة خلال الفترات الطويلة من التحليق في مدار حول الأرض أو في الفضاء السحيق، . لذلك، تخطط ناسا الآن لتمكين روادها من صنع الأدوية الخاصة بهم في الفضاء، عند الحاجة.

ويريد العلماء تمكين رواد الفضاء من ابتكار الأدوية الخاصة بهم باستخدام البكتيريا في معامل صغيرة على متن المركبات الفضائية أثناء المهمات.

المخاطر الأساسية التي يتعرض لها رواد الفضاء

ويمكن أن تساعد الأدوية التي ينتجونها على مواجهة ثلاثة مخاطر رئيسية يواجهها السفر إلى الفضاء: داء الإشعاع وتلف العظام وحصوات الكلى.

ووفقا لوكالة ناسا، فإن أي رائد فضاء يسافر خارج مدار أرضي منخفض معرض لخطر كبير هو خطر التعرض لمستويات عالية من الإشعاع الذي يأتي من الشمس والنجوم.

ونتيجة لذلك، تقول ناسا إن رواد الفضاء يواجهون خطرا متزايدا على مدى حياتهم للإصابة بالسرطان، والتأثير على الجهاز العصبي المركزي والأمراض التنكسية.

تأثير الإشعاع على رواد الفضاء

وتضيف وكالة الفضاء الأمريكية: "تقدم الدراسات البحثية للتعرض بجرعات مختلفة ونقاط قوة للإشعاع دليلا قويا على أن السرطان والأمراض التنكسية متوقعة من جراء التعرض للأشعة الكونية المجرية أو أحداث الجسيمات الشمسية".

الفضاء وفقدان كثافة العظام

بالإضافة إلى ذلك، فإن بيئة الفضاء منخفضة الجاذبية تجعل رواد الفضاء يفقدون ما يصل إلى 2% من كثافة المعادن في العظام كل شهر، 10 أضعاف معدل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام.

ويُطلب من رواد الفضاء في المدار التدرب لمدة 15 ساعة في الأسبوع في محاولة لتقليل الضرر. لكن عقاقير تقوية العظام يمكن أن تقلل من التأثير.

ويمكن للأقراص التي تقلل كمية الكالسيوم التي يتم إطلاقها في البول أن تحارب حصوات الكلى.

أهمية الصيدليات الفلكية

وقالت عالمة علم الأحياء الفلكية لين روتشيلد، من مركز أبحاث أميس التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا: "المرض جزء من الحياة متأصل، وبالتالي فإن الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها أمر بالغ الأهمية لمهمات الفضاء البشرية".وأضافت: " وإذا نجحت الصيدلة الفلكية الخاصة بنا، فستكون تقدما حاسما من شأنه أن يدعم العمليات الطبية في بعثات الفضاء السحيق طويلة الأمد، بالإضافة إلى التطبيقات العرضية على الأرض".

الصيدلية الفلكية واختبارها

وأشارت روتشيلد إلى أن العلماء يخططون للتركيز على صنع عقاقير بروتينية صغيرة لها مدة صلاحية أقصر وتتطلب الإنتاج عند الطلب للبعثات الطويلة الأمد التي قد تستمر لسنوات.

وستشمل هذه الأدوية filgrastim الذي يمكنه استعادة نخاع العظام بعد الضرر الإشعاعي، و teriparatide الذي يمنع ضعف العظام.

ويخطط العلماء لاختبار الصيدلة الفلكية في محاكاة مهمة القمر Asclepios III في صيف (2023).

المصدر: ديلي ستار