كي لا ننسى مجزرة قانا 1996
مقالات
كي لا ننسى مجزرة قانا 1996
عدنان علامه
18 نيسان 2023 , 21:38 م


*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*يصادف اليوم ذكرى مرور 26 عامًا على إرتكاب العدو هذه المجزرة البشعة بحق المدنيين وفي مركز تابع لقوات الطورائ الدولية UNIFIL. ورأيت من واجبي إعادة توزيع مقال لي حول الموضوع لتبقى هذه المجزرة محفورة في ذهن الأجيال الحالية والقادمة؛ لأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.*

*وقد أرفقت هذا العام صورة لأحد عنابر الأمم المتحدة المستهدفة والتي لجأ إليها المدنيون هربًا من الغارات المجنون التي استهدفت البنى التحتية والمنازل وكل شيء يتحرك. وتعتبر الصورة وثيقة إثبات على إقتراف العدو مجزرة قانا عن سابق إصرار وتصميم وليس كما يدعي بأن ما حصل هو خطأ نتيجة القصف. فالقذائف المستعملة من عيار 155 ملم موجهة بالليزر وتنفجر قبل إرتطام القذيفة بالأرض ومقدار الخطأ في الإصابة هو صفر %. ويطلق الليزر بواسطة الأقمار الصناعية والطائرات المروحية والمسيرات؛ وعند إلتقاء القذيفة بالهدف المعلم بالليزر تنفجر قبل ارتطامها لتتسبب بأكبر عدد من القتلى؛ وكانت طائرات الأباشي في سماء المنطقة لحظة. حصول المجزرة*

*لطفًا دققوا في مبنى قيادة القوات الفيجية فهي لم تصب بأية طلقة كما لم يصاب أي جندي من جنود القوات الدولية؛ لأن المستهدف كان المدنيين الموجودين داخل مقر القوات الدولية. ولذا تم إستعمال قذائف من عيار 155 ملم مشظية وموجهة بأشعة الليزر لتصيب العنابر فقط بدقة متناهية.*

*وآمل التدقيق جيدًا إلى شكل الحديد الذيزة أخذ شكلًا قوسيًا إلى الأسفل نتيجة قوة العصف والحرارة العالية التي تسببت بها إنفجار القذائف؛ وهذا يؤكد بشكل يقيني بأن القذائف انفجرت فوق العنابر دون الإرتطام بها وليس بداخلها؛ خاصة إذا عرفنا ان سرعة الإنفجار تزيد عن 5000 متر / ثانية والحرارة الشدية تصهر المعادن بمقدار قربها من الموجة الإنفجارية.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*18 أبريل/ نيسان 2023

*مجزرة قانا بتاریخ 18 نیسان 1996 هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية*

*أثناء عدوان نيسان أرتكب العدو الصهيوني جرائم حرب في عدة معظم المدن والبلدات في لبنان وكان أفظعها وأبشعها في مقر الأمم المتحدة في قانا. وعرفت بمجزرة قانا بتاریخ 18 أبريل 1996. وتمت في مركز قيادة القوات الفيجية التابع لليونيفل في قرية‌ قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الإحتلال الصهيوني بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية “عناقيد الغضب” التي شنها العدو الغاصب على لبنان، وأدى قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح. وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو . وأجمعت وكالات الأنباء على الرواية التالية : “في الثامن عشر من نيسان عام 1996م بعد الثانية ظهراً بقليل أطلقت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على مجمع مقر الكتيبة (الفيجية) التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في ذلك الوقت كان ما يزيد على 800 مدني لبناني قد لجاؤوا إلى المجمع طلباً للمأوى والحماية فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلاً وجريحاً، حمل 18 منهم لقب مجهول يوم دفنه.*

*ومن المؤكد بأن المجزرة أرتكبت عن سابق تصور وتصميم نتيجة للعقيدة الصهيونية عبر التاريخ والتي تركز على إرتكاب المجازر لشل عمليات المقاومة ضدها كما حصل في معظم القرى الفلسطينية أيام النكبة وكان أفظعها في دير ياسين بتاریخ 9 نيسان 1948. والمجزرة التي نفذها باروخ غولدشتاين في الحرم الإبراهيمي بتاريخ 25 شباط 1994. فمجزرة قانا حصلت وسط النهار في مبنى ظن المدنيون بأنهم سيكونون بمأمن في ظل الحماية الدولية. وطائرات العدو الصهيوني النفاثة والمروحية والإستطلاعية لم تغادر سماء لبنان على مدار الساعة طيلة أيام العدوان . فالعدو يعلم علم اليقين بوجود مدنيين في مقر قوات الطواريء وتم إستهدافهم بدم بارد بقذائف مدفعية وليس بصواريخ . والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة . لماذا لم يتم إصابة أي جندي من قوات الطواريء؟ أو لماذا لم يتضرر المقر نتيجة القصف جزئياً أو كلياً نتيجة القصف المركز؟*

*ومن المسلمات بأن احتمال أخطاء القصف المدفعي بمدافع الهاوتزر هي بين 5 و10 أمتار وهذا لم نلحظه في هذه الحالة . ومن المتعارف عليه أن القذائف المدفعية تنفجر لدى ارتطامها بالأرض وتكون الموجة الإنفجارية في محيط إنفجار القذيفة موجهة إلى الأعلى ولكن الملاحظ في مقر قيادة الطواريء بأن الإصابات حصلت فقط في أماكن تواجد المدنيين فقط . وفي تحليل للصور المرفقة نستنتج بأن القذائف إنفجرت فوق المدنيين من أعلى إلى أسفل بشكل مخروطي . وهذا يؤكد سر إستعمال العدو للقذائف الموجهة بالليزر؛ ولهذا لم يصاب مقر قوات الطواريء الدولية بأية أضرار مادية أو بشرية . والمعلومات تؤكد وجود قذائف أمريكية موجهة من نوع COPPERHEAD.*

*وبناء عليه فأن العدو الصهيوني قد ارتكب المجزرة والتي ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية عن سابق تصور وتصميم آخذين بعين الإعتبار بأن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*19 ابريل/نيسان 2019* 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري