عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
فجر السفير الألماني قنبلة من العيار الثقيل جدًا حيث كشف تصريحه عن المؤامرة الامريكية والأوروبية لتوطين السوريين في لبنان والتي تنفذ عبر المفوضية العليا ومنظمة العفو الدولية. فقال في تصريحه لدى سؤاله في إحدى المناسبات الاجتماعية مؤخرًا عن أسباب تصلّب الموقف الأوروبي تجاه قضية النازحين علماً أن الضرر الأكبر من ملف النزوح يقع على المسيحيين؛ أجاب السفير الألماني في بيروت أندرياس كيندل بالقول: «أنتم، المسيحيين، لا تشكّلون اليوم أكثر من مليون نسمة. عليكم أن تعتادوا ذلك وأن تتأقلموا معه»."
وللأسف لم تستدعِ وزارة الخارجية اللبنانية السفير الألماني على عجلٍ والإستفسار منه حول تصريحه الذي يعتبر حسب المعايير الدولية تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية اللبنانية، كما يحمل تصريحه تهديدًا مبطنًا للمسيحيين.
ويبدو أن تصريح السفير الألماني جاء ردًا مباشرًا على بيان الإتحاد المسيحي اللبناني المشرقي في كتاب الى مفوضية اللاجئين الاربعاء الماضي؛ حيث توجه الأمين العام للاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي فرنسوا العلم، في كتاب، الى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إعتبر فيه مشاريعهم الآيلة الى "دمج" النازحين السوريين في لبنان عملًا عدائيًا.
والسفير الألماني حاول نفث السم في العسل حين أستبطن التهديد للمسيحين فقط معتبرًا أن التوطين حاصل لا محالة فقال بلغة الواثق :" عليكم أن تعتادوا ذلك وأن تتاقلموا معه". ملمحًا إلى الكثرة العددية للسوريين المحتمل توطينهم؛ وملمحًا إلى موافقة المسلمين على مؤامرة والتوطين لزيادة الشرخ بين المسلمين والمسيحيين.
ويبدو أن أمريكا والدول الأوروبيةَ مستعجلة جدًا على تنفيذزمؤامرة التوطين بأي ثمن؛ فتم توزيع الأدوار بين المفوضية الدولية للاجئين التي تهدد لبنان بعواقب مخالفة القوانين الدولية وكذلك تفعل منظمة العفو الدولية.
وإذا أضفنا الكلام الذي كُلِّف متزعم المعارضة السورية كمال اللبواني بقراءته مطلع هذا الاسبوع والذي توعد اللبنانيين فيه ووصف الجيش اللبناني بجيش "أبو شحاطة وأبو الزلف"، ودعا "النازحين لتشكيل خلايا للمواجهة" ، وقال:" اقعد عاقل يا لبنان.. ستدفعون الثمن و سنحول نهاركم ليل في الوقت المناسب."
وإذا حللنا تتابع الأحداث والتهديدات المبطنة والصريحة والصمت المشبوه للدولة ومكافأة الإرهابيين بعد هزيمتهم في الجرود اللبنانية وداخل سوريا فانتقلوا إلى لبنان بثياب مدنية عبر تهريبهم برعاية المنظمات المسماة دولية وإنسانية من سوريا؛ والدفاع المستميت لمفوضية اللاجئين ومنظمة العفو الدولية ضد ترحيل أي سوري مخالف للقانون اللبناني يثبت تورط المنظمات المسماة زورًا وبهتانًا دولية وانسانية في التآمر على وحدة لبنان وتهديد السلم الأهلي والأمن القومي. وإليكم عينة من تدخلهم السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية على سبيل المثال لا الحصر:-
فبتاريخ 25 نيسان/ أبريل 2023 قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب على السلطات اللبنانية أن تكف فورًا عن ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا إلى سوريا، وسط مخاوف من أن هؤلاء الأفراد مُعرضون لخطر التعذيب أو الاضطهاد على أيدي الحكومة السورية لدى عودتهم.
وفي إبتزاز واضح للدولة اللبنانية قالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “من المقلق للغاية أن نرى الجيش يقرر مصير اللاجئين، من دون احترام الإجراءات القانونية الواجبة أو السماح لأولئك الذين يواجهون الترحيل بالطعن في ترحيلهم أمام المحكمة أو طلب الحماية. ولا تجوز إعادة أي لاجئ إلى مكان تتعرض فيه حياته للخطر”.
وقد تناست آية مجذوب بأن منظمة العفو اللبنانية تعيق العدالة بتطبيق القانون اللبناني الخاصة بترحيل المخالفين إلى بلدهم وهم بنظر القانون اللبناني والقانون الدولي مجرد متسللين عبر الحدود اللبنانية ولا يحق لأي جهة تغطية مخالفتهم وإلّا تعتبر هذه الجهة شريكًا كاملًا في جرم التغطية على المتسللين خلسة إلى داخل الأراضي اللبناني.
وبتاريخ 25 نيسان/ أبريل 2023 أيضًا؛ أعلنت مفوضيّة اللاجئين عن قلقها بسبب ازدياد مداهمات تطال السوريّين في لبنان؛ كما أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان "قلقها البالغ" تجاه "تقارير عن ترحيل اللاجئين السوريين قسراً من لبنان"، مؤكدة أنها "تتابعها مع الاطراف المعنية".
*lويبدو أن أمريكا وأتباعها الأوروبيون قد قرروا إتخاذ لبنان مركزًا لتنفيذ مؤامراتهم التطبيعية بعد فشل مشروعي الشرق الأوسط الجديد وإتفاقيات أبراهام، وللرد على التقارب السعودي الإيراني الذي نقل السعودية. من رأس حربة لمواجهة إيران بإشراف أمريكي إلى حليف لها.
وفي المحصلة فإن موقف كل من وزارة الخارجية اللبنانية والحكومة اللبنانية في التصدي لهذه المؤامرة ضعيف جدًا ويكاد لا يذكر؛ كما إن موقف بعض الأحزاب المسماة لبنانية والمصطادة في الماء العكر والتي كانت ولا تزال تؤيد "التكفيريين" ولا تزال تلقبهم ب "الثوار" أن يعيدوا حساباتهم ومواقفهم قبلوأ يجرفهم تحرك كافة شرائح المجتمع اللبناني التي تعتبر بأن مصلحة لبنان فوق كل إعتبار. ولا بد من تذكير السفير الألماني وما يمثل بأن لبنان ليس ألمانيا بحدودها المفتوحًة لأي لاجئ أو متسلل من كافة دول العالم كعقابٍ لها بعد الحرب العالمية الثانية.
وإن غدًا لناظره قريب
28 نيسان/أبريل 2023