كتب الأستاذ حليم خاتون:
السابع من أيار ٢٠٢٣ يقطف ثمار السابع من أيار ٢٠٠٨ بعد تأخير زاد على ١٥ عاماً...
١٥ عاماً، احتاجها حزب الله لإعادة المجد لمجاهديه على ذلك العمل البطولي الذي عملت الدوحة على إجهاضه عبر تسوية ميشال سليمان / فؤاد السنيورة التي ثبت عقمها، وسذاجة من مررها، ومن قبل بها...
اليوم، ٧-٥-٢٣ يُتوِج حزب الله مسيرة تخللتها بعض الضبابية...
قبل عدة أيام، جاء وزير خارجية إيران في زيارة سريعة إلى لبنان، يعلم فيها من يطير ورأسه في السحاب أن لبنان لا يمكن أن يكون إلا دولة مواجهة مع العدو الصهيوني، وإن حزب الله هو شريك إيران في الإقليم، كما هي سوريا، وأنه بالتالي، شريك كامل الأوصاف في النصر، وفي استيعاب الاستدارة السعودية في اتجاه الاستقلالية عن الإمبريالية الأمريكية، حامية العدو الصهيوني وولية نعمته...
بعد عدة سنوات من الضبابية، حسم حزب الله مسألة انتخاب رئيس للجمهورية حين خرج النائب محمد رعد حاسما كل المسألة في كلمتين...
"إن موقع رئاسة الجمهورية ليس موقعاً رمزيا؛ هو موقع يلعب دوراً استراتيجيا في كل المنطقة"...
مباشرة بعد ذلك، قام الرئيس الإيراني بزيارة إلى سوريا معلنا بداية نهاية الحرب الكونية التي شنتها الإمبريالية ضد سوريا...
بعد ذلك، تم الكشف عن وثائق تدين مرشح جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، جهاد أزعور، الذي كان على ما ظهر في وثائق
ويكيليكس يعمل مخبرا من داخل حكومة فؤاد السنيورة لدي السفير الأميركي يومذاك فيلتمان...
لكن الضربة القاضية أتت ضد كل أولئك الذين حاولوا التطاول ولصق صفة الفساد على حزب الله، واعتباره جزءا من منظومة الفساد عبر وزير الأشغال العامة الدكتور علي حمية...
قرابة الساعة تحدث الوزير حميه مع السيدة سمر ابو خليل في برنامج الحدث مفندا كل ما أثير حول مسألة صفقة المطار، وحول قضية الاعتداء على أملاك الدولة البحرية والنهرية...
صحيح أن الوزير حمية قد يكون ارتكب خطأ ما، في مسألة صفقة المطار بالتراضي...
لكن الرجل تميز بالمصداقية والشجاعة الكافية لاستشارة ديوان المحاسبة والالتزام بعدها بما قرره قضاة تلك الهيئة...
بين هدوء الوزير حمية، وقفزات الكاو بوي رياض قبيسي البهلوانية، سجل حزب الله بالفعل والقول موقفاً لا يقبل الشك أن الحزب، رغم خطيئة صمته عن فساد الآخرين، يبقى القوة الوحيدة على الساحة التي تستطيع الخروج على الملأ، وادعاء الطهارة والبراءة من دم الذئب في قصة يوسف...
أجبرنا الوزير حمية على العودة إلى الإنترنت، ومتابعة هادي الأمين في برنامج "يسقط حكم الفاسد"، حيث تبين أن معظم تصرفات الوزير حمية تلتزم الدستور والقوانين...
هي قوانين وتعديلات لا يتحمل مسؤوليتها الوزير رغم استماتة رياض قبيسي وفريقه في محاولة تجريم وزير المقاومة دون جدوى...
لو استطاع رياض قبيسي اختزال الوقت والبقاء ضمن المفيد بدل اللف والدوران دون جدوى؛ لأمكن فعلاً متابعة تحقيقات الرجل الاستقصائية مع فريق عمله الذي لم يتابع حتى يومنا هذا أي قضية مثارة حتى الأخير... وعلى رأس هذه التحقيقات، تبرز قضية الأملاك والمشاعات المُصادرة من قبل معظم رجال الدولة العميقة...
عدة أمور تم إثارة الشبهات حولها، استطاع الوزير حمية تبيان خطوط سيرها البطيء بسبب البيروقراطية اللبنانية، وبسبب تحكم الفساد بكل مفاصل هذه الدولة...
كما امتلك الوزير جرأة العودة عما اعتبر لاحقاً خطأ من قبل المعارضة اللبنانية المزعومة، يتوجب على كاتب هذه السطور الاعتذار ضمن الاحتفاظ بحق توجيه النقد عن أي عمل قد تشوبه شائبة ما...
بانتظار هادي الأمين الذي وعد باستكمال التحقيقات الاستقصائية، سوف نرجوا الله أن يستطيع الحفاظ على الجوهر مع اختصار الوقت قدر الإمكان وعدم الحشو كما في المسلسلات...
مرة أخرى، أظهر حزب الله أنه بين كل القوى الموجودة على الساحة اللبنانية، يبقى القوة الوحيدة التي تعمل وإن ببطء من أجل تطوير النظام دون الدخول في حروب محلية لن تكون سوى خدمة يسعى إليها الغرب وبعض قوى التكفير والرجعية العربية الفاقدة لأي مشروعية عبر خيانتها لقضية الأمة المركزية في فلسطين...
حليم خاتون
