فعلاً لقد أصبحنا ثامن عجائب الدنيا السَبع إزدادَت فضائحنا وتَلَوَّنَت وجوهنا وَإزدانَت نفوسنا بقِلَّة الضمير.
حُكَّام عبارة عن زعماء عصابات، لا دين لهم ودنياهُم هيَ ما يعنيهم، والآخرة عندهُم من وُجهَة نظرهم هي نهايةُ كل مَن يتحداهم ويقف في مواجهتهم.
والذي حصل مع مدعي عام جبل لبنان، القاضية غادة عَون،من طرد تعسفي من القضاء، لهُوَ أكبر دليل على أنّ مَن تُسَوِّل له نفسهُ قاضياً كان أم ضابطاً أم صاحب أي صفة، في مؤسسات الدولة، أن يتحدى جبروتهم،ويفكر في ملاحقة فسادهم،فسيكون مصيرُه الطردُ، والقتل إذا لَزِمَ الأمر؛ وإذا كانوا رحماء يلفِّقون له تُهمَةً ويُلقون به في السجن، أي في المكان الذي يجب أن يكونوا هم فيه، وليسَ هوَ!.
طُغمَة حاكمة نهبت كل شيء حتى أنهم سرقوا طعام الطيور عن رؤوس الجبال، احتلّوا الأملاك العامة وزوروا ملكيتها، وبنوا فنادقهم ومنتجعاتهم على الأملاك البحرية، ونهبوا المال العام، وأموال المودعين، وأموال الكهرباء، ولَم يُبقوا للفقراء أي شيء؛ وما الذي حصل مع شرطة بلدية الغبيري بالأمس، إلَّا دليل آخر على لصوصية هؤلاء وإجرامهم،حيث تم اعتقال عناصرشرطةبلديةالغبيري، من قِبَل عناصر قِوَى الأمن الداخلي، بينما أحد أزلام المنتفعين من أرض الغولف، البالغه مساحتها ٤٥٠ ألف متر مربع،قال أمام الكاميرا:«نحناماحدا بيقدر يعمل معنا شي، كل الدولة معنا،ورئيس الحكومة معنا والجيش وقوى الأمن معنا».
الأمر الذي دفع برئيس بلدية الغبيري للقول:«إننا سنُقفل البلديةَ، ونسلمُ مفاتيحَها لرئاسةِ الحكومة، لأننالم يعُد لنا لازمة، بوجود الدرك ولصوص الهيكل».
هذا هو لبنان العصابات، هذا هو لبنان أمراء الحرب،
بكل الأحوال، لا يحق لنا أن نشكوَ أو نبكيَ، لأننا جميعاً شركاءُ في جريمة انتخاب هؤلاء، فكما تكونوا يُوَلَّى عليكم.
بيروت في...
6/5/2023