تخوض المقاومة الفلسطينية على مختلف تشكيلاتها وحركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص معركة نموذجية من حيث الإدارة والإيقاع الميداني، فالحجم الناري والكثافة الوقتية بصيلات الصواريخ، واعتماد حركة التفاوت الزمني في دك المغتصبات الصهيونية، يعطي المقاومة أفضلية الرد والردع، وإغلاق باب التفاوض المشروط من جانب الكيان المؤقت، بالمساعي الانبطاحية المصرية تعطي المقاومة الفلسطينية الكلمة الفاصلة في رتمية المعركة وتفاصيل إنهائها أو استمرارها، وعلى الرغم من حجم التضحيات الكبيرة وارتقاء قادة عظام، قدمت حركة الجهاد الإسلامي نموذجا عظيما في المرونة التنظيمية والأستحاطة المطلوبة لأي معركة افتراضية، كما أن الالتفاف الشعبي واحتضان البيئة لخيارات قيادة المقاومة أكسبها زخما مناسبا لأي اتفاق سياسي، ومن هنا تكمن الضرورة لمشاركة واسعة لكل فصائل العمل المقاوم في فلسطين لأن هذه المعركة بحقيقتها مكسب استراتيجي للأداء الجهادي في الأراضي المحتلة وهي بمثابة تراكم عملي للمقاومين في غزة، كما أنها تعد بداية انحسار لنظريات العدو الردعية وانكسار لتجهيزاته التقنية، فحجم الدمار في العمق الصهيوني يسجل بوضوح لصالح العمل الفلسطيني المقاوم، مع الانهيار المعنوي لقادة وجنود العدو، إن محور المقاومة على امتداده الجغرافي كان حاضرا في ساحة ثأر الأحرار تاركا بصمات مهمة يعلمها العدو لكنه لا يستطيع تقبلها ولا التعايش معها، فلتكن هذه المعركة بحيثيتها الميدانية والإعلامية وحتى في ظواهرها السياسية مصدر استنهاض الأمة وقواها السياسية والشعبية، فخيار دعم المجاهدين في فلسطين يقظة حقيقية تعبر عن الصادقين والمخلصين والشرفاء وأصحاب العقيدة الراسخة من أبناء هذه الأمة، فإلى أرواح الشهداء القادة في فلسطين تحية وإجلال وتعظيم ولتبقى معالم طريق القدس مشبعة بالدماء الطاهرة.
الناشط السياسي
محمود موالدي ..