كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "عالم جديد وتَرتَسِم معالمهُ ،ويُطِل علينا بأُفقٍ كبير، أين نحن العرَبَ والمسلمين منه"؟.
د. إسماعيل النجار
19 أيار 2023 , 10:21 ص

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

يتم ترتيب أوراقه، وكتابة حروفه الأولىَ بحبرٍ صيني وصواريخَ روسيةٍ، وغيرُ معروف حتى الآن، بماذا سيُشارِكُ العرب في رسم وجه هذا العالم؟!

أيضاً نتسائل: إلى مَتى سنبقى تابعين وأذناب للدُوَل الكبرى، بينما تقف إيرانُ بينهم، كعملاق يشاركونها السؤالَ والرّأيَ نداً بِنَد.

أين هم العرب من كلّ التحديات الكبيرة التي لا زالوا يواجهونها؟

وأين هم من الِاستحقاقات السياسية والِاقتصادية التي ستولَد من رحم المتغيرات الطارئة، نتيجةً لِانتِفاضةِ معظمِ دوَل ِ العالم على السياسةِ الأميركية وظلمها ةوهيمنتها؟

أين نَحن من كل هذا الذي يحتاج إلى تقارب وتفاهم ولَمِّ شَمْل ٍ ووحدةِ صفٍّ وتنسيق ٍ على كافّةِ المستوياتِ، عربياً وإسلامياً؟!!

فلنأخذ مِثالاً، الجمهورية الإسلامية في إيران التي تتربّعُ اليومَ على رأسِ، وفي مقدَّمةِ الدُوَلِ الإسلاميةِ والعربية، في مجال التقدم العلمي الصناعي والطبي والزراعي والتكنولوجي والنووي، وأصبحت في مراتبَ عالميةٍ عاليةٍ ومتقاربةٍ مع الدوَل الصناعيةِ السبع ِ الكبرى المتقدمة.

إيرانُ بادرت إلى مَدِّ يَدِها إلى المملكة العربيةِ السعودية، للمصافحةِ والمصالحة،ولاقتها الأخيرة بخطواتٍ مماثلةٍ وبرحابةِ صدرٍ وترحيبٍ كبيرين، وتمَّ توقيعُ إطارٍ يرسمُ خارطةَ طريق ٍ،لترتيب البيتين: العربيِّ والإيرانيّ، والخروج معاً من كل الأزمات وتوحيد وتوحيد الجهود للنهوضِ مجدداً ببلدانِنا، بسواعدنا وبتفاهمنا، من دون الِاعتمادعلى أمريكا أو أوروبا،خصوصاًوأننا نمتلك أكبرَقوّةٍاقتصاديَّةٍفي مجال الطاقةِفي العالم، ويمكننا رسم خارطةِطريقِنابمفردِنا ونتمكن من تشكيل منطقةٍ أمنيةٍ واقتصاديةٍبعيدةٍ عن الِاستِعبادِ والتِبَعيَة، نُديرُها بأنفُسِنا، ونُشرُفُ عليها بالتنسيق ِفيما بيننا، ونخرج من تحتِ كُلِّ العباءَات كائناً ما كانت، غريبة أو شرقية، فنفرضُ بهذا رأيَنا، ونُثبِتُ وجودَنا، وتصبحُ كلمَتُنا هيَ المسموعةَ،نداً لِنَدٍّ مع باقي دُوَلِ العالم الذي يقتات على ضعفِنا وتمزُّقِنا، ونهب خيراتِنا وثرواتِنا.

عالمٌ عربي وإسلاميٌّ متآلفٌ ومتحِد، غيرُ تابعٍ ولا خاضعٍ ،و لا إملاءاتٍ غربيةً وأمريكيةً عليه، يستطيعُ تحريرَ فِلسطين، وكُلِّ أرضٍ عربيةٍوإسلاميةٍ مُحتلّة،ويَحُل مشاكلَهُ بنفسِه.

بعضُ الأنظمةِ العربيةِ التي تخضعُ لإملاءآتِ أمريكاالتي تعمل لمصلحتها ومصلحةأداتِها إسرائيل،وبعضها يخضعُ لإملاءاتِ إسرائيل التي تحتلُّ فلسطين وأراضِيَ عربية، وشعوبُها تعارضُ، وبشدَّة، نَسْجَ أيةِ علاقاتٍ معَ الكِيان ِالصِّهيونيّ،وما قرارُ البرلمانِ الأردنيِّ الجامع ِ بِقَطْعِ العلاقاتِ الدبلوماسيةِ مع تل أبيب وطردِ السفيرِ الصهيوني من الأردن إلّا دليلٌ على رغبةِ الشعوبِ المقموعةِ بقطعِ كلِّ اتِّصال ٍ مع هذا العدوّ، ولكنَّ الخوفَ مِنَ التهديداتِ الأمريكيةِ بالعقوباتِ جَعَلَ البعضَ خانعاً وخاضعا.

الدولارُ يتراجعُ يوماً بعد يوم،والكثير من دُوَلِ العالمِ بدأتْ معركةَ التَّحرُّرِ منهُ،ولا شَكَّ بأنَّ خسارةً كبيرةً بَدَأَ "الملك الأخضر"يُعاني منها أمامَ العالمِ الحُر، الّذي بدأ يستغني عن التبادلات التجارية بهِ.

إذاً، علينا نحن العربَ أنْ نتَّحِدَ،وأنْ نتَّفِقَ، وأن نُوَاجِهَ بشجاعةٍ كُلَّ التَّحَدِّياتِ، وأن نمنعَ تَطاوُلَ الغربِ علينا مهما كَلَّفَنا الأمر، لِنُصبِحَ أسياداً وأحراراً، وعنفوانُ إيرانَ أكبر ُدليل ٍعلى صدْقِ ما نذهبُ إليه.

بيروت في...

18/5/2023 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري