.
لا تزالُ أمريكا تفتعِلُ للُبنانّ الأزماتِ الّتي تتوالىَ عليه، في ظِلِّ سياسةِ تعطيل اِنتخابِ رئيسٍ للجمهورية، والتسويقِ لِلشُّذوذِ الذي يزحفُ إلى وطنِ الأديان، بتواطؤٍ منْ بعضِ أدواتِها الرسميين، الذينَ يُفترضُ أنّهم مؤتمنون على البلدِ و شعبه.
الرئيس نبيه بِرِّي نعىَ مبادرتَه، كما نعىَ ترشيحَهُ لِمُرشّحِِهِ للرِّئاسة، والبلادُ إلى أُفُقٍ مسدودٍ، في ظِلِّ تخوُفٍ كبيرٍ من تصعيدٍ عسكريٍّ، في سوريا، لن يسلمَ لبنانُ من شراراتِه، وقد يجُرهُ إلى مستنقع الدّمِ والخرابِ، على كافة الأرض اللبنانية.
بالأمسِ كانَ المُخطَّطُ يقضي بإشعالِ مخيمِ عينِ الحلوة، وتهجيرِ سُكّانِهِ، وإقامةِ مخيماتٍ جديدةٍ لهم، على مدخل صيدا الشمالي، وتسليمِ المخيمِ الكبيرِ للإرهابيينَ، الذينَ ستكونُ خطوَتُهُم التّّالِيَةُ إحتلالَ مدينةِ صيدا، وقطعَ طريقِ الجنوب-بيروت، كما تقضي الخطةُ، إنْ نجحوا وتمكنوا من ذلك.
اليومَ، بعدمافشلَت الخطة A، بدأوا بمحاولةِ تمريرِ المرحلةِ الثانية،أوالخطةB، بعدما ضَرَبَ حزبُ اللهِ مشروعَهم.
والخطة B تستدعي اِستِخدامَ العنصرِ السورِيِّ النازِحِ إلى لهيبِ النارِ التي تريد أميركا أن تُشعِلها في الداخل اللبناني.
نحنُ لا نقول: إنَّ الأمرّ سيحصُلُ اليومَ أو غداً، أو بعدَ غَد، لكن، قادمَ الأيامِ القريبةِ، وليسَتِ البعيدة، سيحصُلُ وسنَشْهَدُ، في شوارع ِبلداتِنا وقُرانا، سَيْلاً من المسلحينَ السوريينَ الإرهابيين الموالينَ لِداعِشَ وجبهةِالنصرَة، يعيثونَ فساداً، ويقتلونَ الناسَ بلا رحمة.
وبصراحةِ أقول: إنّني لا أرى هذا خيالاً، إنّما واقعاً، من خِلال ِهذا الكَمِّ الهائل ِمن السلاح ِالخفيفِ والمتوسطِ الذي يُصادِرُهُ الجيشُ اللبنانيُّ، من مخيماتِ النازحين، والذي له هدف و ستكونُ له وظيفةٌ، عند البدءِ، بتنفيذِ الخطّةِ B الأمريكيَّةِ الصِّهيونية.
لبنان لن يبقى في منأىَ عن عمل عسكري مستقبلي سيقوم به النازحونَ السوريّون، بتكليفٍ من مُشَغِّلِيهم الأمريكيين الصَّهاينة، الذينَ يسخونَ بِدَفعِ الأموالِ لهم، بِاسمِ مُساعدات إنسانية، وهم أبعدُما يكونُ عنِ الإنسانية.
إنَّ صورةَ مستنقع ِالدم أصبحت مرسومةً، وبعضُ مسؤولي الدولةِ لا يهتمونَ بما يحصُلُ، أو قل: إنَّهُم يَغضُّونَ الطَّرْفَ عنه، بينما تدخلُ البلادَ، يومياً،جحافلُ منَ الشّبابِ المُدَرَب عبر 111 معبراً،باعترافِ مسؤولٍ كبيرفي المعارضة،وبتواطؤِ بعضِ النوابِ اللبنانيينَ، كما قال.
وفي موازاةِ ذلك أيضا،تسيرُ على قدَمٍ وساق، مُحاولاتُ نَشرِ الشُّذوذِوتشريعِهِ،ولم يُحرِكْ أيُّ مسؤول ٍ رسميٍّ ساكناً، بإستثناءِ وزراءِ حزبِ الله، والوزير محمد وسام مرتضىَ، الذي تصدىَ بمفردِهِ، وبشجاعةٍ، لحالةِ التسويق ِ لِهذهِ الظاهرة.
لبنانُ إلى مُسْتَنْقَع ِ الدَّمِ، يُضافُ إلى ذلِكَ الشذوذُ، إذا لَم يُنتَخَبْ رئيسٌ للجمهوريةِ في أقربِ فرصةٍ مُمْكِنّة، لكي يُتاحَ للمؤسساتِ لعبُ دورِها على أكمل ِ وَجْه.
نحنُ، كلبنانيينَ، داخلَ نَفَقٍ مُظْلِمٍ، وأفُقُ الحَلِّ مسدودٌ في البلاد، وخطرُ النُّزوحِ يهدِّدُ وجودَلبنانَ، وهُوِيَّتَه، والشذوذُ يُهَدِّدُ مُجتمعَنا وأبناءَنا.
فياأيُّها اللبنانيون اِستَفِيقوا قبلَ فوات الأوان، إن كُنتم لِلُبنان مُحبّين!!
بيروت في...
28/9/2023