كَتَبَ د. اسماعيل النجار:
"الحروب القادمة أصعب مِمّا سَلَف، والمجتمعات المحافظةُ هدفٌ سامٍ للدولة العميقة".
لقد تغيَرَت الظروف مع تقلُّب السنين، وأصبحَ العالم مختلفاً كثيراً عمَّا كان؟!
لا الشعوبُ بقيَت كما كانت، ولا الدُوَلُ حافظَت على لونِها وشعوبِها، ولا الحاضرُ أفضلُ من الماضي بشيء.
كل ما في هذا الكون تغيَّر وتَبدَّل، التكنولوجياالرقمية سَرَقَت مِنَّا أحلامَنا الورديّة، وأطفأت جُذوَة الذكاءِ والتفكيرِ والبحث والمحاولة.
هذه التكنولوجيا قَتَلَت الطموحَ والجهدَ والنشاطَ في دواخلناودواخل أولادنا حيثُ أصبحتِ الآلةُ الحاسبةُ بديلاً عن عقولِنا وعن القلمِ والقِرطاس،
لقد ذَبُلَ كل شيء كانَ وردياً في طفولتنا بلوغاً حتىَ شبابنا.
تكنولوجيا رقميةٌٌ أيقَظَت فينا الِاتِّكاليّةَ والكَسَلَ والسَّيرَ خلفَ غوغل، بعمى ألوان ٍ لا سابقَ له.
أدخلَتْ على منازلِنا ثقافةَ الجِنْسِ والتَعَرِّي والمِثْلِيّة، وثقافةَ الكراهيةِ والقتلِ والشّذُوذِ، على أنواعه، وشكَّلَتْ خطراً داهماً على أطفالِنا الذين يحملون هواتفَ خَلَوِيّة، من خلال ِ الإعلاناتِ الفاضحةِ التي تظهرُ على الشاشة بشكلٍ مُباغِتٍ من دونِ أي "إحِم ولا دستور"(استئذان).
كُلُّ هذابفعل ِفاعلٍ أمريكيٍّ صهيونيٍّ مُوَجَّهٍ إلى عُمْقِ المجتمع ِ الإسلاميِّ والمجتمع المسيحيّ المحافظ،على اِمتدادِ الكرةِ الأرضية، مع التركيز على الدُوَلِ الإسلاميةفي الشرق
إنّ هذا الغزوَ المُشِينَ والهدام يحتاجُ إلى انتِباهٍ من الجميع، وتَنَبُّهٍ لأهدافِهِ الدنيئة، والتصدي لهُ واجبٌ شرعيٌّ وأخلاقيٌّ ووطني ّ.
ولأنّّ الأرضَ لا تُغَيِّرُ ترابَها؛
لذلك علينا ألّا نُغَيِّر جِلدَنا، أو أن نستبدلَ تاريخَنا أو نسمحَ بِطَمْسِ تقاليدِنا وعاداتِنا الشريفةِ النقيةِ الطاهرة.
يجب التصدي، وبقوَّة، إلى هذه الحرب الناعمة التي تغزونامن بعيد،عبر هواتفنا التي أصبحت مصدرَ خطرٍ حقيقيٍّ علينا وعلى أبنائنا، ومستقبل ِ أُمّتِنا بكاملها، إذْبِتنا مراقبين ومكشوفين بفضلها،حتى داخلَ منازلِنا.
أين الدُوَلُ من كُلِّ هذا الذي يحصل؟ أين الرقابة والضوابط الصارمة على النشر؟!
أين علماءُ الدين، وأين المشَرِّعين؟! أين الأُمّهاتُ والآباء؟! أين نَحنُ جميعاً من هذا الفايروس الذي ندعوه بأنفسنا ليأتيَ إلينا ويُدَمِّرَ أُسَرَنا وعوائلنا وبيوتنا؟! نحن ندفع ثمنه مئات الدولارات، ونتباهَى بقيمتِهِ ونوعِه!!!
إن هذا النوعَ من الحربِ
الناعمةِ هو أخطرُ أنواع ِ الحروبِ والغزوِ الثقافي على الإطلاق.
العالمُ الذي اِنتقلَ منَ الحربِ بالسيفِ والحصان، إلى البندقيةِ والدبّابَةِ والمدفع والطائرة، لم يَكُن يتوقَّعُ حرباً بَيُولوجيّةَ وكيميائية، ونحن لم نكن نتوقع حرباً قذرةً تهدِفُ إلى تغييرِ مفاهيمِ الأُسرةِ وعاداتِها، وتدعوا إلى تفكيكِها وعزلها عن ِ الله، لِتُصْبِحَ العِبادةُ فَرْدِيَّةً، بين عقلِكَ ورَبِّك، لا تُجاهِرُ بِها ولا تُظْهِرُها وتُحاسَبُ عليها كجريمةِحرب،لتُصبحَ الأممُ
فريسةً سهلةً لشياطين الأرض، فينشروا المِثليةَ وغيرَهامن الشذوذالمُصنَّعِ أميركياًوصهيونياً،كُرهاً بالله ِ ودينِه،وتصلَ إليكَ دونَ الحاجةِلأن تسعى إلَيْها عَبْرَ هذا الشيطانِ الّذي تحمِلُهُ بينَ يديك!
حَصِّنوا أنفُسَكُم وأبناءَكم وعوائلَكم،{... قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ}، قبل فوات الأوان، فبعد سنينَ قليلةٍ لن يعودَ ينفعُكم الندم.
#أمريكاالشيطانالأكبر_
بيروت في....
29/6/2023