كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
هوَ لبنان المناكفات.
سياسيوه هم الأبرَعُ عالمياً بسياسة النهب والسمسَرَة والدمار، وليسَ بالإعمار!
عمليةُ شَدِّ الحِبالِ قائمةٌ بين فريقَي المقاومة، ومَن أسمواأنفسهم السياديين؛
ربَطَ الثنائي الوطني خلالها طرف الحبل، على وتَدٍمتين وعميق، وأسندوا ظهورهم إلى حائط المتغيرات الدولية، وتموضعوا في أماكنهم، بينمافريقُ جعجع يمسكُ بالطرف الآخر من الحبل، ويتنازع مع باسيل حول الِاسمِ الذي يُفتَرَضُ أن يكونَ مرشحَ المواجهةِ والتحدي.
جهاد أزعور، كان الِاسمَ الذي وقَعَ عليه الِاختيارُ مِن قِبَلِ رئيسِ التيارالحرّجبران باسيل؛ وبعدَ أخذٍ ورَد قَبِلَ جعجع بأزعُور، وتَمَّ تَبَنِّيه،
لكن لماذا وطُوِيَت ورقةُ التسميةِوَوُضِعَت في جعبة سيدِ الكنيسة، الذي حملها إلى باريس؟ حيثُ عادت فارغةً وخاليةَ الوِفاض، إلَّا من تحذيرٍ جاءَهُ من رأس الكنيسةِفي الڨاتيكان:إياكم والصِّدامَ مع الشيعة.
وافقَ المُسَمَّىَ بالحكيم على جهاد أزعُور، لكنْ:هل كان باسيل هوَ الأقوىَ، أم إنّ فخاً ما نَصبَهُ له رئيس حزب القوات، وللتيار؟
أم هو العكس، وأنّ باسيل يبيع مواقفَهُ السياسيةَ لواشنطن، تَلَطُّفاََ بأمريكا، لكسبِ الودِّ، ورفع العقوبات عنه؟
هناك رأيانِ في الأمر: الأولُ يقول: إنّ جعجع بموافقتِهِ على مُرَشَح ِ التيار، يكون قَد ثَبَّتَ الطلاق النهائي بينه وبين حزب الله، ليصبحَ باسيلُ وطائفتُهُ على انفصالٍ تامٍّ عن الطائفةِ الشيعيةِ في لبنان، في أكبرِ وأخطرِعمليةِ تباعُدٍحصلت في التاريخ بين الطائفتين، المسيحية والشيعية، مُنذُ قيامِ لبنانَ الكبير، وبهذا يُصبحُ حزبُ الله في حِلٍّ تامٍّ من ورقة التفاهم مع ميشال عون وتياره البرتقالي؛ أي أن باسيل بخطوتهِ هذه يكون قد وَقَّعَ على ورقةإخلاءالسبيل من تيارِهِ للمقاومة، وتُرِكَت الأخيرةُ حُرَّة.
أما الرأي الآخرُ فيقول: إنّ باسيلَ اِستطاعَ إخضاعَ جعجع، بقبولهِ بأزعَور، بهدفِ إسقاط ورقةِ مُرشّحِ الثنائي "سليمان فرنجية"، وبعدها يَتُمُّ الذهابُ إلى الِاتِّفاقِ على اِسمٍ ثالثٍ، من خارج ِ الأسماءِ المطروحة،
لأن الطّرَفَيْن ِ غيرُ مُوَفَّقين بتأمين مايكفي من أصواتٍ للفوزِ بالرئاسة.
إذاً، ما هو السيناريو المطروحُ، في ظِلِّ عمليةِ شَدِّ الحِبال ِ الحاصلة؟
بين هذا وذاك، هناك مَن تقعُ عينُه على كرسي الرئاسة،فبدأ يتسَلَّل كطرفٍ ثالثٍ في الملعبِ التفاوضيِّ نحوَ تسجيل ِهدَفٍ حُبِّيٍّ في ملعب الفريقين المتشادَّيْنِ ،هوَ النائب نِعمَتْ أفرام، الذي يسعى لأن يكونَ رئيساً توافقياً، لِسِتِّ سنواتٍ نهضوِيَةٍ، بدون ِأيِّ معارضةٍأوموالاة.
وبما أنَّ الرياحَ الدوليةَ غيرُ مؤاتيةٍ اليومَ، للتوافُق ِحولَ اِسمٍ ثالث، في ظِلِّ تمسُّكِ فريقِ المقاومةِ بفرنجية، ورفض الطرف الآخرالحوار، فإنَّ الوضعَ سيتجَمَّدُ لِحينِ جلاءِ الضّبابِ عن التفاهمِ الأمريكيّ الإيرانيّ،الذي كانَ يُفضي دائماً إلى تنازل واشنطن أمام طهران في التفاصيل الدولية، أي في عمليةِ البيعِ والشراء.
وفريق عوكَرَ ليسَ سِوَىَ سِلعةٍ لِلتِّجارةِ والمساومةِ والبيع ِ، بيَد الولايات المتحدة الأمريكية، بينما الموقفُ السعوديُّ يتمركزُ في النقطةِ الوسطِ، بين أطرافِ النزاع، لا مؤَيِّد لهذا ولا مُعارض لذاك، أَقَلُّهُ في العَلَن، أمَّا في السِّرِّ فالله أعلَم.
بيروت في...
4/6/2023