كتب الناشط السياسي
محمود موالدي
في ظل تعاظم النهج المقاوم لدى عموم الشارع العربي والإسلامي، بعد ما حققته المقاومة على مختلف تشكيلاتها في الداخل الفلسطيني واقتدار المحور المقاوم مع سعة امتداداته الحيوية، اخترق صمت الحدود الفلسطينية المصرية فارسا من فوارس الأمة، عبر بطريقته على نبض الشارع المختلف عما يخطه الساسة من نهج انبطاح وتسليم لواقع الاحتلال وفرض هزيمة وعقلية الانبطاح، إنه شاب من الأجيال الصاعدة دون أي انتماء سياسي ولا تثقيف أكاديمي، لكنه مشبع بثقافة الحق ومنهجية الكرامة وعزة المقاومين،
الشهيد محمد صلاح إبراهيم، الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر لكنه كرس فشل (خيمة داوود ) وثقافة الانفتاح الممجوجة بالانبطاح ورفع نبضاض الشارع العربي والإسلامي على بيارق النار التي سيستعر عم قريب لتحرق الكيان مع كل تجهيزاته، وإنه تكرار لعمليات سابقة شهدتها الحدود المصرية الفلسطينية، ففي عام (1985) قام الجندي المصري سليمان خاطر بعملية مشابهة رافضا فكرة الاستسلام المنفرد عام (1975)، كما شهد العام (1990) عملية واسعة نفذها جندي مصري أيمن حسن قتل خلالها ما يقارب (21) جنديا صهيونيا، لكن خصوصية العمل الفدائي الذي قام به الشهيد محمد صلاح إبراهيم في التوقيف الذي يعاني الكيان ما يعانيه من ضعف داخلي وتعاظم قوة محور المقاومة والانتصارات التي حققت على جبهة الشر التكفيري، لتبقى الحقيقة مقلقة ومؤلمة للكيان المؤقت بأن الأنظمة وأن رسخت مفاهيم ما يسمى السلام فإنها تبقى محصورة على ورق التفاهمات وحبيسة العروش الانبطاحية، فالشعوب مختلفة برأيها وقناعتها وسلوكها وهو الانفصام بين السلطة والشعب الذي ظهر جليا في مواقف الرسمية للنظام المصري، الذي لا يستغرب منه شيء في ظل قناعة بيع كل شيء مقابل حفنة من الدولارات، بينما الشعب المصري كان صريحا من خلال ما شهدته ردات الفعل على العملية وما سمي به الشهيد محمد صلاح إبراهيم، فالقادم من الأيام سيكون أشد وطأة على الكيان ومناصريه، وستبقى لفلسطين حضورها وموقعها في ضمير كل حر شريف.