كَتَبًَ د. اسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبًَ د. اسماعيل النجار: "هذا العام يجب أن يكون عام المعالجات وليسَ عام المكافآت".
د. اسماعيل النجار
8 حزيران 2023 , 21:08 م


مَن وقَفَ مع الحق لا يستحق شُكراً وثناءً.

هذا هوَ واجب الجميع.

شعب لبنان الممسوك من رقبَتِهِ، لم يَعُد يستطيع أن يحتمل ضغوطاً اقتصادية ونفسية أكثر مِمَّا هوَ فيه اليوم، وعلى مَن تَبَقَّىَ من أشراف في موقع المسؤولية، والقادرين على التغيير أن يقوموا بواجبهم الإنساني والأخلاقي والقانوني، تجاه شعبهم الذي يعيش أسوَأ الظروف المعيشية.

أكثر من خمسة ملايين لبناني يعيشون على بساط الأرز، منهم مَن يتلَحَّفُ السعادة والعز والمال،وكأنّ الأزمة لم تَمُرَّ على أيٍ منهُم بتاتاً، ومنهم مَن يعيشون تحت خط الفقر والعَوَز، يئِنُّون تحت وطأة الحاجة والجوع، بِلاناصرٍ ولا مُعين.

حتى اليوم لَم يتغيَّر أيُّ شيءٍ في سياسة المسؤولين الداخلية للبلاد، وهُم لَم يهتمّوا لآلام الناس ومعاناتهم، والسبب واضح وضوح الشمس، الشعب مُمَذهَبٌ ومنقسِمٌ وممسوكٌ بإحكام ومُخَدَّر، وقياداتهم تعرف داءَهُم ودواءَهُم،وقادرون على تسييرهم،كيفما أرادوا وبالتوقيت الذي يرونهُ مناسباً.

في الِانتخابات البرلمانية الماضية،استشرسَ الشيعة لكي لا يتمَّ خرقُ لائحتهم ولو بنائب واحد، لكي لا تكون العصا بيد فريق ١٤ أذار، بينما استمات المسيحيون، لكي يجمعوا أكبر قدر ممكن من مرشحيهم داخل كُتَلِهِم النيابية، خوفاً من تراكم العدد في الطرف المقابل،

والدروز كانوا في بعض المناطق، كراشيا وحاصبيا وبيروت تحت رحمةأصوات الطوائف الأخرى، في ظلِّ تفتُّتٍ وتَشَتُتٍ سُنِّيٍّ لاسابق له.

حَلِمَ اللبنانيون بالتغيير، ففازَ تحت هذا العنوان 15 مرشحاً فقط، على مستوىَ لبنان، وبعد إعلان الفوز فوجِئَ اللبنانيون بأنّ هؤلاء يشبهون مَن حَلُّوا مكانهم، وأنَّ بعضاً منهم بدأَ بعرض خدماته على السفارات!!

أيّ أمَلٍ نعيش نحن عليه؟! وأيّ منتوج بشري،هذاالذي حصَدَهُ لبنانُ، من جيل الحرب، خصوصاََ وأنّهُم يَدَّعون بأنهم مثقفون! أيّ مثقفين هم هؤلاء الذين لا يفقهون معنى عَيش الذُلِّ تحت رحمةِ الِاحتلال، ويزدرون المقاومة، ولا يفقهون معنى السيادة، عندما يعرِضون خدماتهم على سفارات الاستعمار،ولا يفقهون معنى الحرية وهُم أسرَىَ الدولار وريال أبو منشار؟؟!

الرئيس عون الذي لَم يَزُر سوريا طيلةَ فترَةِ حُكمِهِ "حَطّها واطية كتير" كرمى عيني جبران باسيل، وليُبقي شعرةَ معاويةَ بين تيارِه وبين حزب الله، استنجَدَ بالأسد الذي أشار إليه، بأنّ حارة حريك أقرب إليه من دمشق.

وجنبلاط الذي يحاول إعادة الوزن الثقيل لكتلتهِ النيابية لايزالُ موقِفُهُ غامضاً يتحَرَّىَ عن حقيقة المواقف السياسية، لواشنطن والسعودية،بينما المماطلة تأخذُ مداها الطويلَ، في إنتخاب الرئيس، فيُهيِّئُ البعضُ الطريقَ أمام قائدِ الجيشِ جوزف عون،ليكون الحَلَّ الوسطَ، فيُرضي أمريكا ،ويصفعُ التيّارَ ،ويبيعُ فرنجية، ويُحرِجُ المقاومة.

الأوروپيون، على ما يبدو، أنّهم مع سياسة المماطلة التي تصُبُّ في صالح قائد الجيش.

حزب القوات (اللبنانية) يسيرُ بالتكتيك نفسه، مع القُوَىَ الكُبرَىَ ومعه حِزبَا الكتائب والأحرار.

إذاً كان واضحاً تماماً مَنْ الذي تاجرَ بِاسم ميشال معَوَّض، لعدة أسابيع، والفريق نفسُه جعلَ من اِسم جهاد أزعور قنبلةً، لتفجيرِ اِسم سليمان فرنجية.

فَمَن الذي يريد أن يلوي ذراعَ المقاومةِ مِنَ الأصدقاء غير الأعداء؟!

وماذا عن حلفاء المقاومة الذين بلعوا ألسنتَهُم، ولم ينطقوا ببنت شَفة، وكأنَّ الطيرَ فوقَ رؤوسهم قد حام؟!!

كُل ما يجري من تخطيط في لبنان، وكل ما يُرسَمُ من سيناريوهات هوَ من صلب توجيهات واشنطن، لأصحاب القرار، ويهدفُ إلى إضعاف المقاومة داخل لبنان، تمهيداًلضربها وإذابتها.

وقيادت المقاومة تدرك ما يدور حولها وتعيه تماما، فليس أزعورُهوَ حَلٌّ للأزمة، بَل هوالجزءُ الثاني المكلَّفُ بِاستكمال ِ المُخَطَّطِ الأميركي، ولا فرنجية"رح يشيل الزير من البير"، وهو جزءٌمن المنظومة السابقة، وعهده سيكون شبيهاًبعهد ميشال عون.

وانتخاب قائد الجيش هو تكرار لخطأِ اِنتخاب ميشال سليمان، وهذا لن يتكرّر، لذلك، فإنَّ الحلَّ لن يكونَ إلّا بِانتخاباتٍ نيابيةٍ مبكِّرة، على أساس النسبية،ولبنان دائرةٌ انتخابيةٌ واحدة، وإلَّا فليتحضَّر اللبنانيون لِلِانتقالِ إلى الجزء الثاني من الأزماتِ، لِعَقْدٍ مِنَ الزَمَن، لأنّ مَن يُديرونَ الأزمةَهُم صانعوهاوالقاتل لا يصلُح أن يكون قاضِيَ الجريمة.

بيروت في....

8/6/2023 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري