خديجة البزال
باحثة سياسية
الجزء الرابع .
كان الإمام الصدر يعتبر الإمام الخميني الإمام الأكبر، وهذا المصطلح من نعم المصطلحات المستخدمة عند الإمام الصدر. وانا سأقول لكم في الرسالة، في 23/8/1978 لوموند الفرنسية (مصدر) نص كامل تحت عنوان نداء الانبياء.
طبعاً يتكلم الإمام الخميني عن الثورة في هذا الجو قبل إنتصار الثورة، فكان هناك ثلاث نماذج مهمة على المستوى العالمي الإسلامي .
كان النموذج الذي يساعد فيه في الجمهورية الاسلامية بقيادة الإمام الخميني قدس سره ،
نموذج الذي يسير في لبنان بقيادة الإمام الصدر، وكان هناك تنسيق واضح ما بين السيد الخميني وما بين الإمام الصدر. و كما يقول الكثير كان تنسيق قوي حتى يقارب اليومي والاسبوعي عندما تسمح الفرصة.مثال العراق الذي يمثله السيد محمد باقر الصدر ، نموذج لبنان الذي يمثله الإمام موسى الصدر.
و إيران الذي يمثله الإمام الخميني.
كان لا بد من هذه النماذج أن تنجح في مكان ما.
بسبب الطبيعة في إيران.
لقد نجح هذا النموذج .
الإيراني المهم في تحرير العقول و في تحرير الإرادات.
سبق ذلك إختطاف الإمام الصدر في لبنان، فكان غياب الإمام الصدر في لبنان إستراتيجياً للأعداء والخصوم بأن يفرغوا الجمهورية الاسلامية المقبلة .
من أهم عناصر القوة عندها، لأنه لو انتصرت الجمهورية الاسلامية، وكان الإمام الصدر في لبنان لكان كل مشاريع التفرقة في المنطقة والمشروع الصهيوني تراجع وأصيب بالإنهيار .
كما يقول :
د. مصطفى شمران في هذا الأمر بالوثيقة
ورسالة معينة.
بعدها تم اغتيال الشهيد محمد باقر الصدر، فسقط النموذج العراقي ولم يحصل التغيير في العراق. تعثر هذا النموذج ..
بسبب سقوط المرجعية الدينية المهمة والرؤوس التي كانت تقود المسيرة و بقي النموذج الإيراني فقط.
لو رأينا هذا المثلث لعرفنا بأن ما كانت تقوم به الإستخبارات العالمية وما كان يقوم به المغيظون لإضعاف نظام الجمهورية الاسلامية والنموذج الإيراني وإضعاف النماذج الأخرى في العالم العربي والاسلامي .و ليس هناك أي شك بأن الحركة الصهيونية هي التي قامت في كل هذه الأمور .
وفي سياق الحديث ذكرنا بأن هناك وثيقة تقول أن بعد اختطاف الإمام موسى الصدر الدكتور شمران، أرسل الى فرنسا شخصين لبنانيين ليقوموا بحماية الإمام الخميني وهذه الوثيقة موجودة. هما ياسين علوية و عقل حمية. وأرسل هذه الوثيقة الى المقربين من الإمام الخميني. وذهب هذان الشخصان لحماية الإمام الخميني، لأنه كان باعتقاد الشهيد شمران بأن الذي اغتال الإمام الصدر لم يرتدع عن إغتيال الإمام الخميني،
لإفراغ هذه المنظمات الفكرية التي تقود هذا التغيير.
"ثورة الانبياء" كما يسميها الشهيد مصطفى شمران و" نداء الانبياء" كما يسميها الإمام الصدر.
نذكر مقولة سماحه السيد حسن نصر الله، "يجب علينا قراءة الإمام الصدر من جديد في لبنان وفي إيران في العالم الاسلامي وفي العالم العربي".
هذا الموضوع يجب أن يطرح بطرحه السياسي والفكري الذي يفيد ويخدم الفكر المقاوم و حركة المقاومة في العالم. وبالتالي فهناك نماذج فكرية وعمائم مبدعة وخاصة في جبل عامل، وإخلاص يفوق التصور في عطاءاته وبأعماله .وأهدافه الإنسانية التي هي أهداف الأنبياء والرسل وإحقاق الحق .
ان أهم الإستراتيجية الآن تُطرح في مواجهة الفكر المقاوم، قائد المقاومة ،الذي هو الأساس، يعني فكر علي بن أبي طالب، فكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكر الحسين الذي هو مستهدف في إخراجه من النموذجين. مثال الدولة المؤمنة المتسامحة مع المسيحيين والمسلمين و مختلف المذاهب في لبنان. والمثال الآخر حصار النموذج الايراني أي الجمهورية الاسلامية وإسقاطها من بناء الدولة.
وكذلك الأعداء يحاولون إخراج هذه المنظومة الفكرية . وإخراجها يعني أن دولة الإمام المهدي ستكون غير عادلة و غير قابلة للحياة.
ذلك النموذج المسيحي، المسيح بن مريم .
ومحمد بن الحسن الله (ع)
في الدولة المؤمنة .
في لبنان كان مثالاً مهماً. والآن يحاول الأعداء إسقاطه بشتى السبل لكي يدوم الدم و القتل والتشريد.
إذاً السؤال الأساسي كيف نحاول تثبيت أن نكون جنداً للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
أليس في السلام؟
في دولة مؤمنة؟
تحافظ على تاريخنا و أصالتنا وثورتنا وفكرنا؟
أليس بالتسامح والحب والمحبة؟ سؤال يبقى بدون جواب لعل القارئ يجيب عليه.