جعجع وباسيل، بِتَبَعيّتِهم وغبائهم السياسي، دَقُّوا ألمسمار الأخيرَ في نعشِ المشروعِ الأمريكيِّ الصهيونيّ، وأفلَت لبنانُ من فخٍّ خطيرٍ نصبتهُ واشنطن، بأدواتٍ داخلية، في الِانتخابات الرئاسيةِيومَ أمس.
سيناريو يبدأ بِاعتراف أمريكيٍّ بجهاد أزعور رئيساً، لو تمكَّنَ من تحصيل ٦٥ صوتاً، أمرٌ كانَ سيُودِي بلبنانَ إلى التّقسيم، والحرب الأهلية.
وماحصل أعادَ إلى أذهاننا بعضاًمن تصريحاتهم حول "لهم لبنانهم، ولنا لبناننا"! التي تكررت على لسان أكثر من مسؤول، وعلى رأسهم جعجع، وسامي الجميل، وشارل جبور، وغيرهم.
مخطَّطٌ شيطانيٌّ وضعَتْهُ واشنطن، وكانت تَوَدُّ تنفيذَهُ، على غرار ما فعلته في فنزويلا عام ٢٠١٩، عندما اعترفت "بجوان"غوايدو" رئيساً لفنزويلا، بوجه الرئيس الشرعيِّ للبلاد، "نيكولاس"مادورو"؛وأيضاً عندما تمَ إسقاط حكومة حماس الفلسطينية الشرعية عام ٢٠١٨، عبر قرار صدرَ من المَحكمة الدستورية العليا، بتحريضٍ من واشنطن،بشكلٍ مخالف للدستور، رغم مرور سنتين على اِكتِساح ِ حماس للمجلس التشريعي الفلسطيني،بأغلبيةساحقة
فخرجَ نوّابُ الِاستِرزاق الآذاريين، من جلسة الِانتخابِ مُتَوَتِّرينَ للغاية، وتحدّثوا للإعلام، بلهجة الموتورين، وهاجموا الإعلاميين، لأنَّهم تَيَقَّنوا بأنَّ مشروعهم الأمريكيَّ هذا قد هُزِم، وألصقوا الهزيمةَ بخصومِهم، نِسبَةً إلى العدد بين الطرفين،
إنهم سياديو السفارات الذين يُحَرِّمون على غيرهم ماكانَوا يعتبرونه حلالاً لهم.
أما الثنائي الوطني، الذي خرجَ من القاعةِ قُبَيْلَ اِنعقاد الجلسةِ الثانيةِ للتصويتِ (بالنصف + ١)، فمارسَ حقَّهُ ضمن إطار اللعبة الديمقراطية التي يضمنها لهم الدستور اللبناني، الأمرُ الذي اِعتبرَهُ فريقُ عوْكر هروباً من المواجهة،ولم يعترفوالهم بممارسة هذا الحق!
إن ما مارسهُ ما يُسمَّى بالسياديين في الماضي،من وُجهَة نظرِهِم كان حقاً قانونياً لهم شَرَّعَهُ الدستور والقوانين، لكنّ هذا الحقَّ نفسَهُ، قاموا بتحريمِهِ على غيرهم، وأصبحَ من وُجهَة نظرهم اِسمُهُ تعطيل!
بالضبط هذا هُوَ منطق الغرب المنحاز لإسرائيل بإمتياز، لايزالُ هؤلاء بِهِ يتحدّثون، منطق الّذين لا صوت لهم، بوجه أمريكا وتحالفها في المنطقة، إلَّا بالمجلس النيابي اللبناني، يُسمَع هذا الصوت، عندما يكون التصويت ضد المقاومة.
فريق اِستِرزاقٍ وَ"لَهوَطَة"، يُديرُ سهمَ البوصلة كيفما يشاء، وينكر على الآخرين حقوقهم.
في فلسطين، بشكلٍ غير دستوري وغير قانوني، وبإيعاز صهيوأميركي، تمَ إلغاء المجلس التشريعي في رام الله، وتم اعتقال رئيسِهِ عزيز دويك.
شرعيَة، ولا شرعية غير مفهومة لدى الأميركي وحلفائه، وما طبقوه في فلسطين عام ٢٠١٨، وفي فنزويلا سنة ٢٠١٩، يريدون تطبيقَهُ اليوم علينا في لبنان،ونَسوا أو تناسوا بأنَّ الجغرافيا والديمغرافيا تختلفان بين فنزويلا ولبنان وفلسطين.
لَعِبَ فريقُ عوكر، أمسِ الأربعاء، لعبةً غبية، ولم يتمكنوا من تحصيل ال٦٥ صوتاً في الدورة الأولى، لتشتُّتِهم وتناقضاتهم وعُمقِ خلافاتهم، واختلاف مشاربهم ومشاريعهم.
فريق المقاومة أثبَتَ نفسه من خلال تسمية فرنجية بلوك واحد ب ٥١ صوتاً، وعادوا ليتموضعوا في أماكنهم، بِانتظارِ كلمةِ الأمين العام لحزبِ الله السيد حسن نصرالله، بعد أيام.
الرئيس بِرِّي لم يكُن يوماً مُرتاحاً، كما كانَ بالأمس. وبدأ بترتيب جردةالحساب لِمَن تخلَّوا عنه وخانوه، وهم الأعرفُ بأنهُ الأشد قسوةً،والأكثر صرامةً بوجه أيِّ خائن.
في المُحَصِّلَة، انتصرَ فرنجية برفاق دربهِ الأوفياء وانهزَم مخطّطُ أمريكا،ونجا لبنان من الِانفجار.
بيروت في...
15/6/2023



