من علامات فكر الجماعات والإسلام السياسي
- يقولك: سبب مشكلاتنا أننا (مش مؤمنين حق الإيمان)
• طب عايز إيه ياحبيبي؟
- بقولك لازم نكون مؤمنين حق الإيمان
• أيوة يعني عايز إيه بالضبط؟..إيه المفروض نعمله؟
- لو احنا عبدنا الله وطبقنا الإسلام هتتحل كل المشاكل
• طب قوللي هنعمل كذا..واحد اتنين تلاتة..إعطيني خطوات عملية
- بقولك لازم نرجع الإيمان من جديد
• بص بقى: أنا هقولك إنت عايز إيه بس مكسوف تقول أو خايف أو مش عارف إنت مين بالضبط..
القصة إن دي شعارات الإسلام السياسي وجنود الخلافة والحكم الديني الثيوقراطي زمان، كانوا يستغلون أزمات ومشاكل الناس بخطاب (إحيائي ديني) يربط بين أزماتهم في الواقع وبين الدعوة لحلها عن طريق اتباع قادة هؤلاء الأمراء والجماعات، ولأن خطابهم كله (شعاراتي) فمفيش إجراء عملي تقدر تستند عليه وتقول إن هذا الإجراء هو الحل المؤكد والوحيد للأزمة الحالية..
لذلك حضرتك مش قادر – ولا هتقدر – تجاوب على سؤال التفاصيل، كيف سنحل مشكلاتنا عن طريق زيادة الإيمان..وكل ما يحدث إنك (تتستر وراء شعار الإيمان) للترويج لحزب سياسي معين يرفع شعار الدين لحكم الدولة، ويروج خطاب دعائي إن الإسلام هو الحل..اللي بعد 90 سنة من رفع الإخوان المسلمين لهذا الشعار..فشلوا في ترجمته كمشروع سياسي على الأرض أو نظام حكم ناجح..
الإسلامجي والإخوانجي وكل تيارات السلفية والأصولية..(تفشل في جواب التفاصيل) لأن مذهبهم السياسي قائم على (التعميم) وبأسلوب (استدرار العواطف) فكلما كان الخطاب عاما وعاطفيا (لازم نكون مؤمنين حق الإيمان) كان الخطاب أنفذ في وعي الناس، واستقباله أسهل في ضميرهم ووعيهم، لكن عند التطبيق العملي هتلاقي تفاصيل وتحديات تمنعك من ترجمة هذا الخطاب الدعائي في مشروع سياسي أو برنامج أو نظام حكم مثالي..
فمن صفّق لك بالأمس سيُحاربك اليوم بتهمة الخديعة أو الانقلاب على الدين، ويكثر المثل القائل (اللي تحسبه موسى طلع فرعون)..!
الخلاصة: لما تلاقي شخص بيقول هذه العبارة (حل مشاكلنا في لازم نكون مؤمنين حق الإيمان) إهجم عليه بالأسئلة والتفاصيل، هتلاقيه مش عارف حاجة ويرتبك فورا، كيف نحل مشكلة الاقتصاد بالإيمان؟..كيف نحل مشكلة السياسة والحرب بالإيمان؟..كيف نكون قوى عظمى دولية بالإيمان؟
حضرتك ألمانيا دولة أكثر سكانها مسيحيين ولادينيين ومع ذلك هي قوة عظمى مؤثرة في الاتحاد الأوروبي، الصين عمليا شعبها لاديني وبيقول على نفسه متبع لتعاليم بوذا الحكيم وأصبحت قوة عظمى في كل شئ..
القصة مش في إيمان وإلحاد..(بل في الكفاءة والمهارة)
فلو حضرتك استبدلت عبارة (مؤمنين حق الإيمان) ب (الكفاءة والمهارة) هتكون أسهل وأبلغ..
علاوة على إن الإيمان محله القلب..وحضرتك مش هتعرف مين اللي إيمانه أقوى علشان تعطيله منصب ووظيفة، دي فكرة هزلية مصدرها (الدولة الدينية قديما) التي كلما أراد الخليفة أو الحاكم تقريب شخص ما يحكم بقوة إيمانه، ولو أراد إعدام أو سجن شخص يطعن في إيمانه..
فاللي بيحكم على إيمان الناس هنا إنسان زيه زيك..وإنت نفسك كإخوانجي أول ماتختلف مع إخوانجي زيك هيكفرك ويحل دمك لأنك أصبحت مرتد بالنسبة له، وإيمانك غير مقبول..ومن يقرأ ويطالع سيرة الجماعات الإرهابية قديما وحديثا يرى آلاف الحوادث على تكفير الإسلاميين لبعضهم البعض لمجرد رأي حد فيهم..
بس ياسيدي