روسيا سوريا إيران فنزويلا.. دول معادية للهيمنة الأمريكية، نعم ولكن
مقالات
روسيا سوريا إيران فنزويلا.. دول معادية للهيمنة الأمريكية، نعم ولكن
جورج حدادين
28 حزيران 2023 , 21:28 م


جورج حدادين

دول معادية للهيمنة، نعم ولكن، في الوقت ذاته لم تنتقل من معاداة الهيمنة إلى تبني استراتجية التناقض التناحري مع المركز الراسمالي العالمي، أي تحقيق الاستقلال الوطني الناجز المرتبط بالضرورة بالتحرر الاجتماعي الداخلي، الذي يتمثل برفع الظلم الواقع على الشرائح الكادحة، وعدم تحميل الشرائح الكادحة والفقراء والمعوزين عبئ كافة الأزمات التي تخلقها الطبقة الحاكمة بذاتها، مقابل تقديم الإمتيازات لأصحاب السلطة والثروة، ولهذا السبب تحديدا لن تصبح جذرية في عدائها للهيمنة

بسبب بنية دولة ثنائية تتقاسم البيرقراطية والبرجوازية اللبرالية التابعة للغرب والمرتبطة مصلحياً مع المركز الرأسمالي العالمي ، السلطة والثروة، ولهذا السبب ينفجر بين الحين والآخر غضب شعبي وتحركات شعبية بشكل دوري ضد النهج السائد، يتم التصدي لها بعنف مفرط، ومع ذلك تتنامى وتيرة الفساد والسطو على المال العام، مقابل تنامي وتائر الفقر والجوع وتردي الخدمات الاجتماعية

أزمة هذه الدول في صراعها مع الغرب يكمن في عدم انجازها لا بل عدم الرغبة، بسبب المصلحة، في إنجاز مشروع التحرر الاجتماعي في الداخل

حيث الأليجارشية الروسية ذات التوجه اللبرالي الغربي والمرتبطة عضويا بالمركز الرأسمالي العالمي، ضمن القيادة الروسية وتحكمها في مراكز متعددة في الدولة تمنع قرار الحسم العسكري في اوكرانيا رغم اختلال موازين القوى الهائل لصالح روسيا، وما الحملة الأعلامية الديماغوجية على فاغنر ألا مظهر من مظاهر الصراع بين القوى الوطنية والقومية الروسية من طرف وقوى التبعية اللبرالية في الطرفالآخر، وفي الوقت ذاته هي رسالة إلى المركز الرأسمالي .

وحيث البازري الإيراني وشرائح اجتماعية مرتبطة مع المركز الرأسمالي ليس لها مصلحة في التحرر الاجتماعي ابتدعت نظرية " الصبر الاستراتيجي "

أي منع الحسم

وفي سوريا تبتدع نظرية " الرد على العدوان الصهيوني المتكرر في الزمان والمكان الذي سوف تحدده القيادة" والمساكنة مع الاحتلال الأمريكي والتركي للأراضي السورية

أما فنزويلا التي تمتلك ثروات طبيعية هائلة ومقدرات ضخمة وأراضي زراعية واسعة من أخصب الترب، تمكن من اطعام أمريكا اللاتنية باقتدار، لم تتحول بعد إلى دولة منتجة ، لماذا، والغريب أن صح خبر اتخاذ القيادة قرار حل الحزب الشيوعي، في الوقت الذي تقود صراع ضد العدوان الأمريكي على البلاد، كيف يمكن فهم هذه الخطوة؟ لمصلحة من ؟ أهيا خطوة لصالح قوى التبعية المحلية.

البرجوازيات في هذه الدول تخاف من التحرك الشعبي وتخاف على مصالحها في السلطة والثروة أكثر من خوفها من المركز الرأسمالي العالمي، حيث تراهن هذه القيادات على إمكانية الوصول إلى حلول مع المركز الرأسمالي في فترة قادمة

" كلكم للوطن والوطن لكم "

المصدر: موقع إضاءات الإخباري