كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "عناصر الإشتباك على حدود لبنان مع فلسطين المحتلَّة مُتَوَفِرَة فماذا في المعطيات"؟
د. إسماعيل النجار
12 تموز 2023 , 17:52 م


دائماً ما تجتمع عناصر السلم والحرب في أي خلاف ينشب بين لبنان وإسرائيل، ولكن في كثير من الأحيان تكون المعطيات غير كافية، لتأكيد نشوب صراع عسكري، بقَدَر ماتكون الظروف المحيطة بالطرفين، أو بأحد الأطراف المعنية بالصراع، لا تسمح له بفتح النار، فيتحولَ النزاعُ إلى سياسةِ شَدِّ حِبال ٍ، ورمي قنابل صوتيةٍ، أو تذاكياً

بالسياسة يدفع بحلفاء الطرفين،أومن يُسَمَّون بالوسطاء،للتدخل من أجل الوصول إلى خواتيم حميدةٍ تُشَكِّلُ مخرجاً لهم.

الصهاينةُ متأهبون عسكرياً والذين لا يتمنَّوْنَ نشوبَ الحرب وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة بين طرفٍ وآخر.

حزب الله لا يريد الحرب، ولكنه مستعد لخوضها، إذا كانت المسألة تمسُّ بتغيير جوهَر قواعد الِاشتباك التي رسمها في ذهن العدو، لأن بعض المحرمات عند المقاومة هي بمثابة تحريم قاطع لا يجوز المساومة حولها،ومن المحرمات التي لاتقبل المقاومة حديثاً فيها: تجاوزُالحدود اللبنانية مجدداً، كما حصل في بلدة الغجر، من زرع سياج حول القسم الشمالي اللبناني المُحَرَّر، أو الِاعتداء على الأراضي اللبنانية أو السكان.

ومن المحرمات مع العدو، المفاوضات معه، أو السماح له بضَمِّ الأرض اللبنانية المحتلة، كمزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وهناك تصميم على منع العدو من تحقيق أي هدف من هؤلاء لدرجة خَوض حرب معه ولو كانت شاملة ومفتوحة،

الكيان الصهيوني الغاصب بدَورِهِ يمتلك قُوَّة عسكرية ضخمة لكنه مردوع ومسلوب الإرادة بفعل ما رآه من أهوال كثيرة في حروبه السابقه مع المقاومة، وبسبب تراكم عناصر القوة لديها وتوفر الإرادة لإتخاذ القرار بالحرب إذا اقتضت الحاجة،

اليوم يعيش لبنان نزاع مع العدو بسبب خيمتين نصبتهم المقاومة في أرض لبنانية محتلة، وبسبب إعادة ضم القسم الشمالي من بلدة الغجر إلى الأراضي المحتلة أيضاً،

والوساطات الإقليمية والدولية من أجل إزالة الخيمتين تسير على قدمٍ وساق من المصريين إلى القطريين إلى الفرنسيين وغيرهم،

وعندما اصطدموا برفض المقاومة إزالتهما عرضت الولايات المتحدة الأمريكية المقايضة وكانت زيارة قائد قوة اليونيفيل في لبنان لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب بهذا الصدد،

لبنان الرسمي طالب بإعادة القسم الشمالي لبلدة الغجر الذي ضمته إسرائيل مؤخراً،وواشنطن تريد التسريع في الترسيم البري.

ولكن هل يقبل حزب الله بهذه المقايضة، أي إزالة الخيمتين من أرض لبنانية مقابل إستعادة الغجر؟

فإن التخلي عن الأمتار القليلة التي نُصِبَت عليها الخيمتان أمر كبير جداً، ولو كان سيعيد للبنان كامل القسم الشمالي من الغجر المحتلَّة، لأنها أيضاً هي أرض لبنانية،

ختاماً عناصر التفجير جنوباً متوفرة وبقوَّة، وما يجري الآن هو عملية عَضِّ أصابع بين لبنان وإسرائيل، فَمَن سيصرخ أولاً؟.

نتانياهو مأزوم داخلياً، وأمريكا لن تسمح بتفجير أي جبهة في منطقة الشرق الأوسَط رغم تحشيدها العسكري في شرق وشمال سوريا، وتل أبيب منقسمة على نفسها، والحرب الأهلية فيها قابَ قوسين أو أدنىَ،

إذاً لا مُقَوِّمات لدى العدو لإشعال الحرب، ولا قُدرَة لَدَيْهِ على خَوضِها، فتراكُمُ الأزمات داخلَ الكِيانِ وحولَهُ حاصرته وضَيَّقَت عليه الخناق،

وإن أخطأ فلن تكُونَ حربَ أيامٍ معدودة، كما يُخَطِّطُ لها، فما عليه إلَّا أن يُعيدَ القسمَ الشمالي من الغجر، لكي لا يسجِّلَ حزبُ الله من خلالِ تحريرِهِ نصراً عسكرياَ آخر، وأن يقبل بواقع الخيمتين، إلى أن يقضي الله أمراً كانَ مفعولآ.

بيروت في....

12/7/2023+

المصدر: موقع إضاءات الإخباري