يتحدث العلماء حول الحاجة لإجراء بحث عاجل حول عواقب الجنس في الفضاء، إذ يعتقدون أنه سيحدث بين سياح الفضاء في غضون العقد القادم. وتأتي هذه الدعوة بعد أن ظهرت فكرة الجنس في الفضاء في أفلام الخيال العلمي مثل Star Trek و Passengers، ما يشير إلى تزايد الاهتمام بهذا الموضوع.

ممارسة الجنس في الفضاء 

وعلى الرغم من تأكيد وكالة ناسا على عدم تعرض أي إنسان لممارسة الجنس في الفضاء، إلا أن السياحة الفضائية التي تقدمها شركات الفضاء الخاصة مثل Blue Origin و Virgin Galactic تزيد من احتمالية حدوث ذلك في المستقبل.

وفي هذا السياق، يدعو البروفيسور ديفيد كولين، أستاذ تكنولوجيا التحليل الحيوي في جامعة كرانفيلد، إلى إجراء بحث حول عواقب الجنس في الفضاء، مشيراً إلى أن شركات السياحة الفضائية لم تستعد بشكل كافٍ لعواقب انضمام الأشخاص إلى الفضاء، ولاسيما مع تطور المركبات الفضائية وازدياد عدد السياح في الفضاء.

وعلى الرغم من عدم وجود قواعد صريحة تحظر ممارسة الجنس في الفضاء، فإن قواعد سلوك رواد الفضاء تدعو إلى الحفاظ على "علاقات الثقة" و "المعايير المهنية" في جميع الأوقات، مما يعني أن المسألة تتعلق بالأخلاق والأدب العام.

مخاطر ممارسة الجنس في الفضاء 

وتتعدد التحديات التي تواجه ممارسة الجنس في الفضاء، منها تأثير الجاذبية الصغرى على الجسم والدورة الدموية، والتي يمكن أن تجعل من الصعب على الرجل الحصول على الانتصاب. كما يمكن أن يحدث انتفاخ في الأوعية الدموية في أعناق الرائدين، وهذا يستدعي دراسة تأثير ذلك على الصحة العامة.

ومن المهم دراسة تأثيرات الممارسة الجنسية في الفضاء على النمو الجنيني والحمل خارج الرحم، حيث يمكن أن يؤدي عدم وجود الجاذبية الصغرى إلى حدوث تشوهات في النمو في الأجنة البشرية التي تم تكوينها في الفضاء.

معايير مطلوبة لممارسة الجنس في الفضاء 

وفي النهاية، يبقى الجنس في الفضاء موضوعاً شائكاً يحتاج إلى دراسة شاملة للتأثيرات النفسية والجسدية، ويتحتم على شركات السياحة الفضائية والعلماء التعاون لوضع قواعد وإرشادات صارمة لتنظيم هذه الظاهرة المتزايدة. وتواجه الشركات الفضائية التحديات الكبيرة في هذا الصدد، فعلى سبيل المثال يتعين عليها تصميم مرافق ومعدات خاصة للمساعدة على ممارسة الجنس في الفضاء، وتوفير الحماية اللازمة للرائدين الذين يرغبون في ذلك.

ويتعين أيضاً على الشركات الفضائية الخاصة وناسا العمل على تطوير تقنيات وأجهزة طبية لمساعدة الرائدين في التعامل مع التحديات الصحية المحتملة التي يمكن أن تنشأ نتيجة لممارسة الجنس في الفضاء، مثل نقص الأكسجين أو التعرض للإشعاع.

وفي النهاية، يعد الجنس في الفضاء موضوعاً مثيراً للاهتمام، إذ يمثل تحدياً جديداً للبشرية في استكشاف الفضاء والحفاظ على صحتهم في بيئة غير مألوفة. ومن المهم أن تستمر الأبحاث والتحليلات لتحديد الآثار الصحية والنفسية لممارسة الجنس في الفضاء، وتحديد الإرشادات والقواعد اللازمة لضمان سلامة ورفاهية الرائدين في الفضاء.