كتب الكاتب عبد العليم شدّاد:
ثقافة
كتب الكاتب عبد العليم شدّاد: "تحرير العالم من الأوربيين".
24 تموز 2023 , 07:39 ص

معلومات تاريخيه هامه وخطيرة يجب أنْ نقرأها:

الأوربيونَ شعبٌ يتكونُ من عددٍ من الإثنيّات العِرقيةِ المختلفة، و وفقاً لدراسةٍ ألمانيةٍ نُشِرَتْ في العام 2002: يبلغُ مجموعُ هذه الإثنياتِ نحوَ 87 إثنيةً أوشعباً، منها 33 هي إثنياتٌ كبيرةٌ، تشكل الغالبيةَ في بُلدانِها وأهمها: الروسُ، الألمانُ، الفرنسيون، الإنجليز، الإيطاليون، الإسبان

الأوكرانيون،والبرتغال.

للأوربيين صفةٌ مميزةٌ اِتَّصَفوا بها، منذُ قديمِ الزمان، وتميَّزوا بهاعن بقيةِ شعوبِ العالم وهي:

(القسوة الشديدة) لدرجةٍ جعلت التعذيبَ والقتلَ عندهم نوعا من التسلية:

١-فحلبة الموت الرومانية (الكولسيوم) في وسط روما كانت هي مصدر التسلية والترفيه لكل المجتمع رجالاً ونساءً و أطفالا، فالأسرةُ بكاملها كانت تحضرُ إليها. لمشاهدة الأسود المفترسة الَّتي يتم تجويعُها، ثم إطلاقُها على الأسرى الَّذين يتم إدخالهم إلى الحلبة، مع زوجاتهم وأطفالهم، فتَلْتَهِمُهُمُ تلكَ الأسودُ الجائعةُ بعد أن تُقطِّعهُم إرْبا، وسطَ ضحكاتِ الحضور واستمتاعهم.

٢- كما كانوا يجبرون أسراهم على أن يتقاتلوا، فيما بينهم فيُجْبَرُ الصديقُ على قتلِ صديقِه.

٣-و كانت مسابقات المبارزة الًتي تنتهي بالموت هي اللعبة الأكثر شعبية لدى الجماهير الأوروبية الرومانية القديمة.

٤-و لهذا نجد أن الحروب اللتي يقتل فيها الملايين كانت أمرا متكرر الحدوث بينهم.

٥-مثال تلك الحروب الأوربية حرب الثلاثين عاما اللتي قتل فيها ما يزيد عن الأحد عشر مليون شخص و نقص فيها سكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر مليون، و نتج عن ذلك نقص كبير في عدد الرجال فجعلوا تعدد الزوجات إجباريا.

٦-و في حروب نابليون قتل أكثر من ستة ملايين إنسان.

٧-و في حرب السنوات السبع بين بريطانيا و فرنسا قتل ما يزيد عن الأربعة عشر مليون إنسان.

٨-و في الحرب الأهلية الروسية قتل ما يزيد عن التسعة ملايين.

٩-و في حروب فرنسا الدينية قتل نحو أربعة ملايين.

١٠-و في الحرب العالمية الأولى اللتي بدأت بين النمسا وصربيا قتل ما يزيد عن العشرين مليون إنسان.

١١-و في الحرب العالمية الثانية اللتي بدأت باجتياح ألمانيا لبولندا قتل نحو خمسة و ثمانين مليون إنسان.

-و الحروب و المجازر الأوربية أكبر من أن تحصى في هذه المقالة، و كلها حروب و مجازر دموية مروعة يتم القتل و التعذيب فيها بوسائل رهيبة لا تخطر على بال، مثال ذلك:

- التمشيط بأمشاط الحديد، و استخدام النشر بالمنشار، و سحق العظام بآلات ضاغطة، و استخدام الأسياخ المحمية على النار، و تمزيق الأرجل، و فسخ الفك، كما استخدموا مقلاع الثدي لخلع أثداء النساء من جذورها، و التابوت الحديدي، و كرسي محاكم التفتيش اللذي يحتوي على مسامير في كل نقطة منه.

-و عندما خرج الأوربيون بقسوتهم هذه إلى العالم أحدثوا دمارا و خرابا هائلا للبشرية.

١-فعندما اتجهوا غربا إلى أمريكا مسحوا سكانها من على وجه الأرض مستخدمين أبشع الوسائل اللتي لا تخطر على عقل بشر.

-و من ذلك أنهم كانوا يقدمون مئات البطاطين الملوثة بجراثيم الجدري و السل و الكوليرا كهدايا للسكان الأصليين لتحصدهم دون أدنى جهد و قد قتلوا بذلك الملايين من السكان الأصليين خلال عقود قليلة.

-كما عملوا جوائز مالية لمن يأتي برأس أحد السكان الأصليين من الرجال أو النساء أو الأطفال مما جعل الصيادين ينتشرون في أرجاء القارة الأمريكية يجلبون الرؤوس بأعداد هائلة، ثم اقتصر الأمر على فروة الرأس ليسهل عليهم الحمل.

- و قد أصبح الكثير من الصيادين يفتخرون بأن أحذيتهم مصنوعة من جلود البشر.

- و قد تطور الأمر و أصبحت هناك حفلات للسلخ و التمثيل يحضرها كبار المسؤولين الأوربيين.

- فأبادوا أكثر من مئة مليون من السكان الأصليين في أمريكا، و النتيجة تغيير كامل لسكان أمريكا ليحل محلهم الأوربيون.

- فكل دول أمريكا الشمالية و الجنوبية اليوم يملكها الأوربيون بإثنياتهم المختلفة:

-فالبرازيليون هم برتغال و أسبان.

-و الأرجنتينيون هم أسبان و إيطاليون.

- و نجد أن معظم سكان أمريكا الجنوبية هم أسبان إضافة للإثنيات الأوربية الأخرى خاصة في تشيلي، الأورغواي، كولومبيا، فنزويلا، و غيرها.

٢-و عندما اتجه الأوربيون نحو إفريقيا حولوا (الرق) إلى تجارة مثل (تجارة الماشية)، فقد كانت الحكومات الأوروبية هي اللتي تحتكر تجارته، و تضع القواعد المنظمة لهذه التجارة، و كانت أسهم شركات تجارة العبيد هي الأعلى ربحا، و بعد تحرير تلك التجارة و السماح للشركات الخاصة بالعمل في هذا المجال أصبحت تلك الشركات تصدر كميات مهولة من الأفارقة إلى الدول الأوربية و مستعمراتها في كل أنحاء العالم.

-فالشركات الفرنسية لوحدها كانت ترسل ما لا يقل عن المئة ألف أفريقي سنويا إلى المناطق التابعة لفرنسا في أمريكا.

- أضف إلى ذلك الشركات الإسبانية و الإنجليزية و التجار الإيطاليين و الألمان و البرتغال و غيرهم، و يقدر عدد الأفارقة اللذين تم إرسالهم إلى الأميركتين بالملايين، و كل ذلك كان عملا مقبولا تصدر له الحكومات الأوربية التصاريح اللازمة و يستثمر فيه الشعب أمواله من خلال شرائه لأسهم هذه الشركات.

ما سبق هو ما فعله الأوربيون في أمريكا و إفريقيا.

٣-أما في آسيا فقد فعلوا شيئا عجيبا فقد كانت الحكومات الأوربية تتاجر في المخدرات !! فقد صدرت بريطانيا أول شحنة من المخدرات إلى الصين في العام 1781 و بعد أن بدأت مشاكل الإدمان تظهر على الشعب الصيني أصدر إمبراطور الصين أول مرسوم بتحريم استيراد المخدرات فأرسلت بريطانيا و فرنسا سفنهما و جنودهما إلى الصين لإجبارها على فتح أبوابها لتجارة المخدرات بالقوة .. و استطاعوا أن يهزموا الصين و دخلوا بكين و من ثم أجبروها على توقيع اتفاقية (تيان جين) في عام‏ 1858‏ بين الصين و الأوربيين ممثلين في كل من (بريطانيا و فرنسا‏ و الولايات المتحدة و روسيا) و في هذه الاتفاقية تم تحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها، كما تم إلزامها في هذه الاتفاقية بالسماح بنشر المسيحية في الصين، و كان من ثمار هذه الاتفاقية أن ارتفع عدد المدمنين في الصين من مليون عام 1850م ليصل إلى مليونين سنة 1878م، و استمر العمل بهذه الاتفاقية حتى العام 1911.

-إن ما سبق ذكره يمثل عرضا موجزا لطبيعة بشرية تأصلت فيها القسوة بأبشع صورها لم تنجح في تغييرها المدنية و التحضر، فاللذي يعف أن يفعله الإنسان الجاهل المتخلف يفعله الأوربي المتحضر

٤-ففي التاريخ المعاصر شهدنا مجازر البوسنة اللتي قتل فيها نحو 300 ألف مسلم و اغتصبت فيها نحو 60 ألف امرأة و طفلة مسلمة، و هجّر نحو مليون و نصف مسلم، و استمرت المجازر لنحو 4 سنوات هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجد بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر، و أحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية، و وضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، و عذبوهم و جوعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية.

و لعل أبشع ما حدث كان هو مجزرة (سربرنيتسا) الشهيرة اللتي حاصرها الصرب لمدة سنتين و لما لم يستطيعوا أن يدخلوها بالرغم من تجويعها طلبوا من أهلها تسليم أسلحتهم مقابل الأمان، و بعد أن سلموا أسلحتهم انقضوا عليهم و عزلوا الذكور عن الإناث، و جمعوا اثنا عشر ألفا من الذكور (صبياناً و رجالاً) فذبحوهم جميعاً طعنا بالسكاكين، و مثلوا بهم أبشع تمثيل، و ذلك في مرأى من القوات الهولندية المسؤولة من حماية المدينة.

٥-و من أبشع ما قام به الأوربيون قبل سنوات ما حدث في العراق من تعذيب بشع قامت به القوات الأمريكية (80% من الأمريكان في الأصل هم إنجليز و إيرلنديين و ألمان)، فقد تفجرت الفضيحة في العام 2004 فقد قاموا بعمليات قتل و اغتصاب و انتهاكات رهيبة في سجن أبو غريب، حيث تمت عمليات اغتصاب منظمة للنساء، و هتك لأعراض الرجال، إضافة إلى استخدام الكهرباء و الكلاب و كافة وسائل التعذيب، فقد مارس الجنود الأميركيون 13 طريقة في تعذيب السجناء العراقيين تبدأ من الصفع على الوجه و الضرب، و تنتهي بالاعتداء الجنسي، و اللواط، و ترك السجناء و السجينات عرايا لعدة أيام، و إجبار المعتقلين العرايا الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية، و الضغط على السجناء لإجبارهم على ممارسة أفعال جنسية شاذة و تصويرها بالفيديو .. كما كانوا يجبرون السجناء العرايا على التكدس فوق بعضهم البعض.

-لقد كانت ثمرة الحروب الأوربية خارج أوروبا أن أصبحوا (هم العالم)، و ذلك بامتلاكهم لمعظم الأراضي اليابسة في العالم، فهم اليوم يملكون أمريكا الشمالية و الجنوبية بعدما أبادوا سكانها الأصليين، و يملكون أستراليا بعد إبادة سكانها كذلك، و يملكون شمال قارة آسيا بكامله، حيث تمتد روسيا من شرق أوروبا لتلتقي مع أمريكا (ما لا يعرفه الناس أن المسافة بين أمريكا و روسيا أقل من أربع كيلومترات)

-فالإنجليز اللذين يحكمون بريطانيا يملكون 16 دولة أخرى، بالرغم من أنها مسجلة كدول ذات سيادة، و لكنها مع ذلك تقع تحت سيادة التاج البريطاني، و تسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية، أشهرها كندا و أستراليا و جامايكا.

-كما أن للفرنسيين أراضي شاسعة حول العالم تشكل ١٣ إقليما موزعة في قارات العالم المختلفة، و تسمى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية.

-و لك أن تعلم أن دولة صغيرة، و شعب صغير مثل الدنمارك أصبح يمتلك مناطق خارج أوروبا أكبر من دولته بعشرات المرات، مثل غرينلاند، و جزر الفاو.

-و بذلك أصبح الأوربيون يملكون مساحات هائلة تفوق حاجتهم بأضعاف كثيرة، معظمها من أغنى المناطق في العالم، و بذلك فهم يمتلكون كميات مهولة من الثروات اللتي لا تنضب، و حققوا مقدارا من الرفاهية غير مسبوق على مدار التاريخ؛ بسيطرتهم على العالم.

-و ما زالوا يعملون على إكمال سيطرتهم على العالم، من خلال إنشائهم لأكبر حزب سياسي لا ديني في العالم: (منظمة البناؤون الأحرار) اللتي ينتمي إليها الكثير من قادة دول العالم، و كبار رجال المال و الأعمال، و الإعلام فيه.

-كل هذا الانتشار الرهيب نتج عنه استلاب كامل لعقولنا، فعندما ينظر أحدنا للناس في أوروبا أو أمريكا أو آسيا أو أستراليا، و يجدهم يلبسون نفس اللبس، و يأكلون نفس الأكل، و يلعبون نفس اللعبة: يظن أن عليه أن يفعل مثلهم؛ باعتبار أن هذا ما يفعله كل العالم، و لا يعلم أنهم (نفس الناس) اللذين يحملون نفس الثقافة في كل هذه القارات.

-فأصبحت عقولنا أسيرة لهم، نجري خلفهم، و نحتمي بهم من بعضهم، هم يستغلوننا عندما يتنافسون فيما بينهم، أو تختلف وجهات نظرهم في قضايا تخصهم، فيضغطون على بعضهم بدعم هذا أو ذاك.

-فنحن في أمس الحاجة لأن نحرر عقولنا اللتي أصبحت لا تسمع و لا تبصر إلا ما يرونه، و هذا هو التحرير اللذي نعنيه في هذه المقالة، تحريرا لا يشبه تحريرهم اللذي يقوم على الإبادة الجماعية، و سحق الآخر و استئصاله، فنحن نتبع لدين كرم الإنسان و رفع من قدره، دين جعل تحرير العبيد عبادة، و في الحرب منع قتل النساء و الأطفال، و أوجب حسن معاملة الأسير: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا), دين كان رسوله يقول لأصحابه في الحرب: ( انطلقوا باسم الله، لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة ....), و يقول: (استوصوا بالأسارى خيرا)

*-فهلا حرَّرنا عقولَنا وأفكارنا من سيطرة الأوربيين؛ لننشر رسالتنا: رسالة الخير والسلام.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري