إن  الصمت الدولي الأممي شجع العدو على نسف القانون الدولي الإنساني
مقالات
إن الصمت الدولي الأممي شجع العدو على نسف القانون الدولي الإنساني
عدنان علامه
27 تشرين الأول 2024 , 23:27 م



عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

إن صمت مجلس الأمن والدول السبع والأمم المتحدة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على خرق   إسرائيل لكافة مواد القانون الدولي الإنساني شجعها على إستباحة دماء الأشخاص والأعيان المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني.

فدمرت إسرائيل كل البنى التحتية والمدارس والمستشفيات وكل ما  يمت للحياة بِصِلة في غزَّة  ورفح. واستمر تدمير المنازل في غزة ورفح  طيلة 50  اسبوعًا وبدأ نتنياهو العدوان على لبنان بعد فشله في تحقيق أهدافه في القضاء على حماس وإستعادة الأسرى.    فأمر  إرتكاب أكبر َمجزرة في التاريخ بتفجير إجهزة النداء (البيجرز)  وأجهزة اللاسلكي، ثم تابع جرائمه بإغتيال القادة وكانت قمة جرائمه إغتيال سماحة السيد نصر الله بأستعمال حوالي 40 طن والبعض قدَّرها ب 80 طن من المتفجرات. 
فبدأ العدو بالتدمير َالممنهج للأعيان المدنية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية تحت ذريعة إنها مراكز تابعة لحزب الله. 

وبدأ أمس نتنياهو بتطبيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها في غزة في لبنان. فبدأ بالمستشفيات واليوم بالمستشفيات ومدرسة تابعة للأنروا في لبنان.  

فأدعى ادرعي الإسبوع  الماضي بوجود أنفاق ومراكز لتخزين الأموال والذهب في مخازن  خاصة تحت الأرض في مستشفى الساحل. كما أدعى يوجود نفق تحت سنتر الساحل المجاور للمستشفى ولا علاقة لمستشفى الساحل بالمركز التجاري من قريب أو بعيد. وقد نفى الصحفيون إدعاءات أدرعي في المستشفى والمركز التجاري. 

  ولا بد من دحض أكاذيب ادرعي  وشرح بعض المعلومات التي لا يعرفها :-
1- إن أية عملية بناء تتم تحت إشراف ومراقبة  التنظيم المدني؛ وكون المبنى مصممًا ليكون َمستشفى فالرقابة تكون مشددة. 

2-فمن ناحية منطقية  من يريد  أن يضع الأموال بالملايين فيجب عليه أن يضعها في ملكه. ويدّعي أدرعي انه متفقه بالدين؛ فلا يجوز  استعمال أرض الغير بالقوة. 
ولا بد من تذكير أدرعي بأنه حين تم البدء  ببناء المستشفى كان لا يزال أدرعي يستعمل الحفاضات وزجاجات الحليب. 

فمستشفى الساحل كما كل مستشفيات لبنان هي من الآعيان المحمية بموجب القانون  الدولي الإنساني. 

ولكن العدو إستهدف خلال أواخر الأسبوع الماضي والحالي  محيط مستشفی بهمن واستهدف أمس مستشفى البرج بشكل َمباشر. 

واستهدف العدو اليوم ولأول مرة  مدرسة تابعة للأونروا، وهي مدرسة "فلسطين" في بلدة البرج الشماليّ بمدينة صور جنوب لبنان، مما أدى  استشهاد 5 لبنانيين نازحين جراء القصف الصهيوني من مسيّرة   خلال تجمعهم في ساحة المدرسة. 

ولا بد من الإشارة أن العدو إستهدف منذ أواخر الشهر الماضي الأعيان المدنية وعدة مساجد وكنيسة على كافة الأراضي اللبنانية.   
  
وهذا النص الرسمي للأشخاص والأعيان المحميين بموجب القانون الدولى الإنساني:-
  
"… ويحظر على أطراف النـزاع استهداف المدنيين ويطلب منها اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب الهجمات التي تسفر عن إصابات في صفوف المدنيين. ويطلب منها أيضا تجنب اتخاذ تدابير دفاعية تعرض المدنيين للخطر. ولا يجوز استخدام المدنيين كدروع واقية أو إجبارهم على النـزوح. ويمنع شن هجمات لا داعي لها تستهدف سبل كسب العيش مثل المزارع والسكن ووسائل النقل والمرافق الصحية."

"ويشير القانون الدولي الإنساني أيضا إلى مجموعات محددة من المدنيين، مثل النساء، تتمتع بالحماية من الاعتداء الجنسي، والأطفال الذين يجب على المقاتلين مراعاة احتياجاتهم الخاصة.
وتسبب التمييز بين المدنيين المسالمين وأولئك الذين يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية في بعض المشاكل في بعض الحالات. وهذا أحد مجالات القانون الدولي الإنساني العديدة التي تعمل فيها اللجنة الدولية مع خبراء لجلب مزيد من الوضوح، وبالتالي مزيد من الاحترام للقواعد.
ويحمي القانون الدولي الإنساني اللاجئين والنازحين والأشخاص المفقودين نتيجة نـزاع مسلح".

" كما يحمي العاملين في المنظمات الإنسانية مثل موظفي اللجنة الدولية وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتستفيد هذه المنظمات أيضا من استخدام الشارات الحمائية التي تعترف بها اتفاقيات جنيف والمتمثلة في الصليب الأحمر والهلال الأحمر والكريستالة (البلورة) الحمرا".

لذا على الحكومة اللبنانية وعلى وجه السرعة إجراء الإتصالات على أعلى المستويات وخاصة مع أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة وباقي الدول السبع الكبرى لتحييد المستشفيات والمدارس؛ لأنه يبدو أن نتنياهو قرر  تطبيق  نسخة غزة في لبنان (سياسة الأرض المحروقة) وهذا أول الغيث. 

وإن غدًا لناظره قريب

27 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 

وإن عداً لناظره قريب
المصدر: موقع إضاءات الإخباري