كتب الأستاذ حليم خاتون: 

تتوالى الأيام...

مع كل فجر يطوى ليلاً...

مع كل مقالة تطبع في بيروت وفي العالم...

مع كل ضيف يخرج على الشاشات...

كل يوم؛ كل ساعة؛ كل دقيقة؛ بل كل ثانية ومع كل كلمة تكتب أو تسمع، تظهر حقائق جديدة...

لم يعد أحد في لبنان خارج قفص الاتهام...

اختفت آخر اوراق التين وكشفت العورات...

رؤساء المقامات الدينية وكل من تحتهم...

رؤساء الجمهورية... رؤساء البرلمان... رؤساء الحكومات... الوزراء... النواب... القضاة... الضباط... كل القطاع العام... كل القطاع الخاص...

كل أصحاب المصارف...

كل المساهمين...

كل المدراء، الكبار منهم، والصغار...

بل حتى كل الموظفين...

الكل متهم بامتصاص دماء من قضى العمر في الشقاء والعمل...

كل دابة على قدمين، بل كل دابة على أربعة في هذا البلد اللعين... الكل متهمون...

لم يبق أي ستر مغطى...

سقطت الأخلاق... سقطت كل الأخلاق...

سقط الشرف...

سقط حتى الدين...

سقطت القداسة...

عذراً...

بعد عدة سنوات من القهر، أطاحت جلطة بالسيد ها... الح... الذي عاد إلى لبنان من الاغتراب قبل سنوات، وهو يؤمن بأن عمل عشرات السنين في الحر وتحت الشمس الحارقة، قد أتاح له شيخوخة محترمة، فإذا هو مضطر للوقوف ساعات وأيام لكي يحصل على ٤٠٠ دولار في الشهر، من مال جناه وجمعه طيلة سنين، ثم أودعه في وكر اللصوص في لبنان...

خطف الموت بعد الحسرة رجلاً مؤمناً لم يؤذ نملة في حياة قضاها في الغربة...

ظن أنه سوف يترك ما يكفي لعائلته، فإذا بهم يعرضون كل الأملاك للبيع حتى وصل الأمر إلى بيع قطع من العفش فقط كي لا يموتوا من الجوع والمرض...

أمس على الجديد، سىرد الصحافيان جان عزيز وحسين ايوب مع جورج صليبي نفس مسلسل الرئاسة والحاكم ونواب الحاكم...

انها نفس الاسطوانة...

حتى الجديد عن المسؤولين من اللصوص الذين اخذوا أموال المودعين ليشتروا بها املاكا، لم يكن جديدا على الإطلاق...

هل من ضمير عند هؤلاء؟

كيف يمكن محاكمة عصابة متكاملة من رؤساء ووزراء ونواب وقضاة وضباط شرطة وجيش...

لم يعد فيلم العراب جدير بالاوسكار...

لم يعد آل كاپوني اهم رجال المافيا...

حتى بابلو اسكوبار "طلع طاهرا قديسا" أمام كلاب بلادي الذين نهشوا لحمنا والتهموا عظامنا...

الكل يرمي كرة الاتهام على الآخرين...

التيار يتهم بري...

بري يلعب بالارانب...

ميقاتي على اللائحة...

جنبلاط...

حتى جعجع الذي خرج يقفل الطرقات في ١٧ تشرين، " "طلع مهرب ١٩ مليون دولارا إلى الخارج...

أما القاضي المجهول باقي الهوية، طلع ذكي جدا... قرط فقط...

كلهم لصوص يا صاحبي...

حليم خاتون