كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "زَمَن الهزائم قَد وَلَّىَ وزَمَن الإستعباد دثرناه.
د. إسماعيل النجار
25 تموز 2023 , 05:27 ص


لأنَّ الإمامَ الحُسينَ عليه السلام نَفَخَ فينا رُوحَهُ الثوريةَ انفجرت فينا مقاومة، وشَدَّدنا قبضاتِنا على بنادقنا التي لطالما رفعناها هاتفين: هيهات مِنَّا الذِلَّة.

عاشوراءُ ضَخَّت في شرايينِ الاسلامِ الحقيقيِّ الحياةَ، بعد أن حاولَوا إطفاءَ نورِه، وتابعنا العطاءَ، فرغم التنكيل والظلم والقمع بقينا نرفعُ راياتِنا السوداءَ مُنَدِّدينَ بجريمة العصر وكلِّ العصور، التي ارتكبها يزيدُ اللعينُ بحق نبيينا وحبيبنا مُحَمَّدٍ عليه أفضل الصلاة والسلام؛ وعبر قتلِهِ لسِبطِهِ وريحانتِهِ، سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين المعصوم المظلوم،ابن علي بن أبي طالب وابن ههفاطمة الزهراء،

على مَر العصور، ورغم تنكيل أبناء الطلقاء بآلِ بيت محمدٍ وأتباعهم ومحبيهم؛ بَدءاً من بَني أُمَيَّةَ،مروراً بالُّلعَناءٍ بني العباس، وصولاً إلى أتباعِ ابْنِ تَيمِيَّة،ولا نزال نهتفُ،وبأعلى الأصوات لبيكَ يا حسين.

بفضل ِ إحياءِ عاشوراءَ بقيَ الإسلامُ حَياً لَم يَمُت.

كيفَ لا؟!، والحسينُ عليه السلامُ قُتِلَ لِيَحيا دينُ جَدِّهِ، عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلام،أليسَ هو مَن قال: إن كانَ دينُ مُحمّدٍ لَا يَستَقِيمُ بغيرِ قتلي، يا سيوف خُذِيني؟

الدَّمُ الحُسَيْنِيُّ الحارُّ يسري في عروق مُحِبي الإمامِ الشهيد، الفكر الحسينيّ الوهَّاج مُتَغَلغِلٌ في رؤوس هؤلاء الشباب،

والشجاعةُ الحيدريةُ الحسينيةُ هيَ أُولى صِفاتِ مَن رفعوا الراياتِ الحسينيةِ، وصاحوا: لبَيك يا حُسين؛ وقالوا لن تُسبَىَ زينبُ مَرَّتَين،

وكلُّنا عبّاسُك يا زينب.

إنَّ فِئَةً من الهُداةِ تضُخُّ روحَ الثورةِ والتضحيةِ والتّصَدِّي لِلظُّلمِ في شرايينِ الشبابِ المسلمِ، من أتباع ِ آل ِ البيتِ عليهِمُ السلام،

ضَحَّوْا بأنفسهم، كما جدِّهِمُ الحسين ِسلام الله عليه، وجعلوا من استِشهادِهِم منارةً تضيءُ دروبَ المجاهدينَ، ويستنير بهاغافلون، فيهتدون،

منذ شهداءِ الإسلامِ السِّتَّةِ،عُلَمائِنا العِظام، إلى السيد محمد باقر الصدر، وبنت الهدى، والإمام موسى الصدر، وكثيرين نذروا أنفسَهُم خُدامَ هدايةٍ على طريق ِ الإمامِ الحسين،ِ حتى اليوم.

تحمَّلْنا الصِّعابَ والموتَ،قتلاً وتسميماً.عانينا ما عانيناهُ مِنْ ظُلُماتِ السُّجون ِ،حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من قوَّةٍ وعِزَّةٍ وكرامةٍ واقتدار.

إن أُمَّةً وَلَدَتْ عماد مُغنية، وراغب حرب، وعباس الموسوي، وهادي نصرالله، وخليل جرادي، ومحمد سعد، وبلال فحص، لا لَنْ تركعَ إلّا لله.

أخيراً، انتفضَ الماردُ من تحتِ رمادِ الموتِ والضِّيق ِ والحِصار، وقطعنا ألسن المضلًِلينَ والمزَوِّرينَ، حتى بِتْنا نرى، وبِأُمِّاتِ أَعْيُنِنا، راياتِ الحُسينِ في كل مكان، وشباناً يلطمونَ الصُّد ورّلِأجلِهِ في غزّةَ والضِّفَّةِ و في كُلِّ مواقع ِالجهاد.

ختاماً، في عاشوراءَ نُجَدِّدُ العَهْدَ والبَيْعَةَ لِابْن ِ فاطمةَ الزهراءِ، وإنّّنا لِوَلَدِهِ الحُجَةِ (عجّل اللهُ فرجه) إنّنا لَمُنتظِرون.

بيروت 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري