كتب الأستاذ حليم خاتون:
كان يمكن لفادي بجاني أن يسقط مع ال ٧٠٠ قواتي من جماعة إيلي حبيقة الذين قامت قوات سمير جعجع بتصفيتهم ورميهم في البحر رداً على الإتفاق الثلاثي الذي يقول الدكتور جورج حرب إنه كان أفضل ألف مرة بالنسبة للمسيحيين من اتفاق الطائف بالنسبة لتوزيع الصلاحيات بين الطوائف...
كان بجاني عضوا في حزب وعد مع إيلي حبيقة...
ربما كان فادي بجاني ليسقط في حرب الإلغاء بين قوات سمير جعجع وقيادة الجيش يومها بقيادة الجنرال ميشال عون، حيث أن فادي بجاني كان قريبا من التيار العوني...
لكن شاءت وسائل الفتنة العربية الممتدة من السعودية إلى مصر مروراً بممالك وإمارات موز في الخليج أن تضرم النار على كوع الكحالة...
سمع بعض الصبية، ومجموعة من الاغبياء ممن يتلقى التعليمات من قناة الحدث السعودية أن شاحنة تتبع لحزب الله "تهرب!" سلاحاً عبر الكحالة قد انقلبت وتعطلت...
هرع هؤلاء العملاء، والعمالة في لبنان وجهة نظر؛ هرع هؤلاء يرمون الشاحنة بالحجارة ويعتدون على السائق بالضرب كما ظهر في كل الكاميرات، ويحاولون الاستيلاء على الشاحنة ونهب حمولتها...
معظم هؤلاء إما لصوص ميليشياوية من كتائب سامي الجميل أو قوات سمير جعجع أو رعاع موجودون في كل المجتمعات...
هم يعرفون، كما أسيادهم من عملاء اميركا واسرائيل، أن سلاح حزب الله سلاح شرعي بالكامل، وبموجب مراسيم حكومية...
هم يعرفون أن حزب الله الذي يضم أكثر من مئة ألف مقاتل، ويملك أكثر من مئة وخمسين ألف صاروخ، بينها مئات من الصواريخ الدقيقة التي تقض مضاجع اسرائيل وأميركا، يملك أيضاً، ويحتاج إلى عشرات وربما مئات الشاحنات التي تتنقل يوميا داخل لبنان لوجيستيا وفقاً لخارطة الصراع مع العدو الصهيوني...
لكن مجموعة العملاء وأسيادهم ممن شارك في الحرب الكونية على سوريا، وساهم بتدمير العراق، وعمل على تدمير اليمن، لم ينس هؤلاء طعم الهزيمة التي ألحقها بهم وباسيادهم من دول حلف الأطلسي حزب الله اللبناني بالتحالف مع الجيش العربي السوري والقوى الرديفة...
لا تزال مرارة الهزيمة تحت ألسنة اولئك الاوغاد يتحينون الفرص للانتقام...
سامي الجميل وسمير جعجع وصبيانهم أجبن من أن يقاتلوا حزب الله...
لكن في أيديهم سلاح فتاك...
هو سلاح الفتنة الطائفية وتصوير الأمور وكأن حزب الله يجتاح المناطق المسيحية...
من قرا عناوين الأبواق العربية الصهيونية، يرى كيف كان التركيز على إشعال فتنة بين حزب الله والمسيحيين...
المخابرات السعودية التي هربت من بيروت كما الارانب في السابع من أيار ٢٠٠٨، أرادت الانتقام، لكن بدماء المسيحيين...
للأسف، وقع فادي بجاني في حبائل هؤلاء...
وقع فادي في حبائل العصبية المناطقية، والتحريض الرخيص...
تناول سلاحه وأطلق الرصاص الذي أصاب الشهيد احمد علي قصاص إصابات قاتلة...
اضطر رفاق أحمد الذين وصلوا لحماية حمولة الشاحنة إلى الرد على النار بالنار... فسقط فادي بجاني في الموقع الغلط، في المعركة الغلط...
ابتسم جعجع مرة أخرى...
وكذلك سامي الجميل...
الاضحية التي استعملها فريق القوات/ الكتائب لبث سم الفتنة هو من الفريق الخصم لهم...
كما مصاصي الدماء، هرع أهل الفتنة من القوات والكتائب، ومعهم ناجي حايك طبعاً، يبثون السموم في الناس...
يحرضون على من دافع عن اعراض المسيحيين كما المسلمين في سوريا ولبنان في مواجهة جحافل داعش والنصرة وغيرهم ممن جندهم الوهابيون في الخليج ومصر وشمال إفريقيا..
نسي سامي الجميل وسمير جعجع أن حزب الله هزم حلف الأطلسي الذي كان جند أكثر من مئة ألف إرهابي في سوريا...
حزب الله هذا الذي ساعد العراقيين على إلحاق هزيمة ساحقة بالأميركيين الذين هربوا من العراق قبل أن يعودوا بفضل الانتهازيين من الفرق العراقية المتخاصمة التي تسعى إلى كسب الغنائم كما المسلمين في موقعة أُحُد...
حزب الله هذا، قادر على هزيمتهم حتى لو جاؤوا مرة أخرى على دبابة اسرائيلية...
لم نعد في حزيران سنة ٨٢...
هذه المرة، لن تغلط المقاومة...
هذه المرة ستكون النتيجة تغيير خارطة الشرق الاوسط ونهاية ليس فقط إسرائيل، بل سحق كل الكلاب الذين يمشون معها...
قد أعذر، من أنذر... وإن لناظره قريب...
حليم خاتون