كتب الأستاذ ابراهيم سكيكي:
لبنان بلد الشهامة والعنفوان، وقد يكون من أكثر البلدان العربية تحصُّناً مِنَ الِاعتداءاتِ، ومخاطِرِ العدوانِ الخارجيّ، خاصةًّ من الكِيانِ الصهيونيِّ الذي مُنذُ أُنشِئَ، وهو يُمارسُ الحربَ والعدوانَ والمجازرَ بِحَقِّ الشعبِ اللبنانيّ والشعبِ الفلسطينيّ، و الشعبِ السوريّ وغيره، إلى أنْ أصبحَت عِندَنا مقاومةٌ تحميهِ، مِنْ كُلِّ هذا، بعد أنْ قَدَّمَتْ هٰذِهِ المقاومةُ آلافاً مِنْ خيرةِ شبابِها، بين شهيدٍ وجريح، وغالبِيَّتُهم ينتمونَ إلى طائفةٍ معينة، عِلماً بِأنَّها لا تتكلمُ إلاّ الُّلغةَ الوطنية، وتُدافِعُ عنْ كلِّ لبنانَ بجميع طوائفِه، وعندَ حدوثِ أي حادثة، كما حدث في بلدةِ الكحالة، عند اِنقِلابِ شاحِنَةِأسلحةٍ تعودُ لِلمقاومة، والهجومِ الغَوغائِيِّ عليها، وسقوطِ شهيدٍ من خيرةِ مجاهدِيها ، تخرُجُ بعضُ الأحزابِ المسيحيةِ التي،ومُنذُ نَشْأتِها، تلقّتِ التدريبَ والتسليحَ، مِنَ الكِيانِ الصهيونيّ، والمحاربة لبقيةِ الطوائف اللبنانية، وبين الحين والآخر، تخرج أصواتٌ من هذا المُناخ وتُطالِبُ بالحمايةِ من إسرائيلَ العاجزةِ عن حمايةِنفسِها،
ويجاريها للأسف بعضُ حَدِيثي النّعمةِ والتمثيل ِ النيابي، تتناغمُ معهُم في العِداءِ لِلمُقاومة، عِلماً بأنه خرجتْ أصواتٌ عاقلةٌ موضعُ تقديرٍ، منها الرئيسُ العماد ميشال عون.
وتحية خاصة للسيدة المسيحية في فرنسا التي ذهبت للكنيسة، وأضاءت شمعةً لروح الشهيد أحمدقصاص.
بعد أن تصالحَ اللبنانيون لإنهاء الحرب الأهلية، وأنُّجِزَ اِتِّفاقُ الطائف، أُعطِيَ للشعبِ اللبنانيِّ الحقَّ في المقاومةِ، لتحريرِ أرضِهِ وحمايتِها، والدفاع ِعنها.
واستمرَّ هذا الكِيانُ الصِّهيونيُّ بالعدوان ِ على لبنانَ بعدَ اِتِّفاقِ الطائف، عدوان 93، و96، والعدوان الكبير والتدميري 2006،لكن بِلُطفِ اللهِ صمدتِ المقاومةُ، وانتصرت نصراً مُكلِفاً، ويستمرُّ هذا الكيانُ بتهديدِ لبنانَ، والعودةِ به إلى العصرِ الحجريّ، ولولا هذه المقاومةُ لكانَ لبنانُ في خبر كان.
ترسّخت بعدها المعادلةُ الذهبيةُ: جيش وشعب ومقاومة، وفي البيان ِ الوزاريِّ لِكُلِّ الحكومات التي تُشكَّل. وهنا نسألُ: ألا يُعتبَرُ
الخروجُ على هذا البيان ِ الوِزاريِّ والحكوميِّ خيانةً للبنان، وخصوصاً عندما نسمعُ تصريحاتٍ، حتى نيابيةً وحزبيةً وغيرَها تُشْهِرُ العِداءَ للمقاومة؟
وهل الخائنُ يحقُّ له أنْ يترشّحَ ليكونَ نائباً عن لبنان، أو يشارك هو أو حزبُه في الحكومة؟
هذا السؤال برسم القضاءِ والقوانين ِ اللبنانيةِ فعلاً إنّها جوقة..... في بلد الشهامة والعنفوان. عاش لبنان في ذكرى اِنتصاره.
14/ 8/ 2023