لأنَّ الِانعزاليين، يعلمون أنّ المقاومة، لن تُسيءَ إلى أيِّ مواطن ٍ لبناني، لأنّها لا تعتبر اللبنانيين أعداء، تراهم يُصَعِّدون من دون وَعيٍ، ولا إدراكٍ سياسي، بأنَّ إحياءَ التطرُّفِ والِانعزالية، ومحاولةَ إعادةِ عقاربِ الساعةِ إلى الوراء، ربما تكونُ السببَ في إعادةِ فريق ِ المقاومةِ لِحساباتهِ السياسية، حفاظاً على لبنان،ومن أجل ِ ضبطِ مستوَى صوتِ المعارضةِ العالي.
أنا كمراقبٍ أنصحُ الفريقَ الآخر َ أن لا يعتمِدوا صبرَ حزب الله وهدوءه، ويتخذونه كأجِندةِ عمل ٍ لهم، ويقومون بالتصعيدِ العشوائيّ كُلٌ من مِنبَرِهِ،من دون الأخذِ بعينِ الِاعتبار اليَدَ الممدودةَ مِنْهُ، وحجمَ التسامُح ِ الذي أكرَمَهُم بهِ.
كما أنصحهم أيضاً، أنْ يَعُوا بأنّ المقاومةَ في حالةِ حربٍ معَ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ الطامعةِ بثرواتنا النّفطية، وإسرائيل الطامعةِ بأرضنا وثرواتنا.
لذلك عليهِمُ الحذرَ من طرْح ِ مواقِفَ قد تكونُ متقاطعةً مع مصالح ِ الأعداء، لِأنَّ ذلك لن يكونَ في مصلحتِهم.
أمريكا لا تهتمُّ، لا للمسيحيين، ولا للمسلمين، أبَقَوا أم رحلوا، إنما تهتَمُّ لمصالحِها، لذلكَ هي تعتبرُهُم أدواتٍ تنفيذيةٍ، في مشروعِها الكبيرِ الذي يقفُ لهُ الحزبُ وفريقُه بِالمِرْصاد،ويُرِيدُ ضربُهُ بقوة.
من هنا تأتي النصيحة، لكي تعوا جيداً ما يُخطَّط لنا ولكم وللبنان قبلَ فواتِ الأوان.
ولِلَّذينَ يُهَدِّدونَ بحمل ِالسلاح ِ، لمواجهةِ ما يُسمونَهُ مشروعَ حزبِ الله، رافضينَ التعايُشَ مع سلاحِهِ المدافِع ِعن لبنان، فإنَّ بيئَةَ هذا الحزبِ ترُدُّ عليهم: بأنَّنا نحن أيضاً نرفضُ العيشَ، أو التعايشَ معَ أمريكا ومشروعِها وزبانِيَتِها، وعندما تريدونَ نريد، وإنْ فعلتُمْ فَعَلْنا، فلا تهددونا.
نحن ندعوكم بمحبة: تعالوا إلى كلمةٍ سَوَاءٍ بيننا وبينكم، فلنتحاوَرْ لأنَّ واشنطُن تريدُ أمنَ إسرائيل،وفقط أمنَ إسرائيل، وستكونون وقودَ هذه الحربِ إذا ما اشتعلت.
ما يؤكد صِحَةَ ما نقول، أنَّكم، وأمريكا من خلفِكم، لم تستطيعوا خلالَ سنةٍ على انتهاءِ ولايةِ الرئيس عون، ولم تفلحوا في إيصال مرشحِكم إلى قصرِ بعبدا،ولن تفلحوا حتى نهايةِ ولاية هذا المجلس.
أمريكا لا تريد حرباً مع محوَرِ المقاومة، وإسرائيلُ غير جاهزة، والعربُ مُقَيَّدون،
ولبنانُ مُهمَّشٌ دَوْلِياً،
وفرنسا لن تغفرَ لكم كسرَ شوكتِها في لبنان، وأنتم المحسوبون عليها، والسعوديةُ لن تدومَ نعمتُها عليكم، لأنها يوماً ما ستعود إلى دار الفتوى، البيت اللبناني السُّنِّي الأصلي بالنسبةِ لها؛ وبكركي بالنسبةِ لِلرِّياضِ هي ثوبٌ مُستعار، ستُلقِيهِ عن أكتافِها عاجلاً أم آجلاً.
حزبُ اللهِ وفريقُهُ يستطيعونَ تسييرَ الأمورِ في البلدِ كما هو اليوم، ولَدَيْهِمُ القُدرةُ على تحريكِ جسدٍ بِلا رأس، مما يعني أنَّ موقعَ الرئاسةِ المارونيةِ أصبحَ غيرَ مُهِمٍّ، وقد ينسحبُ الأمرُ على باقي المناصبِ الأُخرى في الدولة، إذا ما استمرَّ العِناد.
لذلك نحنُ نُوَجِّهُ نداءً للموارنةِ جميعاً، لكي يَفْقَهوا ما يَحْصُل، ويبتعدوا عن ساسَتِهِم المتطرفينً الِانعزاليين، لأنهم يُتاجرونَ بِهم، بِلا شكٍ ولارَيب،حتى لايفوتَهُمُ القطارُ يومَ لا ينفعُ الندم.
بيروت في...
5/9/2023