كتب الشيخ موفّق أبوغنّام:
أعلن الشيخ حكمت الهجري شيخُ عقلِ طائفةِ الموَحّدينَ الدروزِ في سورية، الجهادَ ضِدَّ إيران وحزبِ الله في السويداء، أي إنّهُ أعلنَ الجهادَ ضِدَّ مَنْ ليس موجوداً أصلاًعلى أرض السويداء ..
موفَّقٌ شيخ حكمت على جهودِك!!
ونُحِبُّ أن نسألَكَ سؤالاً حَيَّرَنا كثيرا: ألا تعلمُ يا شيخ حكمت، أنَّكَ عندما تُعلِنُ الجهادَ ضدَّ حزبِ الله، يعني أنّك وضعتَ الدروزَ في خندقِ اليهودِ الصهاينةِ، ضِدَّ المقاومةِ وأهلِها وتُهينُ تضحياتِها وشهداءَها؟
ولماذا تُريدُ أنْ تَصْبَغَ الدروزَ بهذهِ الصِّبْغَة، وما هو الثمن، ولِمَ شحنُ الدروزِ ضِدَّ المقاومة،وخلقُ ثقافةٍ معاديةٍ للشيعةِ وحِزبِ اللهِ وإيران، وما الفائدةُ من كلِّ ذلك؟!
أليس هذا مطلبَ اليهودِ الصهاينة؟
لماذا لم تُعْلِنِ الجهادَ عندما وصَلَتْ جبهةُ النصرةِ إلى مطارِ الثعلة، وكادت تجتاحُ السويداءَ، بالتواطؤِ معَ مَنْ تَعْتَبِرُهُمُ اليومَ "حراكاً سلمياً"، والمُخّطَّطُ كان يقضي حَرْقَ المراجعَ الإداريةَ داخلَ مبنى المحافظة، من سجلاتِ قيدٍ ومُلكِيّاتِ أراضٍ ومعاملاتٍ رسميةٍ تعود للمواطنين.
ولماذا لم تُعلن ِ الجهادَ ضِدَّ قاعدةِ التَّنفِ التي تُؤْوِي قَتَلَةَ أهلِنا شرقَ السويداء، والذين ذَبحوا أطفالَ الدروزِ ونساءَهم وشيوخَهُم، في مجزرةٍ رهيبةٍلم تشهدْها الطائفة.
ولماذا لم تُعلن ِالجهادَ ضِدَّ الجولانيّ في إدلب، الذي صادرَ أملاكَ الدروزِ، واليوم يطالبُهُم بتزويج ِ بناتهم "للمجاهدين"، وجرَفَ كُلَّ أماكِن ِعبادتِهِم منْ خَلْواتٍ ومَقامات، وحَوَّلَها إلى مقرَّاتٍ عسكرية.
ولماذا لم تُعلن ِ الجهادَ ياشيخ حكمت، ضِدَّ الأمريكيينَ في شرقِ الفراتِ، الذين ينهبونَ النفطَ والقمحَ والقُطنَ والغاز، ويحرمونَ الشعبَ السوريَّ من حُقوقِهِ وثرواتِهِ التي هي مُلْكُهُ ويَنْهَبُها الأمريكانُ الأشرار وأتباعُهُم.
ولماذا ياشيخُ حكمت لم تعلن ِالجهادَ ضِدَّ أمريكا وحصارِها الظالمِ عَبْرَقيصر وغيرِهِ من القرارات الأمريكية، وتخُضِ الجهادَ الحقيقيّ، كما فعل سلطانُ الأطرش،بِوِقفَتِهِ المشرفةِ ضدَّ الِاحتلال ِ الفرنسِيّ.
لماذا لم تْعلنِ الجهادَ ضِدَّ اليهودِ الذين صادروا أراضيَ الجولانِيينَ، لِبِناءِ شبكةِ مراوحَ ستُدمِّرُ اِقتِصادَهُم وتهجرهم، وغريبٌ كيف بكبسةِ زِرٍّ توقفَ الحديثُ عن المراوح، لِأنَّ مواصلةَ العمل ِ يعني ثورةً ضِدَّ اليهودِ الصهاينة، وهم أصدقاءُ (مُفترَضون) والمطلوبُ تجميدُ المشروعِ راهناً، لِأنَّ هُناك ما هو أهَمُّ،أي إطلاقُ حِراكٍ ضِدَّ النظامِ في سورية، بتوجيهٍ وتحريضٍ ودعمٍ ماديٍّ من غرفةِ المُوك في الأُردن .
لا نعلم لماذا أحرقت كل المراكب ياشيخ حكمت برفع السقف لهذا المستوى .هل لان الحراك تراجع وظهر كحالة فولكلورية لا قيمة معنوية ولا حاضنة شعبية لها فكان قرارك بالجهاد ضد ايران وحزب الله كشعار جاذب للمحتل الأجنبي وما شأن ايران في السويداء واين تتواجد واين هي مواقعها واين مقرات ومواقع حزبالله .
اسمعوا وعوا يادروز لبنان وسوريا وفلسطين: إنَّ موفق طريف، وشبكة علاقاته في الأردن ولبنان وسوريا سيأخذون الدروز إلى التهلكة، ومشروع الاتحاد الفدرالي الذي أقنعوكَ بهِ ياشيخ حكمت، إضافةً لدرعا والقنيطرة مع الأردن،أو الاستقلال الذاتي لأنّ هناك من هَمَسَ لكَ في لبنان: إنَّ سورية ذاهبة للتقسيم. وهذا دونه نهر من الدماء، في ذمة من يحرِّضُ لِمِثلِ هذا المشروعِ الِانتحاريّ
.
وما هو مستغربٌ وغير مفهوم،هو العبثُ والتَّهَوُّرُ بإطلاقِ الجهادِ ضد إيرانَ، والمنطقةُ بِرُمَّتِها تتصالحُ معَ إيران، وتمدُّ الخيوطَ معها، من عربٍ ومسلمين.
هُناكَ مَنْ أوحى لكَ، من لبنانَ وفلسطينَ المحتلةِ، أنَّك ستكونُ حاكمَ السويداءِ المستقلةِ عن سوريّةَ المُلتَحِقَةِ بالأردن، والمحميةِ من إسرائيلَ ومن مِظَلَّةِ حِمايةٍ دولية.
والغريبُ أمرُ ذاكَ الشيخِ المزروع ِفي الأُممِ المتحدةِ كسفيرٍ، ومَنْ كَلّفَهُ بهذِهِ المهامِ الخاصةِ بالدوَل ِ وليس بالجماعاتِ الطائفية؟
◦ لقد اِطْمَأنَّ مَنْ أوْحى لَكَ من لبنانَ وغيره، أنَّ أموالَ الوِكالَةِ اليهوديةِ التي كانت تُرْسَلُ معَ المطران موسى الحاج، من فلسطينَ المحتلةِ تحتَ غِطاءِ تَبرُّعاتٍ منْ دُروزِ فلسطين، فعلتْ فِعْلَها وأدَّتْ غَرضَها .
الحكمةَ الحكمةَ، ياشيخ حكمت. هذا المشروعُ لعنةٌ وفتنةٌ وقَى اللهُ الدروزَ شرَّه.
وكماقال المسيحُ
السوريّ: اِغْفِرْ لهم يا أبتاهُ، لأنَّهم لايدرونَ ماذا يفعلون وقد يكونون يدرون ويفعلون.
١٤ أيلول ٢٠٢٣*



