جزيرةُ البحرين ِعُمرُها أكثرُ من 5000عام قبل الميلاد، وكان فيها الدّواسرة.

وقد مَرَّ عليها في غابرِ الزمنِ أُمَمٌ وشعوبٌ، وقبائلُ وأمبراطورياتٌ جميعُها تَناحرَتْ لأجلِ السيطرةِ عليها، من السومريينَ والقرامطةِ والفُرسِ والأُمويينَ والعباسيينَ والعُمانيين َ والعثمانيين، وصولاً لسيطرةِ آل ِخليفةَ عليها، بقوة السلاح، وطردِ الدواسِرَةِ منها.

سُمِّيَت البحرين ِ بأسماء كثيرة، منها تايلوس، وأوال وأرادوس، وأسماءَ أخرىَ كثيرة.

ولَم يحكُمِ البحرين، على مدى آلاف السنينَ، أمبراطوريةٌ أو قبيلةٌ أوحاكمٌ له من صفاتِ الملِكِ اليومَ، حَمَدِ بن ِ عيسى آل ِخليفة!

فحمدُ هذا يتمَيَزُ بالخُبثِ والجُبْن ِوالنَّذالةِ، وقساوةِ القلب والخِسّة.

ولِكي يُخفيَ هذه الصفاتِ اللعينةَ،التي قليلاً ما تجتمع في رجُلٍ واحد؛ عَمَدَ إلى التمسُّكِ بالزّيِّ العربيِّ، وهو يعمدُ إلى الأحاديث النبوية لِمُجاراةِ بَني سعود، في التمَلُّق ِللأميركيين والبريطانيين.

هذا المُوَظَفُ العميلُ الحاكمُ الظالمُ للبحرين ِ زحفَ على لحمِ بطنِهِ أمامَ أقدامِ الصهاينة، وهوَ يَدَّعِي بأنهُ يَنْشُدُ السلامَ بين بلادِهِ وبين الكِيان ِ الصِّهيونِيِّ الغاصِب!!!

نحنُ، كمُراقبِينَ للسياساتِ العربيةِ والدولية، لَم نَجِدْ تفسيراً لمعنىَ كلمةِ "سلام مع إسرائيل"؟

إذ متى كانتِ البحرين في حالةِ حربٍ معَ الكِيانِ الصهيوني!؟

وهل حدودُ البحرين ِالبريَّةُ والبحرية، تلتقي معَ حدود فلسطينَ المحتلة، وجيشُ حَمَد هذا علىَ تماسٍّ معَ الجيشِ الصِّهيونِيِّ المُحتَلِّ لفلسطين؟

عجيبٌ هو أمر حَمَد...

البحرين لديها موقفٌ يقولون: مُتضامن مع القضيةِ الفلسطينية،نتيجةَ موقفٍ عربيٍّ مُتَّخَذٍ مُنذُ العام 1948، تاريخ ِ احتلالِ فلسطين، ولا يوجدُ أيّةُ علاقاتٍ تربطُ المنامةَ بتَل أبيب، فقط هذا هو الحال،

من أين جاء حَمَد بِمُصطلحِ السلام، إذا لم يكُنْ بين البلدين ِ تماسٌّ يُهَدِّدُ بإشعال ِ حرب؟!

حَمَدُ اعتادَ على تقبيل ِ الأيادي والِانحناءِ أمامَ المُستَعْمِرين، فهوَ نُسخَةٌ مستنسخَةٌ عن أجدادهِ ولا شبيهَ لهُ قطعاً.

فالنعجةُ "دولِّي" تطابقتْ مواصفاتُها مع قريناتِها منَ الغنم، ولكن ليسَ بنفسِ نسبةِ تطابُقِ حَمَد هذا مع أجدادِهِ الخَوَنَةِ الأذِلاء،

يقول المثَل العربي: "مجنون يتحدث وعاقل يفهم".

◦ كيف سيُقْنِعُنا ملكُ البحرينِ أن السلامَ يكونُ بِمُصالَحَةِ إسرائيلَ والِانبطاحِ تحتَ أقدامِ الصهاينة، وفتح ِ البلادِ أمامهم،لتصبح البحرين مستباحةً منهم؟. فقد نَقَلَ حمدُ العِداءَ إلى الداخل، وبدأ صراعاً مع الشعبِ الأصيلِ الأصلي ِّ، بسبب هذه السياسات.

أَمِنَ المعقول ِ أو ِ المَنطِق ِ أن يصالحَ حمدُ إسرائيلَ، ويُعادِيَ عائلتَهُ وشعبَهُ وجيرانهُ ومواطِنيه؟

هل هذا يُسمىَ سلاما؟!!

وهل هناك عاقلٌ يقبلُ بأنَّ ما قامَ بهِ حمدُ يُسمَى سلاما؟!

وأين العقلُ عندما يصالح ملِكٌ عدواً ويعادي شعبَه؟!

إنّه لَأمرٌ مُسْتَهْجَنٌ وغريب فعلاً!!!

كيف لا،وهوَ يفتحُ كُلَّ الآفاق ِ أمامَ الصهاينةِ في بلدهِ، ويُحْكِمُ أقفال الزنازينِ على مواطنيه، ويُعْدِمُهم، ويُجَرِّدُهُم من جنسيَّتِهِم ويطرُدُهم، ويستبدِلُهم بِلُقَطاءَ من هنا وهناك!

هل يقبل أيُّ عاقل أن يطردَ الأبُ أبناءَه ويتبنَّىَ بديلاً عنهم، هنوداً وباكستانيينَ ومصريينَ وسوريينَ وفلسطينيين وغيرهم؟!

هذا ما هو حاصلٌ، ولايزالُ يحصُلُ في البحرين؛ حَمَدُ طردَ أبناءَ البَحرَيْن ِالأصلاءَ، واستبدَلَهُم بوافدين، في أكبرِ جريمةِ بحقِّ شعبٍ، بعد جريمة الأمريكيين الحاليين بحقِّ الهنود الحمرِ، سُكانِ أمريكا الأصليين.

إنّها الإبادةُ الجماعيةُ لِأُصولِ المواطَنَةِ في تاريخ الأُمَم،

وهي تعتبر أفظع جريمةٍ مثلَ جريمةِ طردِ الهنودِ الحُمر من أمريكا، وجَلْبِ الأوروبيين لِلعيشِ فيها، كبديل عن مالِكيهاوسكانِها الأصليين.

واليومَ،حَمَدُ بنُ عيسى يَتْبَعُ سياسةَ السعودية: يَأمُرونَهُ فَيُطيع، وتتراكمُ الجرائمُ وتزدادُ في سجِلِه كُلَّ يوم، والشعبُ البحرَينيُّ لا ينسى ولا يُسامِحُ على الخيانة.

لقد نسفَ مَلِكُ البحرين ِ كلَّ الجسورِ مع مواطنيه الأصليين، وأحرقَ جميعَ المراكب، لذلك هوَ وضعَ نفسَهُ في موقفِ الخائنِ والمجرمِ والسارق ِالظالِم، لذا،عليهِ أنْ يَتذَكَّرَ أن "الليل سينجلي، و أنّ القيدّ لابُدَّ سينكسر"، وأنَّ الحساب آت آتٍ، ولَكَمْ باتَ قريبا.

بيروت في....

17/9/2023