كتب الأستاذ حليم خاتون: بعد أوكرانيا، جبهة ثانية في أرمينيا
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: بعد أوكرانيا، جبهة ثانية في أرمينيا
حليم خاتون
20 أيلول 2023 , 10:34 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

كما أي وحش يحس بالخطر، بدأ الهجوم الأميركي المضاد يضرب في كل مكان...

أمس، دفعت أميركا الأمور في ناغورني كاراباخ نحو الانفجار الكامل...

كما حصل مع انور السادات، نصب الاميركيون فخا للرئيس الأرميني باشينيان عبر تزيين الأمور وتغليف السم بالعسل...

دخل هذا الغبي إلى الفخ الأميركي برجليه حين شاركت أرمينيا في مناورات عسكرية مع الأميركيين...

لم يكتف باشينيان بهذا، بل ارسل زوجته إلى كييف في رحلة تضامن غير علني مع أوكرانيا...

كانت الخطة بسيطة...

دق اسفين بين أرمينيا وروسيا ثم الايعاز إلى أذربيجان لشن هجوم يبدو أنه لن يتوقف حتى السيطرة الكاملة على ناغورني كاراباخ بمساعدة إسرائيلية تركية مباشرة...

هنا، يضرب الاميركيون عصفورين بحجر واحد...

يخرجون الروس من المنطقة، ويقطعون كل خطوط الاتصال بين أرمينيا وإيران...

بعد أذربيجان، سوف تتحول كاراباخ إلى قاعدة أخرى للناتو في خاصرتي روسيا وإيران في الوقت عينه هذه المرة...

أين سوف تكون الضربة الأميركية التالية؟

بعد أرمينيا، الأرجح أن يتم عمل ما في جورجيا...

هكذا يتم إجبار روسيا على التعامل مع ثلاث نقط ساخنة: في أوكرانيا، في كاراباخ، وفي جورجيا، في اوسيتيا وأبخازيا...

ما يحصل الآن، هو انتشار الناتو على كل الحدود الغربية والجنوبية الغربية لروسيا...

لم يعد الاميركيون في الشمال يبعدون عن عاصمة بطرس الأكبر، والمدينة الثانية في روسيا، سان بطرسبورغ أكثر من ثلاثمائة كيلومترا...

إذا فقد الروس التوازن في الشمال والجنوب سوف يتم تطوير الهجوم في الغرب عبر أوكرانيا لتهديد العاصمة موسكو نفسها...

لكن لن يرتكب الاميركيون حماقة نابليون، ولا حماقة هتلر بالدخول إلى الأراضي الروسية مباشرة...

أي دخول الى تلك الأراضي لن يستفز القوة النووية الروسية فحسب، بل سوف يوحد كل الروس للدفاع عن الوطن الأم...

ما يسعى إليه الاميركيون هو إضعاف وإذلال روسيا حتى تنفجر من الداخل...

إنه المخطط البريطاني القديم لتقسيم روسيا...

هل هرع التنين الصيني إلى موسكو لمنع سقوط روسيا في الفخ؟

ام هي جرعة دعم معنوي إلى حليف موضوعي في خطوة استباقية قبل أن يتوسع الهجوم الأميركي ليطال الصين نفسها...

كما أسقطت أميركا الاتحاد السوفياتي بفتح طريق الصعود إلى القمة أمام الصين، ها هي تقوم بالأمر ذاته عبر شق نفس الطريق أمام الهند...

لم يدغدغ الاميركيون المخيلة الهندية بطريق موازية ومنافسة لطريق الحرير الصيني فحسب؛ بل ذهبوا أبعد من ذلك وبدأوا الحديث عن وجوب توسيع مجلس الأمن لضم أعضاء دائمين جددا...

ما لحن له الاميركيون أول أمس، غناه الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش أمس...

غوتيريش الإشتراكي سابقاً، كما كل المرتدين اليساريين، دخل إلى القفص الأميركي منذ تعيينه في انتخابات صورية على رأس الامم المتحدة...

بالتأكيد لن يجري الحديث عن ضم إيران مثلاً إلى مجلس الأمن...

الهند أحد المرشحين إلى جانب ألمانيا بالتأكيد...

البلدان يدوران في فلك اميركا...

هل يُعطى الاعضاء الجدد حق النقض، الفيتو أيضاً؟

هل يتم ضم دول ليست بعيدة عن السيطرة الأميركية مثل نيجيريا أو إندونيسيا؟

من شبه المؤكد أن نادي حق النقض سوف يظل محدوداً، لكن التوسيع يجب ان يساهم بإضعاف الدورين الروسي والصيني...

هل يتم الأمر بسلاسة، ام كما كل تغيير في الهيئات الأممية؛ سوف نمر بحرب عالمية تنتهي مع منتصرين يرسمون العالم كما يريدون ومهزومين خطرين هذه المرة لأن في أيديهم ما يمكن أن يفني الوجود البشري على هذا الكوكب؟

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري