كتب الأستاذ حليم خاتون: حزب الله، إلى الأمام در!
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: حزب الله، إلى الأمام در!
حليم خاتون
24 أيلول 2023 , 19:45 م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

بين كلمتي مقاومة ومساومة أكثر من مجرد حرف...

بين كلمتي مقاومة ومساومة عالم كامل يميز زمن الانتصارات عن زمن الهزائم...

من يخطئ في التكتيك، يخسر في الاستراتيجيا...

اسألوا "أبو عمار" عن "أبو عمار"، ومن اغتال "أبو عمار"...

الاستراتيجيا ترسم بالدم، بينما يرسم التكتيك بالرصاص...،

وليس بقلم من رصاص...

هل يحق لمن بدأ سنة ٨٣ بكتابة تاريخ الشرق الأوسط الجديد أن تزل القدم، وينتزع منه الاميركيون حصرية رسم هذا الشرق الأوسط الجديد؟

عندما أرسلت المقاومة الفيتنامية وفدها إلى المفاوضات مع المحتل الاميركي، رفض هؤلاء النوم في الفنادق؛ اختاروا بيوت الطلبة طيلة زمن التفاوض...

نوعية المفاوض هي بحد ذاتها رسالة...

لم يلتزم رجال الفيتكونغ الهدوء لأن التفاوض حول الطاولة ترسمه البندقية في الميدان...

عالم اليوم يرسم بين طريقين لا ثالث لهما...

طريق الحرير الصيني، وطريق الكراهية الهندي...

الأول يقوم على تعاون شعوب حرة سيدة مستقلة، والثاني يقوم على إلغاء شعوب من الوجود...

زمن عدم الانحياز ولى...

زمن الحياد الإيجابي الرمادي انتهى باغتيال عبد الناصر في مصر، وتقسيم يوغوسلافيا بعد رحيل تيتو، وجر الهند إلى معسكر الناتو بعد اغتيال انديرا غاندي...

لم تكن الإمبريالية الأميركية أوضح في العداء لنا كما للشعوب الحرة مثلما هي اليوم...

سنة ٧٥، تصادف حفل تدشين كنيسة في عين الرمانة في ١٣ نيسان مع مهرجان فلسطيني في مخيم تل الزعتر...

أطلق مجهول، معلوم النية، رصاصات على موكب رئيس حزب الكتائب اللبنانية بيار الجميل الذاهب إلى حفل التدشين...

في نفس اليوم، كمن أحدهم بمجموعة من القتلة لحافلة تنتقل الى مهرجان تل الزعتر...

هكذا انفجرت الحرب الأهلية في لبنان...

أمس حرب "بوسطة عين الرمانة"؛ قبلها حرب استدعاء المارينز إلى شاطئ الأوزاعي؛

وقبلها حرب لعبة "الكلة بين ولاد دروز واولاد مسيحية"...

هكذا يجري اللعب بنا...

هكذا بدأ مخطط تحويل لبنان إلى مجرد تابع لمركز حيفا التجاري، ومركز تل أبيب المالي...

هكذا رسم الأميركيون، وهكذا نفذ السفهاء منا...

في الطيونة، في الكحالة، في غيرها...

المخطط الأميركي لتثبيت دولة الكيان المؤقت داخل هذا الشرق لا يسير في خط مستقيم... لكنه يسير دوما على الأمام دون توقف...

كلما قامت مقاومة، يحاول كسرها إما مباشرة أو بالالتفاف حولها حتى تزول فعاليتها...

هكذا فعل الأميركي مع مقاومة منظمة التحرير؛ وهكذا يحاول مع مقاومة حزب الله...

نجح الاميركيون نجاحا باهرا مع منظمة التحرير...

اسألوا دايتون...

هو بخبركم كيف تحول الهنود الحمر في فلسطين إلى حراس للمستوطنات...

تحولت فتح من حركة تحرير فلسطين إلى حارس للاستيطان في فلسطين، والى لغم إنهاء التهديد الوجودي الذي يحبل به لبنان ضد هذا الاستيطان...

من لم يفهم ماذا جرى في نهر البارد...

من لم يفهم ماذا جرى في اليرموك في سوريا...

من لم يفهم ماذا جرى في العراق وسوريا وليبيا واليمن... ومصر...

من لا يفهم ما يجري في عين الحلوة ضمن هذا السياق، سوف يخسر الاستراتيجيا حتماً...

من لا يفهم سياسة الأميركيين في هذا السياق، سوف يخسر معركة لبنان حتماً...

من يسأل الأميركيين عن اسم المرشح المقبول لديهم لرئاسة الجمهورية، أضاع بوصلة الصراع... ببساطة لأن مرشح الأميركيين لرئاسة لبنان يجب أن يكون اسرائيلي الهوى وإن حمل هوية لبنانية...

من يسأل السعودية ماذا تريد من لبنان، ثم يصفق لمجموعات من المرتزقة في السويداء، يكون قد فقد "الانتينات" التي لطالما تفاخر بامتلاكها...

قد يكون الهجري شيخا تجاوز الأربعين فعلاً؛ لكن الهجري أضاع الحكمة وكتاب الحكمة قبل أن يضيع العقل...

من ينتظر انتخاب رئيس للبنان من خماسية قوامها أميركا وأربعة اتباع لأميركا بدرجات متفاوتة، ينتظر أن يستخرج الدبس من طيز النمس...

سواء اختلفت الخماسية أم لم تختلف...

سواء تصادم الأميركي مع الفرنسي أو هكذا تم الإخراج؛ سواء انسحب السعودي ام لحقه القطري؛

سواء بقي المصري، وهو قد ضل الطريق منذ خطى محمد انور السادات خطواته الأولى باتجاه الاستسلام الكامل ووضع كل البيض في السلة الأميركية، أم لم يبق...

الخطة الأميركية هي ذاتها...

تثبيت المؤقت الجاثم على أجساد الفلسطينيين اليوم، والذي سوف يلتهم الجميع غداً...

إذا كان يحق لسامي الجميل أو سمير جعجع أو حتى جبران باسيل أن يكون حمارا، فإنه لا يحق لأي كان جر المسيحيين إلى الفخ المميت ذاته...

حتى لو انضم التقدمي الإشتراكي إلى نفس الجوقة،

لن يكون في لبنان أكثر من دولة واحدة، لا فيديراليا ولا في تقسيم مقنع...

السفارة الأميركية الضخمة في لبنان ليست أكثر من قاعدة مساندة للقاعدة الأميركية الأضخم عالمياً في فلسطين المحتلة...

إذا أراد سامي الجميل وسمير جعجع الانتحار مع أغنامهم، هذا شأنهم...

إذا أراد جبران باسيل اللعب على الحبال، فإن المسيحيين في هذا الشرق لا يستطيعون تحمل هذا اللعب...

عاجلا أم آجلا، سوف تستقيم البوصلة ويعود الاتجاه صوب فلسطين...

إذا ظن البعض أن السُنّة صاروا في الجيب الأميركي، هم واهمون...

افتقاد الرأس المقاوم عند السنة العرب لن يطول...

هناك من يقول إن محمد بن سلمان لا يمكن أن يذهب إلى التطبيع؛ هو يشتري الوقت فقط كي لا تتم تصفيته كما جرى مع عمه الملك فيصل...

محمد بن سلمان ورث وضع التطبيع القائم منذ زمن بعيد، منذ زمن الخنوع للأميركي...

ما يجري هو وضع ما تحت الطاولة على الطاولة...

كل ملك، كل امير، كل رئيس يتخلى عن فلسطين سوف يسحقه التاريخ كما الجغرافيا...

في زمن الوضوح هذا،

"خلاص، خلاص،

مافيش خلاص،

غير بالقنابل،

والرصاص،

دا منطق العصر العنيد،

عصر الزنوج والاميركان...

والكلمة للنار والحديد"...

لكن "غيفارا مات, موتة رجال، يا ميت خسارة عالرجال"...

بالاذن من الشيخ إمام بس الحال ما زال على حلا ويلا...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري