حراك السويداء زوبعة في فنجان ودليل واضح على نفاذ كل مخططات أمريكا
مقالات
حراك السويداء زوبعة في فنجان ودليل واضح على نفاذ كل مخططات أمريكا
مها علي
30 أيلول 2023 , 14:56 م


الكاتبة: مها علي

أهلنا في السويداء...عدونا وعدوكم شرق الفرات..وفي الشمال

فلا تكرروا تجربة الأكراد.

تسابقت وسائل الإعلام المعادية لسوريا وللسلام العالمي لركوب الموجة التائهة في بحر السويداء, طبعاً, ولِما لا؟ وهي مادةٌ دسمة تُغني قنواتهم القذرة وتُدر لهم المزيد من الأرباح المادية من كثرةعدد المشاهدات, نعم تكالبت وسائل الإعلام الرخيصة التابعة لإسرائيل للتحريض وخلق شرخٍ بين أهلنا في السويداء وسفك المزيد من الدماء, متجاهلين أفعال داعش والإسلام السياسي, وحارفين البوصلة عن العدو الحقيقي, نعم الجوع كافر وجميعنا نعاني سوء الأحوال المعيشية ولكننا نقرأ الواقع بشكل صحيح, فليس من الحِكمة أن نرجم أُمّنا ونحاسب الحرامية الصغار المتمثلين في الحكومة ونغض النظر عن العدو المتربص لنا على أسوارنا,وينهب ثرواتنا, فهل المرجلة تكون على الأهل أم على العدو؟؟؟ إن حراك بعض المشاغبين وقليلي النظر لن يُثمر إلا الفوضى, كما أن إعادة إعمار الحجر لا تقل أهمية عن إعادة بناء البشر والقيم, ومواجهة الأفكار الليبرالية الحديثة المُقنّعة بالحرية والديمقراطية والمتضمنة هدم المجتمعات والأخلاق.

أهلنا في السويداء: بات العالم كُله يعرف أن أمريكا هي من تُشعل الحروب وتنهب ثروات الشعوب ولا تحترم حليف ولاصديق, فأين أنتم من الواقع بعد ثلاثة عشرعاماً من الحرب؟؟؟!!! أنا أتوجه بكلامي فقط لهؤولاء النازلين للساحات,

هناك حِكمة تقول:

( الله ماانشاف بس بالعقل انعرف), الفساد موجود في الحكومة صحيح, ولا غبار على هذا الكلام, ولكنني لاأنظر لمن يأخذ ليرة وأتجاهل من يسرق الملايين, فقد كانت سوريا قبل عام 2011 تنمو بنسبة 7% سنويا وحتى الآن لم تلجأ للديون رغم الحرب الطويلة, وكانت تصدر عدة انواع من المنتجات مثل: النفط والألبسة والقمح والفواكة والقطن, وغيرها...

فأين حكمتكم في التشخيص؟ الطبيب الماهر يبدأ في البحث عن بؤرة المرض كي يكون العلاج فعّالاً, ولا يذهب لعلاج المعدة بينما المرض مستفحلٌ في القلب.

أهلنا في السويداء: لاتكونوا كوباني ثانية, انظروا إلى الأكراد كم خسروا عندما تحالفوا مع أمريكا ضد وطنهم,, هاهم الآن مُرغمين على العودة للوطن الأم بعد ضياعهم 13 سنة, فقد تخلت عنهم امريكا وتركيا وروسيا وحتى اسرائيل ولا سبيل أمامهم إلا الحضن السوري, فلا تكونوا سيفاً لأمريكا ضد أهلكم ووطنكم, تستنزفكم وتستنزف من خلالكم أعداء اسرائيل, فالمخطط كله بقيادة صهيونية, وإلا ماهو تفسير الاتصال الذي جرى منذ أيام من نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيتان غولدريتش مع الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري؟؟؟ ألا ترون أنه تحريض أمريكي لإشعال حرب أهلية ولتقسيم سوريا؟ أليست خطوة لصب الزيت على النار؟؟؟

انظروا حولكم, الأردن لايريد الدخول في حرب, والتسريبات الإعلامية تقول أنه رفض طلب أمريكا في احتوائكم وإرسال الأسلحة والجنود لكم, لأن مشروع امريكا هو إقامة منطقة عازلة في السويداء وفصل جنوب سوريا عن شمالها, وإقامة حكم ذاتي للموحدين الدروز, لأن اسرائيل تخاف من تهريب الأسلحة للضفة في فلسطين المحتلة, والأردن أخذ درس وتعلم من جارته المملكة العربية السعودية التي لمست على رأسها بعد أن تم ضرب منشآتٍ لشركة أرامكو السعودية

تاريخ 20-3-2022, من قِبل جماعة أنصار الله في اليمن وتخلّت أمريكا عن حمايتها بل وكانت تريد جعل السعودية الحليفة لها منذ عقود دولة منبوذة, لذلك فكر الأردن بالعقل وتساءل ماذا سيحل به وهو البلد الفقير قياساً بالسعودية الغنية بالنفط, لا سيما وأنه يعاني من ثقل الديون العامة والتي وصلت حوالي خمسين مليار دولار هذا العام2023.

اهلنا في السويداء وأقصد تلك القِلّة من المشاغبين ذوي العقول الطفولية الهائجة,لماذا لم تكن رجولتكم لمواجهة القوات الأمريكية واستعادة آبار النفط؟؟؟ لماذا لم توجهوا قوتكم ضد المحتل الإسرائيلي واستعادة الجولان المحتل؟ لماذا لم تتوجهوا لإعادة إدلب الخضراء وطرد المحتل التركي؟؟؟ هؤلاء هم السارقين والمجرمين الحقيقيين, ألا ترونهم كيف يسرقون الملايين يومياً ويُخرجون مئات الصهاريج من النفط الخام ومئات الشاحنات من القمح؟؟؟!!! أم أنكم تخافون منهم لذلك اتجهتم لإظهار مرجلتكم على أُمِّكم وأخوتكم لأنهم ذوي عقول ولن يشهروا سلاحهم في وجهكم؟؟؟

اقرؤوا واقعكم جيداً, أنتم لاتملكون منفذاً إلى العالم إلا عن طريق سوريا الأم أو الدول المجاورة لكم وهؤولاء لن يجدونكم أغلى من أنفسهم ...أمريكا تريد منكم أن تلعبوا دور حصان طروادة ولكن أنتم لستم كذلك, وشغبكم ليس إلا زوبعة في فنجان ووحدكم الخاسرون, والقيادة السورية لن تزيد الطين بِله ولن تهدر تعب وصبر الشعب مدة عقدٍ ونيف من الزمن, ولن تهدر دماء شهدائها ولن تتصرف إلا من خلال العقل والحِكمة,والقلب الكبير كما اعتدنا عليها, وتركت المسؤولية على حُكماء السويداء وعلى رجال الدين الأتقياء, وتنتظر أن تزول الغشاوة عن أعين هؤولاء المشاغبين, كما انتظرت في بداية الأحداث عام 2011 حتى تعي شعوب العالم أنها مؤامرة وحرب قذرة على سوريا من قبل الولايات المتحدة.

فاليوم يعيش العالم مرحلة فراغ في مقام السلطة العالمية ويعم الفوضى وعدم الإستقرار,وغياب لدور المنظمات العالمية, وذلك لأن أمريكا اتبعت سياسة الغطرسة, ولا تحترم سيادة الدول وهي في مرحلة هبوط تدريجي منذ عام 2003 وخسارتها حرب أفغانستان وحرب العراق وخسارتها مشروع الشرق الأوسط الجديد, بينما الصين في مرحلة صعود, وقمة البريكس التي انعقدت في مدينة جوهانسبرغ بجنوب افريقيا

تاريخ 22-8-2023 كانت حجر الأساس لرسم خارطة العالم الجديدة وولادة عملةٍ عالمية جديدة.

إن العالم يغلي ويشكو من التضخم نتيجة الحرب الاقتصادية العالمية واليوم لا يُشبه الأمس, والحروب تطورت, ولا يجب أن ننسى الحروب السيبرانية الإلكترونية, واستناداً على المثل القائل:(إذا ماكبرت ما رح تصغر) فسوف يكون هناك احتكاك عسكري مباشر بين الصين وأمريكا وروسيا لحدٍ ما, ولكن غالباً لن يطول لأن هذا ليس في مصلحة أحد, وسوف يؤدي لإغلاق جميع طرق التواصل بين البلاد سواء كانت البحرية أو الجوية أو البرية بالتالي العالم لن يحتمل وسوف يضطروا للجلوس والمفاوضات لأن الحرب النووية ليست في صالح أحد, وبالتالي ولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب. فهذا العصر هو عصر الإنتقال إلى عالم التكنولوجيا والسياسة المبنية على الأخلاق واحترام الآخر, والمبادرات التي طرحتها الصين (مبادرة الحضارة العالمية والتنمية العالمية والأمن العالمي) بالإضافة لمبادرة الحزام والطريق تُعتبر قواعد للعالم الجديد كما قال الرئيس بشارالأسد في مقابلته التي أجراها مؤخراً مع القناة الصينية, حيث أكد انه لايمكن أن يكون هناك تنمية من دون أمن ولايمكن أن يكون هناك تنمية وأمن إن لم يتم الحفاظ على الجوانب الحضارية والأخلاقية والثقافية في العلاقات بين الدول, وهذا هو هدف العالم الجديد.  

المصدر: موقع إضاءات الإخباري