الكاتبة : مها علي

من سيقود "الذكاء الاصطناعي سيحكم العالم", هذا ماقاله الرئيس فلاديمير بوتين عام 2017

هناك فجوة كبيرة جداً بين ما ينشغل به العالم العربي وما تنشغل به الدول الكبرى, فهم يُحلِّقون في عالم التكنولوجيا, الذي نراه نحن شيئاً من الخيال, لأننا لا نجرؤ على التفكير خارج الصندوق,ولانرى الأمور إلا من ثقب الإبرة, ونغلق عيوننا عما يحدث في الواقع, هم يخططون نحو الأفضل لعشرات السنين ويعملون على التنفيذ, دون كللٍ أو ملل, والثورة التكنولوجية ستنتشر قريباً في العالم كله, ومن مظاهرها أن الإنسان سوف يتعايش مع الآلات, وليس هذا فحسب, بل ستوضع قوانين لتنظيم العمل بين الآلات والبشر لأن الروبوت (الرجل الآلي) سيحل مكان الموظف وبالتالي سينخفض عدد الموظفين كثيراً و غالباً سيكون منصب المدير للرجل الآلي, وقد يكون لديك زملاء في العمل هم آلات أيضاً, وأخطر هذه التداعيات انتشار البطالة و بالتالي المجاعات.

فالعالم مشغول بالحروب العسكرية والاقتصادية, بينما هناك نظام عالمي جديد يتشكل بهدوء من قبل أصحابه مالكي شركات الذكاء الاصطناعي في أمريكا والصين, وربما تظهر هذه البوادر عام 2025 حيث سيتغير كيان البشرية.

المهندس محمد جودت مدير الاعمال السابق في غوغل إكس(googl x), قام بكتابة ثلاثة كتب وهي:

(Artificial intelligence, Solve for Happy, scary smart).

سأتحدث اليوم عن كتاب scary smart

الذي يتحدث فيه عن مخاطر الذكاء الاصطناعي و تأثيره على حياة ومستقبل البشر , فإن أهم المواضيع على الأرض الآن هي تعديل الجينات أي مقدرة البشر على الدخول على الـ DNA لدى الإنسان والتغيير في المورثات, والموضوع الثاني هو الذكاء الاصطناعي لأنه سيظهر قريباً, ربما مع بداية 2025 سينتشر بقوة في الصين والعالم الغربي,وروسيا, ومن ثم عالمنا العربي, لأن سرعة التطور في التكنولجيا تزداد بسرعة, مثلاً موقع المحادثة (CHAT GPT) ظهر في بداية هذا العام وأصبح الملايين من البشر يستخدموه, ولكن الموقع ذاته تطور بسرعة فائقة, فالإصدار رقم 4 أسرع من الإصدار رقم 3 بعشر مرات وأصبح يستطيع أن يجيب على أحدث المستجدات والتطورات على جميع الأصعدة.

طبعاً الذكاء الصناعي شيء جميل على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والطبية, فالأنترنت خلق حياةً جديدة للإنسان, أما الخطورة فتكمن في شريحة الناس التي تحب جمع المال والسلطة والنفوذ,أي السياسيين والاقتصاديين والشركات الكبيرة وحتى المجرمين, هؤلاء سوف يتسابقون للاستثمار فيه, فالهدف الأول للدول العظمى هو عسكرة الذكاء الصناعي أي استثمارة في صناعة الأسلحة, لأن كل دولة تقول إذا سبقتني تلك الدولة المنافسة لي فسوف تُنهيني به, وهنا أريد إخباركم أن هناك تكنولوجيا عسكرية في تطوير نانو درونز(طائرات مسيرة) بحجم الذبابة ويتم إعطاؤها وجه الشخص المحدد ويطلقوها لتصل مباشرة له وهكذا يستطيعوا احتلال دول بدون تعب, أيضاً زعيم عصابة المخدرات سيسعى للحصول على جهاز يستطيع البحث عن أرقام الكارد لكل الناس فرداً فرداً.

إذاً الخطورة في الذكاء الاصطناعي تكمن في خطوتين

الخطوة البعيدة هي ما رأيناه في أفلام الخيال العلمي وهي سيطرة الروبوتات على البشر.

والخطوة القريبة وهي أن الإنسان سيصبح لاشيء أمام ذكاء الآلات وخلال أقل من سنتين سيكون الروبوت أذكى من أذكى بني آدم على الأرض بألف مرة, وإن قاربنا المثال فرضاً كم من الوقت يحتاج الإنسان كي يشرح للطيور نظرية الأواني المستطرقة أو فيثاغورث؟؟؟

أراد الكاتب القول أنه لن يكون هناك ذكاء يفوق أويساوي الذكاء الصناعي إلا لمن ميزه الله عن البشرية.

والآن لدينا مرحلتين من الخطر:

الأولى مرحلة تفوق أجهزة الذكاء الاصطناعي وغرور الإنسان واعتقاده أن الروبوتات هي موجودة لخدمته فقط.

والمرحلة الثانية : هي الوصول لأفكار أفلام الخيال العلمي, وقد شبهها الكاتب محمد جودت بالإنسان والنمل يعني أنني أسمح للنمل بالعيش ولكن إن دخل منزلي وشاركني غرفتي سأقتله أو أحرق وكره بالبنزين أو أغرقه بالماء..... وهذه المرحلة تعتبر مرحلة انتهاء البشرية لأن البشرية كانت مستمرة لقدرة الإنسان على تنمية عقلة وعقول أبنائه من خلال معارف تراكمية وتجارب في الحياة , أما في ذلك الوقت لن يبقى لوجود الإنسان معنى فالآلات تكون أخذت مكانه, إلا فئة قليلة من البشر وهم المهتمين بالعلم والتطور لأن الجيل الآن يفهم أكثر من الأجيال السابقة, والآن مع الذكاء الاصطناعي والانترنت غالبية البشر سوف تتجمد عقولها وتعتمد اعتماداً كاملاً على هذه التكنولوجيا, ( أبسط مثال العمليات الرياضية والحساب فجميع البشر تلغي ذهنها وتعتمد على الآلات الحاسبة) وقد أشار الكاتب على المرحلة القريبة جداً إلى ظهور التحديات التالية:

1- غياب الحقيقة: لأن كل شيء يتم تشويهه وتغييره بالذكاء الاصطناعي, ولا يوجد طريقة سهلة لمعرفة ماإذا كان هذا الفديو أو هذه الصورة حقيقة أم تركيب, ومرحلة اختفاء الحقيقة تعد مرحلة مُدمرة لكيان البشرية.

2- التحدي الثاني وهو الفصل مابين الطبقة العليا والطبقة السفلى من البشرية, أي لو أخذنا اثنين من البشر لديهم فرق بسيط في الذكاء فهناك أمل في التنافس أما إن كان واحد قدرة ذكائه خارقة والثاني لايفقه شيئاً فهنا لامجال للتنافس أو الحرب لإن الحرب تنتهي قبل البدء وكذلك الدول, فالدولة التي تملك وتسيطر على التكنولوجيا لا مجال للمنافسة معها أومحاربتها, فنحن عانينا من تداعيات الحروب الباردة بين الدول لأنه لازال هناك تعادل في القوة, أما لو أن دولة تفوقت على الأخرى بمقدار ألف مرة فالحرب تنتهي.

3- التحدي الثالث يكمن في اختفاء الوظائف للبشر وبالتالي ستنتشر البطالة وهذا سيعكس المجاعات لإن البشر لم يعد لهم قيمة أمام الروبوتات الذكية والنشيطة والتي لاتخطئ أبداً, سواء في مجال الرسم للوحات أوالتصاميم الهندسية أومونتاج الفديوهات أو الطب البشري بجميع اختصاصاته أو التجارة وحتى القضاء في ألمانيا يحضرون لوضع قاضي روبوت عام 2030, بالتالي التواصل بين بني آدم وآخر سيكون نادراً جداً.

الدكتور أحمد بهاء الدين أستاذ في الذكاء الصناعي, وهو الموجه الإقليمي لشركة مايكروسفت, قال أن هناك معلومات أكيدة أنه يوجد أبحاث حول كيفية استطاعة برامج الذكاء الصناعي أن تطور ذاتها بنفسها وتبتكر طرقاً لا يعرفها الإنسان.

وكما الآن حصل مظاهرات في غالبية دول العالم ضد قوننة زواج المثليين , المتوقع حدوث مظاهرات في مطلع الخمسينات لأجل قوننة الزواج من الروبوت. وهذا ليس من الخيال, فما رأيك عزيزي القارئ؟؟؟

والجدير ذكره أنه يجب علينا ألا ننسى أن عالم الرأسمالية الآن يستخدمها وهذه الطبقة لاتكترث لمستقبل البشرية, ولن تقوم بالتعاون مع الحكومات لإعطاء الشعوب مبالغ لتعيش بكرامة.

والخلاصة: هناك دراسات في سويسرا لإطالة عمر بني آدم أو نقصانه وقد أوجدوا آلاف الأسلحة البيولوجية من خلال نفس البرنامج, وذلك بتغيير رقم واحد في المعادلة المدرجة في البرنامج, أي أنهم سوف يستطيعون قتل البشرية كلها في لحظة من خلال جوالاتهم إن قصدوا ذلك, وهذا هو الخطرالأكبر على البشرية, والخوف من أن يصبح بني آدم في خدمة الروبوت, وهذا ينطوي تحت أخلاقيات الآلة أي على ماذا هي مبرمجة؟ على احترام الآخر أم على قتله ونهبه؟ وهذا هو بيت القصيد لذلك قال مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس أنه على الإنسان ألا يفقد إنسانيته, في رحلة تطويره للذكاء الإصطناعي.