كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "خِطابُ سماحةِ السيد حسن نصر الله، في ذِكرَى المولدِ النَّبَوِيِّ الشريف، كانَ شاملاً ومُفَصلاً".
د. إسماعيل النجار
4 تشرين الأول 2023 , 20:16 م


خلالَ خِطابه،لمناسبة المولِد النبوِيِّ الشريف، أمسَكَ سماحتُهُ العصا من الوسطِ، في مكانٍ ما، ومن أطرافها، في أماكن أخرىَ.

كلامُ قائدٍ ومسؤول ٍيشاهدُ الأمورَ منَ الأَعلى، ويَرَىَ ما يكون خلف الأُفُق،

بِحِكمَتِهِ وبنظرِهِ الثاقب وبعقلانيتهِ المعهودة يُشَرِّح الأمورَ ويُعطي كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّه، ولا يتوانَىَ لحظةً واحدةً عن توجيهِ الناسِ والمسؤولينَ، والإشارةِ لهم إلى الموضِع الصحيح لكافة القضايا، وهوأيضاً لايخجَلُ بأن ينتقد بشَكلٍ بَنَّاءٍ التصرفاتِ الخاطئةِ، للأصدقاءِ كما

لِلخصومِ على حَدٍ سَواء،

أمّا الأعداءُ فدائماً ما يخاطِبُهم صاحبُ العقلِ الراجِح ِ والإصبع ِ، المشهورُ ب"خيرُ الكلامِ ماقَلَّ ودَلّ"، ولا يُكَرِّرُ المقولَةَ ذاتَها، ولا الكلامَ ذاتَه، إنَّما يضعُ إصبعَهُ على الجُرح ِ ويَختِمُ بما معناه: أُعذِرَ مَن أنذَر!

قائدُ المقاومةِ المُتَّكِئُ على إيمانِهِ الثابتِ بالله، وبثقتِهِ الكبيرةِبهِ وبرجاله وبيئته، لا ينجرفُ بِالِانفعالاتِ،ولايقرأُ السطوحَ بقدرِ ما يتَغَلغَلُ تفكيرُهُ في الأعماق، ويُرَكِّزُ على تشريحِ القضايا والأزمات، ضمن مُعطَياتِها الصحيحةِ، من دون ِ أيِّ مبالغة.

ففي موضوعِ النزوحِ السوريِّ والبلبلةِ القائمةِ في البلاد، لكثرَةِ أعدادِهم أمسكَ سماحتُه العصا من الوسَط، وفَرّقَ بين العاملِ القاصدِ للحصول ِعلى رغيف الخبز،وبين المُخَرِّب وتسائَلَ عن سببِ إقفالِ الدولةِ اللبنانيةِ البحرَ بِوَجْهِهِم، وطالبَ بالسماحِ لهم بالهِجرَةِإلى أوروبا،فما أن نفعلها حتى يركعَ كبيرُهم قبل صغيرِهِم أمامَنا.

الأمينُ العامُ لحزبِ اللهِ لا يُحَمِّلُ لِلشَّعبِ السوريِّ إلَّا كُلَّ الخيرِوالحُبِّ والإحترام، ولا يتمنَّى لهم إلا السَّلامَ والعيشَ بأمان، ولأنَّهُ قائدٌ ومسؤولٌ،فقد تحدَّثَ بِلُغَةِ الحريصِ على الوطن، ولَم ينفِ تأثيرَ وجودِهِمْ عليهِ، لكنَّهُ عارضَ العُنْصُرِيَّةَ ضِدَّهُم، أو التَّعرُّضَ لهم،

◦ مُعلناً،في الوقت نفسه،أنَّ هذا الأمرَ لا يُعْفِي الدولةَ اللبنانيةَ من مسؤولياتِها تجاهَ أعدادِ النازحينَ التي تزدادُ كُلَّ يومٍ، نتيجةَ تشجيع ٍ ممنهجٍ لهم، من جماعاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ ومحليةٍ تساعدُ بتهريبِهِم إلى لبنانَ، لأهدافٍ ماليةٍ وسياسيةٍ وأمنية، إذ كما قال: نحنُ لا نُصَنِّفُ جميعَ النازحينَ في خانةِ الخطرِ على وجودِ لبنانَ وأمْنِهِ الِاجتِماعيِّ والِاقتِصادِيّ، ولكن لا ننفي وجودَ مئاتِ الآلافِ من المؤيِّدينَ لجبهةِ النُصرةِوداعش،وهم مستعدون لِلِانخِراطِ في أيِّ عمل ٍ أمنِيٍّ ضدَّ المقاومةِ، بدليل ِ ضبْطِ أسلحةٍ فرديةٍ ومتوسطةٍ،وذخائرَبالأطنان في مخيماتِ النزوحِ غيرَ مبرَرَةٍ أبداً، الأمرُ الذي يؤكِّدُ نوايا البعضِ القيامَ بأعمال ٍ مُخِلَّةٍ بالأمن ِوالقانون، وإلَّا ما هو مبرِّرُ وجودِ طائراتٍ مُسَيَّرَةٍ لدى البعض منهم، في أحد مخيماتِ النزوح، وضبطِ سلاحٍ ثقيلٍ ومتوسطٍ، في مخيمات أخرىَ، ناهيك عن الكمِّياتِ الهائلةِ منَ المخدِّراتِ وموادِّ تصنيعهِا؛ لذلك علينا التمييز بين هؤلاءِ وبين الذين هَجَروا بلادَهم لأجل ِ لُقمِة العيش، نتيجةَ العَوَزِ والفقرِ والحصار.

بكلِّ الأحوال، فإنَّ البلادَ لا تحتملُ وجودَ هكذا أعدادٍ منهم على أراضينا ومن غير المسموح ِ بأن يكونَ لبنانُ ملاذاً آمناً للفارِّينَ من وجهِ العدالةِ السورية، ولا مرتعاً لهم.

نحن لسنا عنصريين ونعتبر السوريين أهلاً وإخوة إلَّا مَنْ أرادَ الإخلالَ بالأمنِ والتخريبِ، وتجارةِالأعضاءِ والممنوعاتِ التي تكاثرَتْ بينهم في الآوِنَةِ الأخيرَة، وهيَ ليسَت من شِيَم الشعبِ السُّورِيّ العريق!!

بيروت في...

4/10/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري