امريكا عشية ازمة اقتصادية وسياسية طاحنة وغير مسبوقة...
مقالات
امريكا عشية ازمة اقتصادية وسياسية طاحنة وغير مسبوقة...
ميخائيل عوض
5 تشرين الأول 2023 , 19:58 م


بيروت؛ ٥/ ١٠/٢٠٢٣

ميخائيل عوض

لم تعد صفة غير المسبوق بوصف الاحداث تقتصر على دول العالم الثلاث او الدول التي لم تخضع لارادة امريكا بعد ان تفردت بقيادة النظام العالمي وبلطجت وتوحشت.

في امريكا الكثير من الاحداث والتطورات باتت توصف بغير المسبوقة، فغير مسبوق في نظامها وتشكيلاتها ان يخرج عليها شخصية اشكالية متمردة كترامب، وغير مسبوق ان يقود امريكا لأربع سنوات بحالتها المتوترة والمتصارعة تكتلات دولتها العميقة. ووصف الهجوم على الكابيتول لانصار ترامب بالحدث غير المسبوق، وبالأمس وقع حدث غير مسبوق منذ تأسيس مجلس النواب الامريكي بان تمت اقالة رئيسه. ما يضع امريكا في ظل ازماتها وتوتر العلاقة بين الحزبين وبين تيارات الحزبين ذاتهم امام احتمال دخولها حقبة الفراغ التشريعي، والفراغ التشريعي يسوقها الى ازمات فراغ قد تتسع مساحاتها فلبنان قد خط ما يسمى نموذج الادارة بالفراغات حتى فرغت كل المؤسسات والدولة وخزنة الودائع ومازال عاجزا عن املاء فراغ الرئاسة وقصر بعبدا.

والمؤشرات الاكثر خطورة على احتمالات انفجار الفقاعات الاقتصادية والمالية ما يجري هذه الايام ويوصف بانه شبيه بمقدمات ازمة ٢٠٠٨ ما ينذر بأزمة عاصفة تجاوز ال٢٠٠٨ وتجاوز ازمة ال١٩٢٩ وستصير حدثا زلزاليا غير مسبوق ايضا. فالأزمة الانهيارية ان ضربت امريكا فهي تضرب رأس العالم الانكلو ساكسوني وتضرب رأس والجملة العصبية للاقتصاد الحر بعد ان استنفذ كل محاولات الإصلاح والتعديل والتطوير وحلت فيه الليبرالية المتوحشة، واذا كانت امريكا قد نجت ونجحت باحتواء ازمة ٢٠٠٨ بتصديرها الى بلدان العالم وخاصة حلفائها واقتصاداتهم الا ان الازمة الجارية اذا انفجرت فلم يعد من مجارير لتصريفها بعيدا عن هز الاستقرار والنظام والاقتصاد والمجتمع الامريكي فلم يعد حلفاء امريكا والاقتصاديات التابعة قادرة على تصريف ازمات امريكا ولم يعد العالم يقبل نفايات امريكا الاقتصادية والسياسية.

فروسيا والصين والبريكس وشنغهاي اسست لنفسها واطلقت نظم وتكتلات واليات تبدل خرجت من تحت عباءة وتحكم الاقتصاد الامريكي وخطت لنفسها اليات وطرق تجعلها لا تتأثر بأزمة انهياريه للاقتصاد الامريكي والليبرالي. والحرب الاوكرانية  وحروب العدوان الامريكية بما سمته عقوبات وحصارات لم تؤتي نفعا لها ودفعت الدول والشعوب لابتداع والبحث عن بدائل وصمدت وانعكست تلك الحروب وبالا على امريكا وحلفائها واقتصاداتهم المأزومة.

وهذه عينه من المؤشرات والتنبيهات عما ينتظر الاقتصاد الامريكي.

" الائتمان المصرفي في امريكا  ينكمش رسميا...

?لم يحدث هذا إلا خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008...

?اربطوا احزمة الامان

?تحذير:

?  احتمال حدوث ركود في اقتصاد اميركا يرتفع الان فوق مستويات ال 60%..

?هذا المستوى شوهد مرتين فقط في تاريخ امريكا...

?وفي المرتين انتهى الامر بانكماش حاد...

?الغريب هو أنّ معظم الناس متفائلون ويقولون أنه لن يحدث الا (هبوط ناعم)

?الا ان المؤشرات الاقتصادية تقول العكس تماما...

?الركود بات قاب قوسين أو أدنى!

https://t.me/QUI CKECONEWS".

 كمثلها رفع الفائدة الى معدلات ما كانته عام ٢٠٠٧، وكذلك رفع فائدة السندات الامريكية لتغطية العجز الفاقع والمتراكم والمتضخم والتي بلغت حدود ال٧%، ما ادى الى اضطراب حاد في اسولق العملات والسندات واسعار الذهب والسلع الاستراتيجية وتسبب بخسائر هائلة  لشركات المتاجرة بالعملات المشفرة وبالعملات المشفرة ذاتها وكل هذه تعتبر من المؤشرات على اقتراب الزلزال. والاهم بين المؤشرات سبب اقالة رئيس المجلس النيابي الامريكي غير المسبوق  فقد اقالته الاكثرية الجمهورية لأنه مرر حزمة تمويل ديون كي لا تقفل الدولة الامريكية الاتحادية. واقالته من قبل الجمهوريين وخاصة الترامبيين مؤشر على اشتداد الحرب الداخلية عشية الشروع بالحملات الانتخابية الرئاسية ولجوء كلا الطرفين الى كل الاسلحة والاخطر تجاهل الانعكاسات على امريكا ونظامها واستقرارها واوضاعها الاقتصادية والمالية.

الضرب تحت الحزام بدأ، والحزام اصلا قد شاخ وبحالة تهلهل وتأكل...

قد تكون نذر دخول امريكا حقبة الانهيار الاقتصادي والسياسي فالمجتمعي قد ازفت...

هل سنقول باي باي امريكا ...سنفتقدك .... هذا ما توقعه نازاروف قبل سنوات فهل تصح نبوءته...؟؟؟ وماذا عن العالم الجديد وتاريخ ولادته مكتملا واي نظام سيحكم؟؟؟

المصدر: موقع إضاءات الأخباري