محمد النوباني
بعد مرور نصف قرن على الهجوم المباغت الذي قام به الجيشان المصري والسوري في سيناء والجولان في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣والذي دخل التاريخ بإسم حرب اكتوبر العربية الإسرائيلية او حرب تشرين التي كادت أن تحرر كافة الاراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في حرب الخامس من حزيران عام لولا خيانة المقبور السادات واجهاضه لنتائج تلك الحرب التي كان يفترض أن تكون تحريرية كما أراد لها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، هجوم فلسطيني بري وصاروخي مباغت على إسرائيل في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ تحت إسم "طوفان الأقصى".
وعلى عجالة استطيع القول أن من إختار هذا التوقيت الذي يتزامن مع الذكرى ال٥٠ لحرب اكتوبر العربية- الإسرائيلية اراد أن يوصل رسالة مفادها أن ما يجري هو استمرار لتلك الحرب التي فرغتها خيانة السادات من مضمونها وحولتها إلى حرب تحريك ادت إلى إتفاق كامب ديفيد وآوسلو ووادي عربة وما تبعها من دخول المنطقة في اسر الحقبة الإسرائيلية.
وبإختصار قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن توقعات دقيقة فالعملية مستمرة وهناك حديث عن عشرات القتلى والاسرى الإسرائيليين ولكن ما نستطيع قوله اننا امام حدث كبير قد يؤدي في حدوده الدنيا إلى تنظيف السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين وفي حدوده العليا إلى إندلاع الحرب الكبرى في عموم المنطقة.
ولكن في حال نشوب تلك الحرب فإن السؤال الذي يطرح نفسه:هل سيكون هناك متسع لتشكيل لجنة تحقيق في أسباب القصور الإسرائيلي في موقعة اليوم على غرار لجنة "اجرانات" التي شكلت في إسرائيل في اعقاب حرب اكتوبر ١٩٧٣ للبحث في اسباب القصور الإسرائيلي في تلك الحرب؟ أم ان الوقت سيكون متأخراً؟!