كتب الأستاذ حليم خاتون:
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: "عصر الزنوج والامريكان"
حليم خاتون
13 تشرين الأول 2023 , 20:51 م

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

جحافل هولاكو الامريكاني في البحر الأبيض المتوسط، وفي الشمالين السوري والعراقي، وفي البحرين وقطر، تهدد من ديار بعض العرب، شرفاء هذه الأمة وكبار عزتها في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن...

برلمان الاستعمار الفرنسي يمنع أي مظاهرات تأييد لفلسطين...

العبد الهندي في ١٠ داوننغ ستريت يرفع علم اسرائيل على البناء الذي شهد اغتصاب حقوق الشعوب ونهب ثرواتها من قبل إمبراطورية الشر البريطاني، بما في ذلك الشعوب الهندية...

أما ألمانيا التي لا تزال تحت تأثير هزيمة الحرب العالمية الثانية وابتزاز الاسرائيليين الدائم لها بتهمة الهولوكوست...

كل هؤلاء قرروا إننا، نحن العرب، زنوج العصر الأميركي الحالي...

لا يحق لنا العيش بكرامة وحرية...

دولة الديمقراطية المزيفة المحصورة بالعنصريين الصهاينة وحدها هي من يحق لها العيش في هذا الشرق...

السيد الأبيض في الغرب الأبيض عاب على بعض شرفاء هذا الغرب الذين انبروا يدافعون عن حق الفلسطيني في رفض الموت دون اعتراض...

بنظر بايدن وشولتز وماكرون وجورجينا، والعبد الهندي في ١٠ داوننغ ستريت، علينا شكر الغرب، وشكر اسرائيل على الغطرسة والعنصرية والقتل الجماعي والاعتقال الاداري واستباحة دم الأطفال والنساء والشيوخ...

حتى الأنين من الألم، ممنوع على الفلسطيني...

بينما يجتمع الناتو وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لدعم إسرائيل التي ثبت بالعين المجردة انها فعلا أوهن من خيوط العنكبوت، وان جيشها ليس أكثر من نمر من ورق؛ بينما تُجرّد سيوف خنازير الناتو لذبح الشعب الفلسطيني، يُمنع على الأمم الحرة وعلى المقاومة اللبنانية الوقوف إلى جانب هذا الشعب المسكين ومساندته لاسترجاع أرضه...

ماذا تعني كل هذه الشراسة الغربية، والاستماتة في الدفاع عن وكر العقارب على أرض فلسطين؟

ببساطة، أيقنت دول الاستعمار الغربي أن اسرائيل على وشك الانهيار...

كذبة الجيش الذي لا يقهر ضاعت بين ارجل المقاومين الفلسطينيين الذين داسوا على رقبة بن غفير ورقبة نتنياهو...

هرعت الإمبريالية تعطي الكيان المهزوم جرعات تلو الجرعات كي يقف على رجليه...

نتنياهو الذي يعرف أنه لا يساوي شيئا في عالم الشجعان، يريد استغلال هذا الدعم الغربي لقلب موازين قوة التاريخ والجغرافيا التي ترفض هذا الجسم الغريب لو مهما حصل من تطبيع وتتبيع...

من جهة أخرى، يبدو أن حزب الله قرر أن يدع الكيان يفقد أعصابه ساعة بعد ساعة، دون معرفة الخطوة التالية على الحدود اللبنانية الفلسطينية؛ أنها سياسة الغموض البنّاء...

متى يوجه محور المقاومة الضربة؟

مرة أخرى يقف نتنياهو على رجل ونصف...

لكن يقف معه اليوم كل الناتو الذي يصلي كي لا تندلع جبهة ثانية في الشرق الأوسط إلى جانب جبهة أوكرانيا...

إذا كان الكيان أوهن من خيوط العنكبوت وفقاً للسيد نصرالله...

فإن الإمبريالية نمر من ورق وفقاً ل"ماو تسي تونغ"...

لا يقول أحد أن نهاية الكيان نزهة...

لكن هذه النهاية ترتبط اليوم بقرار جريء...

قرار صعب لما سوف يسبب من دمار...

لكن النصر لا يمكن أن يأتي دون ثمن...

من اراد التحرير، قدم الدماء فداء للوطن...

على بايدن أن يسأل أسلافه، عندما يكون صاحيا، عن عزيمة شعوب هذه المنطقة...

على بايدن سؤال المارينز عن شباب سقطوا وشباب التقطوا البندقية وتابعوا المسيرة...

بعد أربعين عاماً... على اميركا أن تكون تعلمت الدرس...

غزة التي تقدم الدماء اليوم، والتي قدمت الشجعان أمس، لن تبخل بمزيد من الأبطال...

١٥٠٠ بطل من غزة هزوا عرش اسرائيل...

في غزة اليوم سبعون ألف بطل قائد؛ خلفهم مليونا بطل تعهد أمام الشاشات أنه سوف يفجر الأجساد وسط جحافل الغزاة...

اميركا المهزومة في فيتنام والعراق وافغانستان تمشي برجليها نحو هزيمة جديدة في فلسطين وسوريا ولبنان...

الذي يصدّق، فليصدّق...

والذي لا يصدق... اهلا به في ساحات فلسطين...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري