عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
خلال تصفحي بحثًا عن الدعم الأمريكي المنقطع النظير لنتنياهو بمواصلة "الحرب" ضد الفلسطينيينَ. وجدت بحثًا قصيرًا فيه تفاصيل كثيرة عن الدعم الأمريكي المالي اللامحدود للكيان الغاصب. وأود ان أوضح ما استعمله نتنياهو في تصريحه بعبارة "مواصلة الحرب"؛ فإن كل دولة دعمت مواصلة إقتراف نتنياهو وحكومته العنصرية المتطرفة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هي شريكة كاملة في إقتراف تلك الجرائم وأولها أمريكا التي زودت الكيان المؤقت بأحدث الذخائر والأسلحة. وقد تفاخر المتحدث بإسم جيش العدو بنوعية الأسلحة وقال في تغريدة له :" هبطت في قاعدة نفاتيم الجوية طائرة محملة بذخيرة أمريكية متقدمة حيث تخصص هذه الذخيرة لتمكين جيش الدفاع من توجيه ضربات ملموسة والاستعداد لسيناريوهات أخرى".
وأضاف :" نشكر الدعم الأمريكي لدولة إسرائيل عامة ولجيش الدفاع خاصة في هذه الفترة المعقدة.
وأردف : "يعلم أعداؤنا المشتركون ان التعاون بين جيشيْنا أقوى من أي وقت مضى ويعد جزء مركزي بضمان الأمن والاستقرار الإقليمي".
ولا بد من الإشارة بأن قادة العدو قد صعدوا من وحشية تدميرهم الممنهج للمباني السكنية على قاطنيها مستفيدين من المساعدات الأمريكية التي وصلت بما فيها الصواريخ الدقيقة الموجهة بالليزر الخارقة للتحصينات زنة 2000 باوند أو أكثر والتي يحتوي كل منها على صاعق تأخيري بحيث يخترق الصاروخ عدة طبقات وينفجر حسب توقيت الصاعق، في أسفل المبنى أو وسطه فيسحب الهواء اللازم للتفجير بسرعة حسب نوع المتفجرات وأقلها 6000 متر/ثانية فينهار المبنى في مكانه كقطع من البسكوبت الهش. ونظرًا للدمار الكبير والتدمير الهائل للمباني والأبراج المدنية، فأني أجزم بأن قادة العدو قد فعلوا "بروتوكول هانيبال" .
وقد اقتطفت ما قالته صحيفة "إسرائيل اليوم" والمقربة من الجيش عن هذا البروتوكول:
والسؤال ماذا سيفعل الإحتلال اليوم وغدًا وفي المستقبل القريب بعد أن أسرت حماس العشرات بعد أن كان يدمر مناطق من أجل جندي أو ضابط أسير؟
تجيب صحيفة "إسرائيل اليوم" عن السؤال، طارحة سيناريو تدميريا يفوق بوحشيته أقصى أوجه بروتوكول أو توجيه أو إجراء "هانيبال" الذي يعتمد في جوهره على سياسة الأرض المحروقة ومفهوم "جندي قتيل أفضل منه أسيرا".وقد طبق العدو هذا البروتوكول خلال عدوان 2006 على لبنان، ولما خسر الحرب أخذ يتباكى على أسراه وضرورة معرفةمصيرهم وقَبِلَ التبادل مرغمًا دون أن يأخذ أية معلومة عن مصير الأسرى إلا يوم التبادل.
ومن المؤكد بأن أمريكا هي الي تقود المعركة الآن بكافة. تفاصيلها فلها تاريخ أسود في إرتكاب المجازر والإبادة العرقية وخاصة مع الهنود الحمر وفي هروشيما ونغازاكي وفييتنام.
فهل تدخلت أمريكا لأنها إستشعرت الخطر الوجودي على الكيان من خلال مجريات عملية حَماس "طوفان الأقصى"، ولتحد من قساوة وخطورة ما حصل؟
وهل كان من الضروري تحمس أمريكا لإرسال حاملة طائرات وعدة بوارج مرافقة تقل 5000 جندي؛ وأمر بريطانيا لترسل سفينتين حربيتين إلي الشرق الأوسط ضمن دعمها العسكري لإسرائيل .
واني أعتقد بأن أمريكا تدخلت بقوة لخلق شرق أوسط جديد وهي ستحارب حتى آخر جندي صهيوني كما فعلت في أوكرانيا.
وقد وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الخميس إلى تل أبيب في زيارة تضامن ودعم لإسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أثناء استقبال بلينكن في مطار بن غوريون: "لن ينسى شعب إسرائيل أبدا الدعم الأمريكي في هذه الأيام الصعبة."
وأضاف: "أشكر صديقي وزير الخارجية أنتوني بلينكن، والرئيس بايدن، وجميع أصدقائنا في الولايات المتحدة على وقوفهم الواضح إلى جانب إسرائيل وإدانة الإرهاب ودعم حق دولة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ومواطنيها".
وللتأكيد على أبعاد أهداف المشروع الأمريكي أصدر بلينكن الأوامر الأمريكية بتصعيد الموقف ضد سوريا؛ فأذعن قادة الكيان الصهيوني المؤقت ونفذوا بالتزامن مع وصول بلينكن عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ على مطاري حلب ودمشق الدوليين في نفس النوقيت.
ويبدو أن قادة العدو الصهيوني لم يأخذوا العبرة من إبداع وقدرة وإصرار لكل فلسطيني وخاصة عملية الفرار من سجن الجلبوع والذي يعتبر من بين أكثر السجون تحصينًا في العالم.
فقد استطاع ستة مجاهدون الهروب من سجن جلبوع وسميت العملية ب«عملية نفق الحرية». وهو حدث أمني قصم ظهر الأجهزة الأمنية،و وقع في صباح يوم 6 أيلول/ سبتمبر 2021 ؛ فقد تغلّب المجاهدون على كافة التقنيات الدقيقة عمليات التعداد عير الروتيني والذي صدم المحققين كيف استطاع الأسرى النزول إلى تحت غرفة سجنهم وحفر نفق حتى خارج السجن ومساحة النزول من الغرفة ضيقة جدًا وكذلك نقطة الخروج فالذي ينظر إليها يخالها وكر ثعلب.
وقد أثبت المجاهدون تفوقهم على كافة أجهزة المخابرات وقادة السجن في معرفة أدنى معلومة عم مخططهم في الفرار بالرغم من طول مدة الحفر .
وهذا ما حصل تماما في التحضير لعملية "طوفان القدس" من رصد دقيق لكل الأهداف، وخاصة مقر " فرقة غزة" التي كانت تتم تحت عيون جنود العدو؛ وكان التحضير اللوجستي والبشري لهذه العملية الضخمة يتم بسرية تامة دون ان تلتفت أجهزة مخابرات العدو المختلفة إلى ذلك بالرغم من مراقبتهم الدقيقة عبر كافة وسائل جمع المعلومات. الأمر الذي وجه ضربة قاصمة لقادة أجهزة المخابرات. وكان إختيار التاريخ التوقيت مميزًا. وكان التنسيق بين الطيران الشراعي والقوة الصاروخية لا مثيل له. وفي لحظة المواجهات داخل مقر فرقة غزة والمستوطنات كانت المواجهة الحقيقية بين جيش العدوان والمجاهدين وكان الجاهدون يرددون "سلِّم تِسلَم" وبسرعة قياسية تم نقل الاسرى إلى قطاع غزة بينما هام الكثيرون من المستوطنين والمستوطنات علي وجوههم في صحراء النقب وماتوا عطشًا.
ولقد سجل إقتحام مستوطنة سديروت وخاصة السيطرة على مركز الشرطة ضربة قاسية جدًا أثرت على توازن من تبقى حيًا. ونقلت وسائل إعلام العدو عن وجود مسلح فلسطيني واحد داخل مركز الشرطة فتم محاصرة المركز وبدؤا بإطلاق النار بكثافة وقصفه بشكل عنيف حتى دمروه وأذاعت وسائل الإعلام العبرية في نجاح المسلح من الإنسحاب. فتم تدمير ما تبقى من المركز بالجرافات تدميرًا كاملًا وصبح أثرًا بعد عين حتى لا يذكر المستوطنين بإنتصار المقاومين علي الجيش وقوات الشرطة.
ومن ناحية عسكرية فقد سببت عملية طوفان الأقصى شللًا في العصب المركزي لكافة أجهزة المخابرات وإدارة المعركة وحتى إداء الجنود. فقد إستفاد المقاومون من عامل المباغتة وكانت الغلبة لهم في المواجهات في كافة المراكز العسكرية والمستوطنات التي دخلوها. وقد إستطاع المقاومون تعطيل نظام الإتصالات مع القبادة العسكرية التي أصيبت بالإرباك نتيجة عدم التحليل المعلومات التي كانت تصلهم على مدار الساعة فاصبحوا تائهينَ.
وفي تحليل لما حدث يوم السبت الماضي؛ فقد شكلت عملية "طوفان الأقصى" زلزالا ضرب المؤسسة الأمنية والعسكرية وحتى أقسام الشرطة بالشلل التام الأمر الذي دعا نتنياهو أن يستجدي بايدن لإنقاذ الكيان المؤقت من الإنهيار؛ فتعهد بايدن بتفوق الكيان عسكريَا والبدء بجسر جوي لنقل أحدث الصواريخ وأمر بإحضار حاملة طائرات وعدة بوارج حربية وامر بايدن بريطانيا بإرسال سفينتين حربيتين لتطمين نتنياهو وقادة الجيش والمخابرات بعد أن فقدوا ماء وجههم. فقد أصيبت أجهزة المخابرات وقيادات المواقع والمستعمرات بالشلل التم في اللحظات الأولى للهجَوم.
ونتيجة للدعم الأمريكي اللا محدود ولجنون عظمة نتنياهو ونرجسيته اصبح وضعه كهر صغير ينظر في مرآة مكبرة عشرات المرات فتخيل نفسه ليثأ ضاريًا. فهدد بتصفبة حماس. وفي الواقع بدأ بإرتكاب جرائم حرب َمنذ يوم الاحد بتدمير المنازل على أهلها في قطاع غزة. وما قاله بلينكن بلغة دبلوماسية " ضمان عدم تكرار حماس ماحصل السبت الماضي؛ قالها نتنياهو بغطرسته المعهودة: "أن الحرب يجب أن تنتهي بتصفية حركة حماس".
وقد منعت نرجسية نتنياهو من التفكير بكيفية مواجهة حماس بجيش تعرض لنكسة اقسى من نكية 06 تشرين الأول/اكتوبر 1973 بمئات المرات. لذا فإن الإدارة الأميركية قلقة من أن الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة لعواقب أي هجوم بري في غزة.
فنتياهو يرتكب جرائَم حرب وجرائم ضد الإنساَنية ظنًا منه أن كل فلسطيني هو حماس ولذا فأنه دمر كافة البني التحتية في غزة كما معظم الأبراج والمجمعات السكنية ليساوي عدد الشهداء الفلسطينيين بعدد قتلاه.
وآخر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية إقترفها نتنياهو بنذالة وحقارة وغدر وتمثلت بالإعلان عن ضرورة توحه النازحين جنوبًا لأن الشمال سبقصف وستبدأ العملية البرية، وما ان خرج النازحون بآلياتهم وسيارات السحن المقطورة حتى فتكت طائرات الغدر بالنساء والأطفال وكبار السن وتسبب بمجزرة ارتقى فيها 70 شهيدًا وأكثر من 150 جريح.
وقد أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن البنتاغون خبرَا مثيرأ للريبة والشك ولإإستغراب والدهشة يتعلق بوصول سرب من طائرات A-10 لقاعدة الظفرة بالإمارات لـ"دعم إسرائيل وردع أي هجمات".
فهذا النوع من الطائرات يدعى ب"قناصة الدبابات و "المدفع الرشاش الطائر" و"حاصدة الأرَاوح إذا ما استعملت في إستهداف الحشود البشرية".
A-10 Thunderbolt
إيه-10 ثاندر بولت الثانية تابعة للقوات الجوية الأمريكية.
وهذه معلومات عامة عنها :-
صُممت هذه الطائرة بصفة حصرية للقوات الجوية الأمريكية لتقديم الدعم الجوي القريب للقوات الأرضية من الدبابات والمدرعات والمركبات المهاجمة، والأهداف الأرضية الأخرى، مع قدرة محدودة على مهاجمة الأهداف التكتيكية الأرضية.
يمكن تسمية الطائرة بالرشاش الطائر فسلاحها الأساسي مدفع جاتلينج GAU-8 Avenger وهو عبارة عن رشاش دوار ثقيل (يعتبر أكبر رشاش تم وضعه على متن طائرة) ذو سبع فوهات عيار 30 ملم ويتميز بسرعة فائقة 3900 دورة/الدقيقة وذخيرة من الذخيرة تلعادية ولكن غالبًا يتم إستعمال ذخيرة اليورانيوم المنضب لإصابة عدد كبير دبابات وإعطابها بتكاليف زهيدة جدًا.
وتحتوي الطائرة على 540 كجم من الدروع مع قدرة على البقاء في الجو حتى مع الأضرار التي تصيبها. واسم الطائرة الرسمي Thunderbolt أتى من طائرة الحرب العالمية الثانية Republic P-47 Thunderbolt التي كانت تقوم بتقديم الدعم الجوي القريب أيضاً.
والسؤال الذي يطرح نفسه؛ لماذا إستحضار هذا السرب من الطائرات دون أن يكون لدى حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى أية دبابة؟
فماذا تخفي علينا أمريكا؟
وقد فعّلت قيادة الجيش الصهيوني "بروتوكول هانيبال" والذي يقضي بإستعمال أقصى درجات الوحشية في تدمير المباني؛ وقد أختصرت الامم المتحدة مهامها في إحصاء عدد المباني المدمرة فبلغت 5570 منزلََا وتضرر 3750 منزلََا حتى الساعة بدلًا من إيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها نتنياهو كل لحظة نتيجة لما سمعه مجرم الحرب النرجسي من الدعم الامريكي غير المحدود من بايدن ووزير خارجيته ووزير دفاعه.
إن جريمة الإبادة العرقية التي تنفذها آلة الحرب الصهيونية وبدعم عسكري أمريكي غير محدود وتحت بصر وسمع العالم الأممي والدولي هي وصمة عار لتلك الأمم ولكل من يقبل بتلك الإبادة. ولا يلومن أحدًا تصرف المقاومة في الدفاع عن نفسها.
ولا بد من التذكير بما قاله الإمامُ عليٌّ عليه السلام تجاه إتخاذ المواقف : "الرّاضي بِفِعلِ قومٍ كالدّاخِلِ فيهِ مَعَهُم ، وعَلى كُلِّ داخِلٍ في باطِلٍ إثمانِ : إثمُ العَمَلِ بِهِ ، وإثمُ الرِّضا بِهِ".
ولا بد من التذكير بأن بروتوكول هانيال ينص على ان الجندي الأسير الميت هو أفضل نن الأسير الحي. فلا تهتموا بكذب المجتمع الأممي والدولي بإهتمامهم بمصير الأسرى لدى حماس.
وإن غدًا لناظره قريب
14 تشرين الأول/اكتوبر 2023.